تنطلق يوم الجمعة المقبل أعمال الدورة الثامنة من منتدى حوار المنامة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وتعد وزارة الخارجية شريكاً استراتيجياً مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تنظيم هذا الحدث المهم، حيث يناقش المنتدى قضايا الأمن الإقليمي في ضوء التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تفرضها التطورات الجارية في الساحتين الإقليمية والدولية وتأثيراتها على مستقبل المنطقة.
ويكتسب حوار المنامة أهميته نظراً لطرحه العديد من القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية المهمة في المنطقة والعالم، إذ ينعقد في دورته المقبلة في ظل أجواء من التوتر الأمني والسياسي التي تحيط بالمنطقة وتلقي بظلالها على جدول الأعمال والمناقشات التي سيتناولها المشاركون بالمنتدى، ومن المزمع أن يتم خلال المنتدى مناقشة موضوعات مثل الأوضاع الملتهبة في سورية وتأثيرها على الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والأمن في مضيق هرمز وتأثير السياسة الطائفية على أمن المنطقة، والاستقرار في الشرق الأوسط في سياق عالمي، فضلاً عن ملف العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتعكس رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، للمنتدى حرص سموه على دعم الحوار العالمي ودفع الجهود المشتركة نحو الوصول إلى حلول وتفاهمات تكفل التخفيف من وقع الأزمات التي يواجهها العالم أجمع، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات المستقبلية على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
وشكّل دعم ورعاية سموه الكريمة للمنتدى منذ انطلاقته قبل عدة سنوات عاملاً أساسياً في نجاحه، خاصة في ظل ما يوليه سموه من اهتمام بمناقشات المنتدى والحوارات الثرية التي تجري بين الأطراف الدولية فيما يخص القضايا المهمة إقليمياً ودولياً، إيماناً من سموه بدورها الإيجابي في تعزيز علاقات الدول على أساس التفاهم والاحترام.
كما يأتي المنتدى في دورته الثامنة ليؤكد على نجاح مملكة البحرين في تبوؤ المكانة المتميزة على خريطة المنتديات والمؤتمرات ذات التأثير في رسم التوجهات والاستراتيجيات الإقليمية والعالمية بشأن القضايا المحورية التي تؤرق المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
ومن هذا المنطلق فقد حرصت وزارة الخارجية على دعم الشراكة الاستراتيجية مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تنظيم هذا المنتدى بشكل سنوي منذ عام 2004، إذ بات حوار المنامة بمثابة المنصة الحوارية الفاعلة لهندسة الأمن الإقليمي، بما يمثله من تجمع لأبرز واضعي السياسات وصناع القرار من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ووزراء الدفاع ومستشاري الأمن القومي، وقادة الجيش والاستخبارات ورجال الفكر والإعلام والخبراء وقادة الأعمال.
وعملت وزارة الخارجية في إطار نهج الدبلوماسية البحرينية المعتدلة على توفير الأجواء المناسبة لمناقشة القضايا الجوهرية التي تهم أمن المنطقة، وتبادل وجهات النظر وطرح الآراء المتعددة بعيداً عن التعصب وأجواء الأطر الرسمية التي قد لا تطرح فيها القضايا المثيرة بصراحة كاملة، إذ حافظ المنتدى منذ انطلاقته على طابع الحوار الذي يتسم بالصراحة والوضوح.
ويتيح المنتدى فرصاً لا مثيل لها للحوار والنقاش بين الحكومات حول القضايا الإقليمية المختلفة، حيث شارك في الدورة السابعة لحوار المنامة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وطُرِحت قضية الصراع العربي الإسرائيلي وتأثيراتها على الوضع الأمني في منطقة الخليج والشرق الأوسط كما تناولت الدور التركي الكبير في مجريات الأحداث الأمنية والسياسية، والملف النووي الإيراني.
وتعد الدورة الثامنة من منتدى حوار المنامة على قدر كبير من الأهمية، بالنظر إلى ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية حالياً من تطورات سياسية وأمنية تستدعي التحرك سريعاً لوضع حلول ومبادرات للحد من أو تلافي تأثيراتها وتداعياتها المحتملة.