عواصم - (وكالات): وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في براغ “تحذيراً شديداً” إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشأن احتمال استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قدم استقالته من منصبه، وغادر دمشق متجهاً إلى لندن، فيما تحدثت تقارير عن انشقاقه على نظام الرئيس الأسد.
من جانبه، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن يسقط “في أي وقت” معتبراً أنه يواجه معارضة تكسب مزيداً من الأرض كل يوم. وأعلن دبلوماسي تركي إرسال طائرات حربية الإثنين إلى الحدود مع سوريا بعد أن قصف الجيش السوري مواقع للمقاتلين في بلدة واقعة على تخوم تركيا. في الوقت ذاته، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المؤيد للحركة الاحتجاجية، خلال زيارة قام بها بوتين إلى أنقرة. وفي سوريا، تشن القوات النظامية حملة عسكرية على شمال شرق مدينة حلب الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون.
وتتعرض الأحياء الجنوبية في دمشق ومناطق في ريفها لقصف من القوات النظامية التي تحاول طرد مقاتلي المعارضة منها. وقالت كلينتون للصحافيين في العاصمة التشيكية “إن السلاح الكيماوي خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة”. وأضافت “مرة جديدة نوجه تحذيراً شديداً إلى نظام الأسد بأن سلوكه مشين، أعماله ضد شعبه مفجعة”. ­وردت دمشق بالتأكيد على أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية “إن وجدت” ضد شعبها تحت أي ظرف كان. وأعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة “متفائلة برد إيجابي للحلف الأطلسي على مساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي”، في إشارة إلى طلب أنقرة نشر بطاريات باتريوت على حدودها مع سوريا. إلا أنه أوضح أن نشر هذه الصواريخ يحتاج إلى أسابيع حتى بعد موافقة وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي على طلب أنقرة في هذا الشأن. في غضون ذلك، قدم المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي استقالته من منصبه، وغادر دمشق متجهاً إلى لندن، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن مقدسي “تعرض لضغوط من قبل بعض المحيطين بالرئيس السوري بشار الأسد لكن ليس من الرئيس نفسه”، مشيراً إلى أنه غادر إلى العاصمة البريطانية عبر مطار بيروت الدولي. وأشار عبدالرحمن إلى أن هؤلاء كانوا منزعجين من الظهور الإعلامي المتكرر لمقدسي وبعض التصريحات التي كان يطلقها. وكانت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أبرز حلفاء دمشق اللبنانيين، نقلت في شريط عاجل عن مصادر سورية “إعفاء المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي من منصبه لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري”. من ناحيته، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن يسقط “في أي وقت” معتبراً أنه يواجه معارضة تكسب مزيداً من الأرض كل يوم. وأضاف أن الأوضاع على الأرض توضح بجلاء أن المعارضة السورية تتقدم سياسياً وعسكرياً. إنها تحقق تقدماً كل يوم”، مشيراً إلى أن “المعارك تدور الآن في دمشق”. واعتبر الأمين العام للجامعة العربية أن الائتلاف الوطني السوري الذي أسس في الدوحة في نوفمبر الماضي واختار القاهرة مقراً له “يمضي قدماً”. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها “سيزيد” التوتر مع سوريا. وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في ختام زيارة عمل قصيرة إلى تركيا إن “وضع قدرات إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره”. واستند بوتين إلى مثل شعبي روسي ليشرح معارضة بلاده نشر هذه المنظومة الصاروخية. وأوضح “يقولون إنه إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ستستخدم بالتأكيد لإطلاق النار في نهايتها”.
ميدانياً، ذكر المرصد السوري أن الأحياء الجنوبية من العاصمة تتعرض للقصف “حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الأسود”.
وفي محيط دمشق حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس الماضي حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة بها. وقتل 12 شخصاً بينهم 8 مقاتلين معارضين في غارة جوية على مدينة رأس العين الحدودية شمال شرق سوريا. وأطلق مسلحون مجهولون النار من الأراضي السورية على مركز للجيش اللبناني في بلدة حدودية شرق لبنان، كما ورد في بيان لقيادة الجيش أكدت فيه أن عناصرها ردوا على مصدر النيران.
من ناحية أخرى، قال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود إن مخيم الزعتري الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، بات يأوي أكثر من 45 ألف لاجئ سوري.
وأعلنت وكالة أنباء في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية ستسحب “الموظفين الدوليين غير الأساسيين” من سوريا، أي 25 شخصاً من أصل نحو 100، وستحد من تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الأمنية.
من جهة أخرى، تثير تسجيلات صوتية تظهر ضلوع نائب لبناني مقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في تزويد المقاتلين السوريين المعارضين بالسلاح، جدلاً في لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له.
وكانتا صحيفة “الأخبار” وقناة “أو تي في” التلفزيونية اللبنانيتان المؤيدتان لنظام الرئيس بشار الاسد، نشرتا منذ الخميس الماضي 4 تسجيلات صوتية لاتصالات بين مقاتلين سوريين، وعقاب صقر النائب اللبناني الذي أكد في حديث صحافي صحة هذه التسجيلات.