عواصم - (وكالات): وجّه حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة تحذيراً شديد اللهجة إلى سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكدين أنه سيكون أمراً “غير مقبول” ويؤدي إلى “رد فعل دولي فوري”.
وهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل مباشر نظيره السوري بشر الأسد “بعواقب” إذا استخدم أسلحة كيميائية كما يخشى بعض الخبراء.
وصرح أوباما في واشنطن “أود أن أقول بكل وضوح للأسد والذين يطيعون أوامره أن العالم أجمع يراقبكم. إن اللجوء إلى أسلحة كيميائية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتاً”.
وأضاف أوباما “إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الأسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها. لا يمكننا أن نسمح بأن يغرق القرن الواحد والعشرون في السواد بسبب أسوأ أسلحة القرن العشرين”.
وفي وقت لاحق، وافق حلف شمال الأطلسي على نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على أراضي تركيا في إطار حمايتها من تداعيات الأزمة السورية المجاورة.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن استخدام سوريا أسلحتها الكيميائية سيؤدي إلى “رد فعل” من الأسرة الدولية، بينما حذر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي النظام السوري من أن استخدام الأسلحة الكيميائية “غير مقبول على الإطلاق”.
من جهته، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أن “الولايات المتحدة قلقة من فكرة نظام يضيق الخناق عليه، يفكر في استخدام أسلحة كيميائية ضد السوريين”.
وأكد مسؤول أمريكي أن دمشق تقوم حالياً بخلط المكونات اللازمة لاستخدام غاز السارين عسكرياً. وغاز السارين مادة شديدة السمية تؤدي إلى الشلل الكامل ثم الوفاة.
وكان النظام السوري أكد أنه لن يستخدم أي أسلحة كيميائية ضد شعبه وذلك رداً على “تحذير قاس” أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لسوريا معتبرة أن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية ضد الشعب “خط أحمر” بالنسبة لواشنطن.
وأعلن وزير خارجية الأردن ناصر جودة أن “استخدام أسلحة كيميائية سيغير المعطيات”.
وسيكرر وزراء خارجية الدول الـ 28 الأعضاء في الحلف التحذير الذي أطلقه راسموسن في اجتماعهم اليوم.
كما يرجح أن يوافقوا على طلب تركيا نشر بطاريات صواريخ مؤقتاً قرب الحدود السورية.
وقال راسموسن إن “الوضع على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف يشكل مصدر قلق كبير. تركيا طلبت دعم الحلف ونحن متضامنون بشكل كامل مع تركيا”.
ويسعى راسموسن بهذه التصريحات إلى طمأنة روسيا التي سيتناول وزير خارجيتها سيرغي لافروف الغداء مع نظرائه في الحلف.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح خلال زيارة لتركيا أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها “سيزيد” التوتر مع سوريا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن “وضع قدرات إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره”.
وبعد موافقة الحلف على الطلب، يفترض أن تقوم ألمانيا او هولندا او الولايات المتحدة بتسليم هذه الصواريخ التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن العملاقة إلى تركيا.
ونظراً للمهلة اللازمة المرتبطة بموافقة البرلمان في ألمانيا، يفترض أن تكون هذه الصواريخ جاهزة للاستخدام في الفصل الأول من 2013، كما قال دبلوماسي.
وكانت مصادر عسكرية في تركيا ذكرت أن الحلف يدرس نشر 6 بطاريات صواريخ على الأكثر يرافقها ما بين 300 و400 جندي أجنبي لتشغيلها.
وفي سوريا، دفع تدهور الوضع الميداني الأمم المتحدة إلى تعليق عملياتها في قرار تلاه إعلان الاتحاد الأوروبي خفض بعثته التمثيلية إلى أدنى حد.
ميدانياً، تتعرض مناطق شرق دمشق وإلى الجنوب الغربي منها لقصف من القوات النظامية بعد ساعات من سيطرة مقاتلين معارضين ذات توجه إسلامي على بلدة التبين شرق سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل 8 طلاب ومدرس جراء سقوط قذيفة على مدرسة شمال شرق دمشق.
كما اغتيل صحافي يعمل في صحيفة رسمية سورية أمام منزله الكائن في أحد أحياء جنوب دمشق، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري.
وفي الرياض، صرح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن الانتقال السياسي للسلطة في سوريا يبقى “أكثر ضرورة وحتمية” للحفاظ على وحدة هذا البلد أرضاً وشعباً.
وقد استعرض الفيصل المستجدات على الساحة السورية مع رئيس “الائتلاف الوطني” السوري المعارض الشيخ أحمد معاذ الخطيب، وفقاً لمصدر رسمي.