مناسبة هذا العنوان بأن الإنسان حينما يتقدم به العمر ثم يراجع تصرفاته التي مضت عبر الشهور والأعوام التي خلت يكتشف أنه قد فعل من الأشياء ما كان ينبغي أن يفعلها ويتمنى لو تعود به الأيام ليقوم بتصحيح أخطائه سواء الفعلية منها أو القولية الجهرية منها أو السرية التعبدية منها أو الدنيوية فكل هذه الجوانب تخللتها نواقص ونواقض يود الإنسان في كبره تصحيحها ولكن أنى له ذلك.
ولعلها مناسبة طيبة عبر هذه الصفحة التي تسمح للقراء التنفيس عن مكنوناتهم أن أنتهز هذه الفرصة وأعتذر عن كل من أسأت له قولياً أو فعلياً وعلى وجه الخصوص مدير دائرتي وأقبل رأسه الذي عملت معه في الشركة زهاء ثمانية عشر عاماً وكان آخر عهد لي بها عـــــــام 1988 حيــــــث تركت الخدمة لأسباب نشرت ساعتها في الصحف.
لقد شاء القدر أن ينزغ الشيطان بيني وبين أخي المدير مما جعلنا في صراع وكأنه صراع من أجل البقاء فحين أن كل الحقيقة أننا لم نقيم بعضنا البعض تقييماً سليماً بل بنينا العلاقة على القيل والقال من هنا وهناك وكلها كانت معلومات غير دقيقة وغير صحيحة ولكنها تسببت في جروح غائرة بسبب وساوس الشيطان وأعني بشيطان النفس الذي قلب الموازيين وجعل بينا سداً لا منفذ لنا للالتقاء خلاله.
ومن هذا المنطلق أقول إن جاز لي أن أعتذر لأفراد عشت معهم بعد هذه الأعوام فكيف بمن يسيء للوطن برمته حرقاً لشوارعها وأنوارها ومؤسساتها وقتلاً لأفرادها وتدميرا لمقدراتها وتشويها لسمعتها، فإن هذه الأضرار تمس كافة المواطنين بدون استثناء فكيف لهم أن يعتذروا حينما تمضي بهم الأعوام فماذا عساهم يقولون لأبنائهم وأحفادهم عن ماضيهم الذي أشبعوا فيه الوطن بكل أنواع الجرم والغبن والإسفاف وعندها بأي لسان يستطيعون الاعتذار ولمن سيعتذرون حيث لا مكان لهم للاعتذار. ولذلك أقول عودوا إلى رشدكم قبل أن تعضوا على بنان الندم حيث وقت لا ينفع الندم.
يوسف محمد الأنصاري