أثار الفيلم التونسي «مملكة النمل» لشوقي الماجري جدلاً فنياً وتقنياً في أوساط المتابعين والنقاد بعد عرضه ضمن فعاليات المسابقة الرسمية الدولية في الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ويصور «مملكة النمل» الحالة الفلسطينية والمقاومة المستمرة التي تناولتها أفلام فلسطينية وعربية مختلفة ومن زوايا مختلفة، لكن بعض النقاد اعتبروا أن سعي الفيلم إلى الواقعية أوقعه في الخطاب المباشر.
يصور الفيلم علاقة حب وزواج بين جليلة «صبا مبارك» وطارق «منذر ريحانة» الناشط الملاحق من قبل القوات الإسرائيلية مما يضطره للعمل متخفياً في مغارة يصورها المخرج وكأنها بيت النمل الذي يضم العاملين في الحقل النضالي الوطني عبر التاريخ. ويقام حفل زفاف جليلة وطارق في هذه المغارة. ويرى نقاد ان الماجري الذي استطاع أن يفرض شخصية خاصة في إخراج المسلسلات التلفزيونية إذ اعتمد فيها نمط تصوير أقرب إلى السينما، لم يوفق بالقدر نفسه في أول أفلامه الروائية في نقل التصوير التلفزيوني إلى السينما. ويرى الناقد التونسي حمادي جيروم ان الماجري لم يتمكن من نقل «الواقعية السحرية التي أوحت لها عدة إشارات في العمل مثل المغارة التي تمتد تحت الأراضي الفلسطينية وبحيرة الماء داخل المغارة التي يعيش فيها السمك، فجاءت خارج الحالة الفنية التي يمكن أن تقدم من خلالها القضية الفلسطينية».