قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة إن الدستور وميثاق العمل الوطني وثيقتان تدعمان شراكة المرأة في بناء المجتمع، مشيرة إلى أن وثيقة الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية تقوم على أسس الشراكة والتعاون مع الحلفاء والشركاء، وفي مقدمتهم السلطتان التنفيذية والتشريعية.
وأضافت سمو الأميرة سبيكة، خلال رعايتها الاحتفال الرسمي بيوم المرأة البحرينية أمس، أن “مناسبة هذا العام تميزت بعقد لقاءات تشاورية مع أصحاب الاختصاص في هذا المجال وخلصت لعدد من المواضيع المهمة التي من الممكن أن تُؤخذ في الاعتبار لتكون مكوناً أساسياً في استراتيجية عمل متكاملة تنطلق بأداء المرأة البحرينية إلى أعلى المستويات”.
وأعربت سموها عن اعتزازها بـ«ما تشهده ساحة العمل الوطني من دعم واهتمام والتزام من قبل الدولة لضمان استمرار تقدم المرأة البحرينية من جانب، وحجم الإصرار والتفاعل الذي تبديه المرأة البحرينية من جانب آخر للاستفادة من كافة الفرص المتاحة لتتواصل نجاحاتها وتعظم من كم ونوع مكتسباتها، وهو أمر يقدره المجلس الأعلى للمرأة كمؤسسة لا تتوانى عن توفير كافة أوجه الدعم كبيت للخبرة والاستشارات النوعية لتكون البحرين النموذج الذي يحتذى به على مستوى تمكين ونهوض المرأة البحرينية، بصورة علمية تحترم وتقدر الكفاءة والخبرة والوطنية، وفي إطار مؤسسي يحتكم للدستور وميثاق العمل الوطني كوثيقتين تدعمان شراكة المرأة الكاملة في بناء مجتمعها وتضمن عدالة تحملها لمسؤولياتها الوطنية”.
المرأة بقلب الإصلاح
وأكدت سمو الأميرة سبيكة أن “الحراك المتنامي لدور المرأة البحرينية على كافة الأصعدة يحظى بشكل مباشر، بإرادة سياسية مستنيرة، تتمثل في دعم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، للمرأة البحرينية التي تجد مكانها في قلب مشروع جلالته الإصلاحي والتحديثي”، مشيرة إلى أن هذا الأمر يستلزم التعبير لجلالته عن الشكر الجزيل والتقدير العميق لما تشهده الحركة النسائية في مملكة البحرين من متابعة حثيثة ورعاية ملكية غير مسبوقة لها، شكلت نجاحات نعتز بها ونجد شواهدها واضحة وبارزة على ساحة العمل الوطني”.
وهنأت سموها جلالة الملك “بمناسبة يوم المرأة البحرينية الذي وصفه جلالته بأن ذكرى العيد الوطني المجيد ويوم المرأة البحرينية توأمان في نسيج واحد ويومان مشرقان من أيام البحرين الخالدة، في إشارة حاسمة لمكانة المرأة وأهمية دورها في بناء نهضة البحرين الحديثة”.
واعتبرت رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة البحرينية، الذي يقام هذا العام تحت شعار “المرأة والرياضة.. إرادة.. إنجاز.. تطلعات” ويصادف الأول من ديسمبر من كل عام، أن “هذه مناسبة وطنية هامة لاستعراض مسيرة المرأة وما حققته من إنجاز من أجل المزيد من التطوير والبناء في إطار العمل المشترك الذي يحرص عليه المجلس الأعلى للمرأة، وهو ما تجسده وثيقة الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، التي تقوم على أسس الشراكة والتعاون مع كافة الحلفاء والشركاء، وفي مقدمتهم السلطة التنفيذية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والسلطة التشريعية، المسؤولة اليوم عن متابعة مستوى التقدم الذي يجب أن يتواصل للمرأة البحرينية في منظومة عمل الدولة”.
