كتب - وليد عبدالله:
كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” قبل أيام عن عزمه في تجربة تكنولوجيا كشف الأهداف عند خط المرمى في كأس العالم للأندية التي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو في الفترة 6- 16 ديسمبر الجاري.
ولعل تجربة هذه التكنولوجيا الحديثة في كشف الأهداف عند خط المرمى والتي جاءت بعد مطالبات من عدد من الأندية والمنتخبات العالمية بتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع في لعبة كرة القدم، يجرنا إلى أن الاتحاد الدولي سيسعى من خلال هذه التجربة إلى القيام بالاعتماد على هذه التكنولوجيا كأداة رسمية تساعد الطاقم التحكيمي في المباريات على كشف الأهداف عند عبورها خط المرمى وذلك في المستقبل القريب، خصوصاً وأن هذه الفكرة قد تبناها رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف سيب بلاتر.
ولكن هناك من يرفض فكرة تطبيق هذه التكنولوجيا في اللعبة ويطالب كذلك في عدم الاعتماد على الحكم الخامس في المباريات والسعي لرفع مستوى حكام الساحة والمساعدين لتقديم الأفضل خلال المباريات، معتبرين أن هذه التكنولوجيا وتجهيز الحكم الخامس مكلف جداً، وأن هناك اتحادات لا تستطيع ذلك لعدم قدرتها المادية على تطبيق هذا على أرض الواقع، متطلعين أن تبقى لعبة كرة القدم بهذه الصورة وعدم إدخال التكنولوجيا بصورة كبيرة على هذه اللعبة التي عشقتها الجماهير في كل أنحاء العالم لبساطتها -حسب رأيهم-. في حين يرى البعض أن تجربة هذه التكنولوجيا في بطولة إقليمية أو قارية وحتى عالمية أمر جيد وإيجابي للبطولة، مضيفين أن تجربة هذه التكنولوجيا ستعطي البطولة الأسبقية التاريخية في الاعتماد على هذه التكنولوجيا.
فـ«الوطن الرياضي” تطرح تساؤلاً هل هناك إمكانية لتجربة تكنولوجيا كشف الأهداف عند خط المرمى في دورة كأس الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم التي تستضيف منافساتها مملكة البحرين في الفترة 5- 18 يناير 2013، أسوة بالاتحاد الدولي في تجربة هذه التكنولوجيا في المونديال العالمي للأندية المقرر إقامته طوكيو ديسمبر الجاري؟
أرفض الفكرة جملة وتفصيلاً!
قال عضو لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي رئيس لجنة شؤون الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم الحكم الدولي المتقاعد عبدالرحمن عبدالخالق الدلاور: “لقد ناقشنا في اجتماع لجنة الحكام التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم AFC رأي الاتحاد الدولي الفيفا في تطبيق تكنولوجيا كشف الأهداف عند خط المرمى ومسألة تطبيق الحكم الخامس التي تتواجد في بعض الدوريات الأوروبية كدوري أبطال أوروبا، فيما يعتبر الاتحاد القطري الاتحاد الآسيوي الوحيد الذي يطبق هذه المسألة في الدوري القطري. فإذا ما تحدثنا عن الإيجابيات والسلبيات في هاتين المسألتين نجد أن السلبيات تغطى بشكل كبير على الناحية الإيجابية. فمسألة التكنولوجيا تعد باهظة الثمن من حيث المعدات والأجهزة وكرة القدم الخاصة التي تصل قرابة 200 إلى 300 ألف يورو! ناهيك عن أن زاوية الرؤيا للكاميرات في هذه التكنولوجيا لن تكون واضحة بالصورة بقدر تواجد الحكمين المساعدين وحكم الساحة في المباراة”. وأما في مسألة الحكم الخامس فسيكون هناك إسراف وكلفة عالية في تجهيز الحكام الخوامس الذين يسببون في أغلب الأحيان عبئاً على الطاقم التحكيمي، فعلى سبيل المثال وهذا الأمر يحدث كثيراً في عدم تواجد الجرأة لدى الحكام الخوامس في اتخاذ القرار التحكيمي المناسب في لعبة كالاحتكاك بين لاعبين أو لاعب وحارس مرمى في منطقة الجزاء. فلماذا الاعتماد على الحكام الخوامس وهم في أغلب الأحيان لا يتخذون القرار التحكيمي الذي يساعد على خروج المباراة بأقل أخطاء تحكيمية؟ّ!”. وأضاف: “فمن وجهة نظري المتواضعة أرفض وبشكل قاطع تطبيق التكنولوجيا الحديثة في كشف الأهداف عند خط المرمى ومسألة الحكام الخوامس، وأطالب دائماً بدعم حكام الساحة والمساعدين لرفع كفاءتهم التحكيمية عبر توفير كافة التجهيزات والأمور الخاصة بالتحضيرات البدنية التي تساعد الحكام على تأدية واجبهم التحكيمي في المباراة على أكمل وجه، بدلاً من فرض المسألتين للتطبيق وهما يكلفان المبالغ ولا يتم الاستفادة منهم الاستفادة الكاملة”.
