لم تترك المرأة البحرينية مجالاً إلا وفرضت نفسها فيه بإبداعاتها وتميزها وتفانيها وإخلاصها ومنها مجال الإعلام سيما الرياضي منه والذي لطالما اعتبر مجالاً ذكورياً بحتاً في عالمنا العربي. وشهدت الفترة الأخيرة بروزاً لافتاً لعدد من الأسماء الإعلامية البحرينية النسائية والتي كسرت القاعدة السابقة باقتحامها لهذا المجال الصعب المراس ولعل أبرزها الإعلامية المتألقة ورئيسة تحرير النشرة الرياضية بتلفزيون البحرين مريم بوكمال والتي تعتبر نقلة نوعية في مجال الإعلام الرياضي النسائي في المملكة ودليلاً ملموساً على شغف المرأة البحرينية وطاقاتها المتفجرة باعتبارها إحدى أوائل مقدمات النشرات الرياضية على مستوى المنطقة.
تألق المرأة البحرينية لم يقتصر على مجال التقديم خلف الكاميرات داخل الأستوديوهات فحسب بل تجاوز جميع الحدود الجغرافية ليقتحمن عالم التصوير والتغطية الميدانية وغيرها من مجالات الإعلام الرياضي. و يعتبر الإعلام بشكل عام المرآة العاكسة للمجتمع والذي تشكل المرأة نصفه بل الأساس الذي لا يمكن أن يقوم بدونه لذلك كان من الطبيعي أن تنال المرأة حقها الأصيل بتمثيلها من خلاله وأن تؤدي واجباتها كاملة تجاهه.
كل هذه النجاحات لها دلالات ومعانٍ تتجاوز واقعها بكثير فعندما تقتحم المرأة مجالاً احتكرته الوجوه الرجالية لدهر من الزمن بل وتبدع فيه فهذا دليل أنه لا وجود لكلمة «مستحيل» في قاموسها وهو ما تؤكده الإعلامية المخضرمة ليلى سماتي بقولها «اقتحمت مجال الإعلام الرياضي فقط لأقول للرجل أنا هنا»!