الرياضية المحترفة
وأوضحت سموها أن اختيار شعار “المرأة والرياضة” لهذا العام “جاء بقصد إلقاء الضوء على واقع المرأة الرياضية، وإبراز الفرص والتحديات التي تحيط بمسيرتها في هذا القطاع الهام، وما تمثله الرياضة من جانب هام يفتح أمام المرأة آفاق كثيرة، سواء قررت المرأة أن تحترف هذا المجال أو أن تجعل من الرياضة فرصة للعمل أو حتى للترويح عن نفسها وأسرتها من منطلق صحي ووقائي يعود بالنفع على سلامة المجتمع وسعادته”.
وقالت رئيسة المجلس الأعلى للمرأة إن “الرياضة النسائية في مملكة البحرين تحظى اليوم باهتمام مباشر من قبل المجلس الأعلى للشباب والرياضة وآلياته المختصة، برئاسة شابة وطموحة من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الذي يحرص على أن تتوافر أمام المرأة الرياضية ذات الفرص والإمكانات المتاحة للرجل، التي تدعم استمرار ذلك الحضور والتواجد والذي شهدته البحرين منذ أوائل السبعينات من الألفية الماضية”، مؤكدة “التزام المجلس الأعلى للمرأة بتقديم كافة أوجه الدعم التي تتعلق بتنامي عطاء المرأة البحرينية في المجال الرياضي ومن وجهة نظر استراتيجية تشجع على وضع مسار واضح يسند استمرار حضور المرأة في المجال الرياضي، بدءً من التوعية بأهمية هذا المجال وانتهاءً بإتاحة وتهيئة البنية التحتية اللازمة لاحتراف المرأة في المجال الرياضي بمجالاته الواسعة والمتعددة.
وهنأت صاحبة السمو الملكي قرينة عاهل البلاد المفدى “المرأة الرياضية على ما حققته من إنجاز ساهم في تجويد الرياضة البحرينية سواء كانت مدرسة أو لاعبة أو مدربة أو حكمة أو إدارية أو مختصة في مجال العمل الرياضي”، مشيدة بـ«الإنجازات الرياضية التي شهدتها البحرين مؤخراً في مختلف المحافل الدولية الرياضية”.
وتمنت سموها أن “تواصل المرأة مسيرة عطائها بعزم والتزام لتثبت دوماً بأنها قادرة على تحقيق المزيد من المكاسب والإنجاز لإثراء الحركة الرياضية كما كانت دائماً، وتدعم حضور البحرين على مستوى الرياضة العالمية”.
الرياضية البحرينية نموذجا
من جهته، أعرب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، عن فخره بـ«أن تكون رياضة المرأة في مملكة البحرين شعار وعنوان عام ليوم المرأة البحرينية الذي يصادف الأول من شهر ديسمبر من كل عام في مشهد الرعاية الفائقة التي تحظى بها المرأة البحرينية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي وجه جميع القطاعات في المملكة وخاصة الرياضية منها لإفراد مساحة واسعة من برامجها وأنشطتها للارتقاء بمنظومة الرياضة النسوية في المملكة”.
وقال سموه، خلال الحفل الذي أقيم أمس بصالة الاتحاد البحريني لرياضة المعاقين بمدينة عيسى الرياضية خلف إستاد البحرين الوطني: “في هذا المقام نتقدم بخالص التقدير إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة على دورها الرائد في الاهتمام بكافة شؤون المرأة بشكل عام والرياضية بشكل خاص حتى باتت تشكل الواجهة الأولى في يومها البحريني في مشهد يؤكد افتخار الجميع واعتزازهم بالإنجازات الرياضية والإدارية التي حققتها المرأة البحرينية في مختلف المحافل لتكون نموذجاً فريداً من نوعه يمكن الاحتذاء به لكل الطالبين للتميز في مجال رياضة المرأة”.
رياضة المرأة أولوية
وأضاف رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة: “إننا في المجلس الأعلى للشباب والرياضة نؤمن بأن المرأة الرياضية البحرينية قادرة على الإبداع والتميز إذا ما أتيحت لها الفرصة الكاملة لذا فإننا ننظر بعين الاهتمام والرعاية لهذا القطاع العريض، ووضعنا المرأة ضمن أولوياتنا التي نسعى للوصول لها لنرى رياضة نسوية متكاملة في منظومتها تسهم في خلق بيئة مناسبة لها لمواصلة مسيرتها في تحقيق الإنجازات الرياضية والإدارية، ومواصلة مسيرتها الرائدة على مستوى المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي”.