وواصل الدلاور حديثه قائلاً: “وقد يرى البعض أن تطبيق التكنولوجيا الحديثة ومسألة الحكام الخوامس في البطولات العالمية أمر سهل، ولكنه من غير العدل والإنصاف فرضه على الاتحادات التي لا تستطيع توفير التجهيزات المطلوبة لهاتين المسألتين. فالعدل والإنصاف يجب أن يكونا الدافع قبل اتخاذ القرار الإلزامي بتطبيق هاتين المسألتين على جميع الاتحادات الكروية في العالم”.
لم تعتمد بعد من الفيفا!
من جانبه، قال مقيم الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعضو لجنة الحكام في دورة خليجي 21 وسكرتير لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم الحكم الدولي المتقاعد جاسم محمود: “تجربة التكنولوجيا في الكشف عن الأهداف عند خط المرمى في دورة كأس الخليج المقبلة في مملكة البحرين شيء صعب للغاية، فهذه الفكرة جديدة وسيتم تجربتها في كأس العالم للأندية من قبل الاتحاد الدولي الفيفا، علاوة على أنها لم تعتمد بعد من قبل الفيفا! حيث إن الاتحاد الدولي سيناقش سلبيات وإيجابيات هذه الفكرة قبل اعتمادها بصورة نهائية في التطبيق من عدمه. وإذا ما تحدثنا عن تطبيقها في بطولة عالمية وقارية، قد تكون فكرة ناجحة، ولكن على المستوى المحلي أو على مستوى جميع الاتحادات الفكرة تواجه الصعوبة في تطبيقها، نظراً لكلفتها الباهظة جداً. فالاتحاد الأوروبي برئاسة الفرنسي مشيل بلاتيني قد أبدى عدم اقتناعه ورفع شكوى للاتحاد الدولي بشأن هذه التكنولوجيا التي تكلف 54 مليار بوند إستراليني لـ64 ملعباً في السنة الواحدة!! ويجب مراعاة مسألة العدالة في عدم فرض هذه التكنولوجيا على جميع الاتحادات، فهناك اتحادات قادرة على تطبيق هذا الأمر، وهناك اتحادات تعجز عن توفير أبسط الاحتياجات لحكامها”. وأضاف: “وأرى أن الاتحاد الدولي يجب عليه أن يبتعد عن إدخال التكنولوجيا بصورة كبيرة في لعبة كرة القدم، والاستفادة فقط من التكنولوجيا في التطوير والارتقاء بالطاقم التحكيمي، فلعبة كرة القدم عشقتها الجماهير لبساطتها في ظل وجود السلبيات والإيجابيات التحكيمية في المباريات. فعلى سبيل المثال تكنولوجيا السماعات المستخدمة حالياً من قبل الحكام، فهذه الفكرة صائبة وتساعد الحكام على التواصل فيما بينهم وتساعدهم على اتخاذ القرارات المناسبة، للخروج باللقاءات بأقل أخطاء تحكيمية”.
لا نعرف سلبياتها وإيجابياتها ؟!
وقال نائب رئيس لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم الحكم الدولي المتقاعد خليفة الدوسري: “أعتقد من الصعوبة تجربة هذه الفكرة في دورة كأس الخليج 21 في مملكة البحرين. فهذه المسألة لم يتم اعتمادها من الفيفا بعد، رغم أن الاتحاد الدولي ارتأى تجربتها في كأس العالم للأندية المقرر انطلاقها يوم الخميس في العاصمة اليابانية طوكيو. فهذه الفكرة جديدة على لعبة كرة القدم، ولم يتم حتى الآن التعرف وبصورة واضحة على الإيجابيات والسلبيات التي تحملها، كما وأنها تعتبر باهظة التكاليف من حيث المعدات والأجهزة علاوة على أن الكرة المستخدمة للعب في ظل وجود الأجهزة تعتبر كذلك باهظة الثمن”. وأضاف: “وإذا تحدثنا عن تطبيق هذه الفكرة على المستوى المحلي، فمن الصعب جداً أن يتم تطبيقها خصوصاً مع الكلفة العالية للأجهزة والمعدات”.
خليجي 21 ستكون لها الأسبقية
وأوضح الحكم الدولي العماني عبدالله الهلالي أن تجربة تكنولوجيا كشف الأهداف عند خط المرمى في خليجي 21 المقررة إقامتها في مملكة البحرين، يعطي لدورة الخليج أسبقية في تجربة هذه التكنولوجيا الحديثة، مؤكداً أن هذه الفكرة ستخدم بصورة كبيرة لعبة كرة القدم، مؤيداً في الوقت ذاته تطبيق هذه الفكرة في المستقبل القريب، مضيفاً كذلك أن كأس الخليج تعد كأس عالم مصغرة لدول مجلس التعاون، وأن الاتحادات الخليجية يجب أن تتعاون مع البلد المضيف لخليجي 21 في توفير هذه التكنولوجيا إذا ما أرادوا تجربتها، متطلعاً أن تكون هذه الفكرة حاضرة في خليجي 21 والدورات القادمة.