عواصم - (وكالات): أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى يجرون حواراً سرياً مع نظرائهم الأمريكيين عبر قنوات مختلفة، مشيرة إلى أن تصعيد التوتر الراهن بين القوات الإيرانية والقوات الأمريكية في مياه الخليج له صلة مباشرة بتلك الاتصالات رغم رفض الجانب الإيراني “رسمياً وفي وسائل الإعلام” مبادرة أمريكية للبدء في حوار مكشوف لبحث المسائل ذات الصلة، وفقاً لقناة “العربية”.
وأشارت المصادر إلى حوادث مماثلة جرت بين الجانبين وكانت تغطي على حوار ثنائي أو بالواسطة بين طهران وواشنطن، كان أبرزها قرار إيران القبول بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 لوقف الحرب مع العراق، وذلك بعد إسقاط طائرة الإيرباص الإيرانية من قبل الفرقاطة الأمريكية “فينسنس” ومقتل ركابها البالغ عددهم 290 شخصاً بصاروخين في 3 يوليو 1988.
ونقلت المصادر عن كبار قادة الحرس الثوري أنهم لا يمانعون إجراء محادثات سرية مع واشنطن لحل المسألة النووية، ولضمان مصالح إيران في سوريا ولبنان وإنهاء الأزمة السورية بما يرضي الجميع.
من ناحية أخرى، أكدت إيران أنها تمكنت من إنزال طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار اعترضتها في مجالها الجوي فوق مياه الخليج إلا أن القائد الإقليمي للبحرية الأمريكية نفى ذلك مؤكداً عدم فقد أي طائرة تابعة له.
وأوضح بيان للحرس الثوري بثه موقعه “سباه نيوز.ار” أن “طائرة أمريكية دون طيار كانت تحلق فوق منطقة الخليج الفارسي بهدف رصد وجمع معلومات، تم أسرها في الأيام الأخيرة بفضل منظومة المراقبة التابعة للقوات البحرية للحرس الثوري فور دخولها المجال الجوي” الإيراني.
إلا أن الأسطول الخامس الأمريكي نفى فقد أي طائرة بدون طيار له في الخليج. وقال المتحدث باسم الأسطول القومندان جيسون سالاتا إن “جميع الطائرات دون طيار العاملة هنا موجودة لدينا”.
وأضاف “لم نفقد شيئاً طوال أشهر مضت” في منطقة عمليات الأسطول الأمريكي الخامس الممتدة من الخليج إلى منطقة القرن الأفريقي.
وأكد سالاتا، أن “عملياتنا في الخليج تتوافق مع القانون الدولي” نافياً ضمناً قيام طائرات أمريكية بانتهاك الحدود الإيرانية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن وكالات الاستخبارات الأمريكية زادت من مراقبتها لموقع بوشهر الإيراني النووي، بسبب هواجس حول سلامة مادة البلوتونيوم الموجودة فيه.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن هؤلاء المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن هذه الرقابة المتزايدة قامت بها طائرات دون طيار تنشط في الخليج وأتاحت اعتراض صور واتصالات آتية من هذه المحطة.
وأضافت الصحيفة أن “المسؤولين الأمريكيين قد زادوا الرقابة بعدما أقلقتهم الأنشطة التي تجرى في بوشهر وخصوصاً نقل قضبان الوقود النووي إلى خارج الموقع في أكتوبر الماضي، بعد شهرين بالضبط على بدء النشاط الكامل للمحطة”.
من جهته، قال نائب قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيراني الادميرال علي تنكسيري إن الغواصات التابعة للحرس ستدخل الخدمة قريباً في الخليج.
وفي سياق آخر، كررت إيران أمس تأكيد سيادتها على الجزر الإماراتية المحتلة أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في بيان اٍن “الجزر الثلاث إيرانية وستبقى جزءاً لا يتجزأ من أراضي إيران”.
وأضاف أن “الحديث عن هذه المشاكل التي تولد التوترات لن يساعد العلاقات الثنائية”، لكنه أكد أن إيران “لا تمانع أبداً في تطوير علاقاتها الودية مع بلدان الخليج وترحب بإجراء المفاوضات مع هذه البلدان لتسوية الخلافات”.
من جانب آخر، صرح النائب محمد حسن اصفري أن لجنة في مجلس الشورى الإيراني ستدرس وضع المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان نسرين ستوده التي تقوم بإضراب عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالها، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
وقال اصفري “إذا كان الإضراب عن الطعام الذي تقوم به نسرين ستوده يهدف إلى الاحتجاج على أمر غير قانوني فسنتدخل لكن إذا كان لطلب شخصي فلن نفعل شيئاً”.
من جهة ثانية، قالت وكالة أنباء إيران أمس إن المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية ستغلق في العاصمة طهران بسبب ارتفاع معدلات تلوث الهواء. وقال حاكم طهران مرتضى تمدن إن المستشفيات والبنوك ستبقى مفتوحة لكنه طلب من السكان تجنب التنقل دون ضرورة.