كتبت: شيخة العسم:
على الرغم من التحديات والمعوقات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها المرأة في الخليج بشكل خاص والنظرة السلبية كونها أصبحت رياضية، استطاعت المرأة البحرينية أن تجعل المجتمع يعترف بها كقوة رياضية قادرة على تمثيل بلادها في المحافل الرياضية الخليجية والعربية وحتى العالمية, وفي إنجاز لها وبدعم من المجلس الأعلى للمرأة ممثلة بصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد, فإن البحرين اليوم تحتفل بيوم المرأة البحرينية الذي يقام تحت شعار «المرأة والرياضة» إرادة.. إنجاز.. تطلعات» مما يؤكد نجاحها وتميزها بهذا المجال, وهذا ما أكدته شخصيات رياضية بحرينية.
تقول النائبة سوسن تقوي «كوني أعشق هذا المجال, وقد كنت لاعبة جمباز في مرحلة المدرسة ومدربة سباحة وكوني على اطلاع بإنجازات المرأة البحرينية, فأرى في تحليلي أنه المرأة واجهت في عقد الثمانينات ضغط المجتمع مما حد من دخولها إلى عالم الرياضة واكتفت بالدراسة والتربية في ذلك الوقت بخلاف الفترة الحالية وعقد السبعينات وخصوصاً آخر السبعينات, فقد حققت المرأة البحرينية إنجازات عربية وآسيوية في كرة الطائرة والتنس وغيرها في ذلك الوقت, ومن بين الشخصيات البحرينية الرياضية الشيخة حياة ياسين, وسعاد ياسين, وغيرهن, أما الآن فما يعيق مسيرتها هي النظرة الاجتماعية, وبعد مشروع جلالة الملك الإصلاحي وإنشاء المجلس الأعلى للمرأة والتي ترأسها قرينة العاهل حفظها الله ورعاها فقد أعطت المرأة الثقة والمساواة لتحقيق ذاتها بجميع المجالات ومنها الرياضية, وبدوري أشكرها على مجهوداتها الجبارة, وكون هذه السنة مخصصة للمرأة الرياضية, وعلى الرغم من أنه أشعر الراضيات البحرينيات وكأنهن في عرس جميل, غلا أنني لا أتمنى أن تظهر المرأة الرياضة فقط في المناسبات», وتضيف تقوي «كما إني أتمنى أن يزيد أعداد الرياضيات البحرينيات في المحافل العربية والعالمية وأن لا نكتفي باسمين أو ثلاثة فقط», وتختم سوسن «لن يخدم المرأة إلا المرأة كما إنها تحتاج لدعم من المجتمع ولتشريع قوانين, وأرى أن المستقبل يبشر بخير لها».
في حين تقول العداءة البحرينية رقية الغسرة بأن نظرة المجتمع اختلفت كلياً عما كانت عليه في بداية مشوارها فتقول «في أو لظهور لي ومشاركة في عام 2000, كانت نظرة المجتمع للفتاة الرياضية سلبية جداً, وهي تكمن في وجود امرأة مسلمة تمارس الرياضة على مرأى ومسمع الجميع, وكوني مُحجبة, فقد سألت كثيراً عن الحجاب في كونه عائقاً للسرعة إلا أنني أرد عليهم أنه بالعكس ارتدائي للحجاب هو الأمر الذي يزيدني ثقة بنفس وعزيمة وإصرار على الفوز, في البداية كان الدعم الكبير من قبل والدي كوني من أسرة رياضية أصلاً فقد ساعدني هذا الأمر كثيراً, كما إني أشكر كل من وقف بجانبي ووثق بي وبقدراتي, ففي سنة 2003 دخلت معسكراً خارج البحرين وكان لمدة شهرين وشكل تحدياً حقيقياً لي, وقام بدعمي لهذا المعسكر كل من محمد عبداللطيف جلال نائب رئيس الاتحاد وعبدالحكيم الشنو، «أما بالنسبة لما تراه من مستقبل للمرأة الرياضية فتقول الغسرة: «سيكون المستقبل مشرق, إلا أنني أقول: إن مستقبل المرأة بيد المرأة نفسها, وتحتاج لمن يثق فيها ويدعمها».
وأكدت صاحبة عز الخيل لمستلزمات الفروسية وأول بحرينية تمتطي الخيل هدى جناحي إن مستقبل المرأة البحرينية مزدهر جداً وخصوصاً في المجال الرياضي فهي قد حققت الكثير من الإنجازات ومازالت تحقق، والفتاة البحرينية سباقة ومميزة جداً فطموحاتها وأحلامها ليس لها حدود ولم تقف على قول إن هذا العمل أو هذه الهواية خاصة بالرجل «وأضافت هدى جناحي «وهذا بفضل المجتمع البحريني المتفتح فبالرغم من كون مجتمعنا محافظاً إلا أن المرأة البحرينية استطاعت أن تحقق طموحاتها بدون أن تتعدى على أي من هذه الأمور المهمة بل مزجت بين ما تريد وبين محيطها ولم تتعدَّ حدودها».
أما بالنسبة لما ينقص المرأة البحرينية لنهضتها أوضحت «بصراحة لا ينقصها أي شيء سوى أن تبادر هي في ما تريد فالمجال مفتوح أمامها من أوسع الأبواب هذا من جانبها ولكن في الوقت ذاته تحتاج المرأة البحرينية حقاً لمراكز خاصة بها تحتويها وتخرج طاقاتها وتنميها لها ولعائلتها. «ودعت جناحي المرأة البحرينية أنها يجب أن تدع أي أمر يقف عائقاً في وجه طموحاتها، فلكل واحدة منا موهبة يجب أن تخرجها».