عواصم - (وكالات): تقصف القوات النظامية بالطيران الحربي والمدفعية مناطق في ريف دمشق يتواجد فيها المقاتلون المعارضون، في حين قالت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام إن الأخير «فتح أبواب جهنم» ضد كل من يخطط للهجوم على العاصمة، بينما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن جسراً جوياً أُقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للإيرانيين تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح.
في الوقت ذاته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 90 شخصاً في أعمال عنف بسوريا أمس.
وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل العشرات نصفهم من المدنيين في دمشق وريفها، حيث تدور معارك هي الأعنف في النزاع المستمر منذ 20 شهراً، وطالت للمرة الأولى محيط مطار دمشق الدولي.
وقالت صحيفة «الوطن» السورية إن «الجيش العربي السوري فتح أبواب جهنم على مصراعيها أمام كل من سولت له نفسه الاقتراب من دمشق أو التخطيط للهجوم عليها»، في إشارة إلى المعارك في محيط دمشق وطريق مطارها الدولي.
وأشارت إلى أن هذا الهجوم هو «الأول من نوعه باتجاه تمركز المسلحين» الذين حاولوا «التسلل إلى حرم الطريق لقطعه، في حين تقدمت مجموعات أخرى باتجاه العاصمة في ما سمي «الزحف على دمشق»، ما دفع الجيش النظامي إلى «الدفاع عن عاصمته».
وأوضحت أن «المجموعات المسلحة»، وهي العبارة التي يستخدمها الإعلام الرسمي للإشارة إلى المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، حاولت قطع طريق المطار والاقتراب منه، في حين كانت مجموعات أخرى «تستعد للهجوم على دمشق».
وقطعت طريق المطار مع شن القوات النظامية حملة واسعة على المناطق المحيطة بها. وتؤكد السلطات السورية أن الطريق باتت «آمنة»، وأن العمليات العسكرية لم تؤثر على حركة الملاحة في المطار.
وأيضاً في ريف دمشق، أغار الطيران الحربي على محيط بيت سحم ودير العصافير ويلدا جنوب العاصمة، تزامناً مع اشتباكات في هذه المناطق، يضاف إليها اشتباكات في الغوطة الشرقية، وقصف مدفعي على بلدات ومدن دوما ورنكوس والسيدة زينب والزبداني وعربين وحرستا ومضايا وبيبلا ويلدا في ريف العاصمة. من جهته، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القوات النظامية تسعى إلى السيطرة على داريا «لقربها من مطار المزة العسكري، وهو الأهم في ريف دمشق»، وتنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية لتنفيذ عملياتها.
وفي محافظة حمص، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن تفجيراً «إرهابياً» أدى إلى «استشهاد 15 مواطناً وإصابة 24 آخرين بجروح إصابات بعضهم خطيرة». ومن جهته، قال المرصد إن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة.
وفي حماة، تحدث المرصد عن اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في شارع «8 آذار». وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات في جنوب معرة النعمان بين المقاتلين المعارضين الذين سيطروا على المدينة الشهر الماضي، والقوات النظامية التي تحاول اقتحامها وتقوم بقصفها، بحسب المرصد.
وتأتي هذه الأحداث غداة عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى مختلف المناطق السورية بعد انقطاعها منذ الخميس بعد انتهاء «ورش الإصلاح»، بحسب ما أفادت سانا. في حين اتهم الناشطون النظام بقطع الاتصالات كتحضير لـ «مجزرة».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر أمريكية أن جسراً جوياً أُقيم فوق الأراضي العراقية يسمح لإيران، أحد أبرز حلفاء دمشق، بنقل أسلحة إلى نظام الرئيس الأسد، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية أصيبت بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر أجواءهم.
وأضافت أن السلاح الذي يتسلمه النظام السوري يشمل قذائف وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وقنابل يدوية.
وأوضحت أن مسؤولين عراقيين يبلغون الإيرانيين عند اتخاذ قرار بإجراء عمليات تفتيش جوية، وذلك لمساعدتهم على تفاديها.
وفي تركيا، أعلنت وكالة الأناضول الرسمية أن قذائف عدة مصدرها سوريا سقطت في بلدة ريحانلي الحدودية في جنوب شرق البلاد.
ومع تكرار التوترات الحدودية مع سوريا، طلبت تركيا رسمياً من حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين. ومن المتوقع أن يرد الحلف رسمياً على الطلب خلال اجتماع وزراء خارجية دوله الأعضاء غداً في بروكسل.