وأكد سموه حرص المجلس الأعلى للشباب والرياضة على “توجيه القائمين على المؤسسة العامة للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية البحرينية لوضع الاستراتيجيات المبنية على الطرق العلمية الحديثة لتهيئة الأجواء المثالية للارتقاء برياضة المرأة، وتوفير مختلف أشكال الدعم لها للوصول بها إلى أعلى المستويات وضمان تحقيق المحافظة على الإنجازات التي تحققت والمكتسبات التي تؤكد ريادة البحرين على مستوى رياضة المرأة”.
وثمن ناصر بن حمد “الجهود المبذولة من قبل المجلس الأعلى للمرأة لدعم الرياضة النسوية في المملكة، كما إننا نعي تماماً مسؤوليتنا الوطنية تجاه المرأة الرياضية في المملكة، لذا فإننا نؤكد لكم عزمنا الكبير وحرصنا الشديد ودعمنا المتواصل لإقامة استراتيجيات جديدة تسهم بشكل واضح في الارتقاء برياضة المرأة والبلوغ بها إلى حدود تطلعات وآمال جميع منتسبيها”.
تكريم رائدات الرياضة
وكرم سمو الشيخ ناصر الفرق الفائزة بالمركز الأول في دورة المرأة البحرينية للألعاب الرياضية في عدد من الألعاب وهي: كرة الطاولة، كرة الطائرة، كرة السلة، كرة القدم، ألعاب القوى للمعاقين، ألعاب القوى، والرماية، والبولينج، إضافة إلى الفريق الفائز ببطولة الألعاب الشعبية الأولى للفتيات، ورؤساء الاتحادات الرياضية التي شاركت في الدورة، قبل أن تكرم سمو الأميرة سبيكة عدداً من النساء البحرينيات اللواتي كان لهن بالغ الأثر في إثراء مسيرة رياضة المرأة في مملكة البحرين تحت شعار الوفاء والعرفان لمن بدأ واستذكاراً لإنجازاتهن التي سطرت التاريخ بأحرف من ذهب.
وكرمت قرينة عاهل البلاد المفدى سمو الشيخ ناصر بن حمد على دوره في دعم النشاط الشبابي والرياضي في مملكة البحرين.
وشهد الاحتفال عرض فيلم وثائقي يحكي مسيرة المرأة البحرينية في مجال الرياضة، ويتضمن مقابلات مع أبرز الشخصيات الرياضية في مملكة البحرين، وإحياءً للألعاب الشعبية القديمة الخاصة بالفتيات، قدم الفريق الفائز ببطولة الألعاب الشعبية الأولى للفتيات فقرة استعراضية حية تراثية.
ويأتي هذا الاحتفال بمبادرة من سمو الأميرة سبيكة لتخصيص شعار يوم المرأة البحرينية في العام 2012 للاحتفاء بإنجازات المرأة في المجال الرياضي.
وتم اختيار شعار يوم المرأة البحرينية للعام 2012 مجسداً لجانب هام لدور المرأة البحرينية في المجال الرياضي، ويسجل تاريخها الحافل بالعطاء والإنجاز في هذا المجال الحيوي الهام ليكون لهذه المناسبة أهمية خاصة لإلقائها الضوء على مسيرة المرأة البحرينية في القطاع الرياضي، وإبراز إنجازاتها في هذا المجال سواء على صعيد المشاركة في المحافل المتخصصة محلياً ودولياً، والتحديات التي تواجهها، أو على صعيد استعراض الفرص المتاحة أمام المرأة في مجالات الاستثمار والاحتراف الرياضي التي من شأنها أن تحفز وتشجع المرأة للتوجه نحو هذا المجال الواعد.
يشار إلى أن عدداً من الفعاليات والنشاطات الرياضية والحلقات النقاشية مهدت ليوم المرأة البحرينية هذا العام، وشهدت تفاعلاً إعلامياً من قبل كافة وسائل الإعلام المحلية.