لا يعرف سلطان سلوم بالضبط متى جاء أجداده إلى بوروندي من سلطنة عمان عبر زنجبار، هل كان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر أم في مستهل القرن العشرين؟ لقد انقضى قرن لكنه لم يحصل بعد على الجنسية البوروندية، وهو يريد الآن استعادة جواز سفره العماني.
ويشير إلى أجداده قائلاً إن «ما يقال في إطار العائلة هو أنهم أتوا من عمان عبر زنجبار ثم كيغوما» القريبة من بحيرة طنجنيقا في شرق تنزانيا «ثم وصلوا أخيراً إلى بوروندي».
تعاقبت أجيال وسلطان سلوم (50 عاماً) يدير اليوم مقهى في مدينة رومونج الصغيرة التي تبعد ستين كلم جنوب العاصمة بوجومبورا.
لكن، وعلى غرار 1200 شخص آخرين يتحدرون من أصول عمانية يعيشون في بوروندي، من الصعب عليه الحصول على إخراج القيد: فبوروندي تقول إنهم أجانب ولم تمنحهم الجنسية البوروندية.
ويقول سلطان سلوم «ليس لدينا أوراق ثبوتية، لا عمانية ولا بوروندية». وأضاف «أريد جواز سفر من بلدي عمان حتى أذهب وأعيش على أرض أجدادي».
وفي بوجومبورا، تدافع جمعية عديمي الجنسية العمانيين في بوروندي عن حقوق هذه المجموعة. ويسعى أعضاؤها منذ عقود للحصول على جواز السفر. وهذا ما دفعهم إلى رفع الأمر إلى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويقولون في المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما لدى السلطات البوروندية، إن السكان العمانيي الأصل لم يتم تصنيفهم كمشردين بعد من الناحية التقنية.
وحصل العمانيو الأصل حتى الآن من بوروندي على أوراق ثبوتية مؤقتة صالحة لمدة سنة واحدة.
ويقول المؤرخون البورنديون إن أجداد هؤلاء العمانيي الأصل وصلوا إلى البلاد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
وقد كانوا آنذاك من أولئك الذين سيطروا على زنجبار ودخلوا البلاد بحثاً عن العبيد والعاج لإعادة بيعها في سوق الأرخبيل المواجه لتنزانيا في المحيط الهندي.
وفي الحي الآسيوي، يعيش العمانيو الأصل إلى جانب يمنيين أو باكستانيين. وهم أيضاً يواجهون مشاكل الهوية، لكنهم لا يضطرون إلى تخطي صعوبات كبيرة للحصول على جوازات سفر من بلدانهم.