عواصم - (وكالات): قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 42 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا جراء النزاع السوري المستمر منذ 20 شهراً، فيما أعلنت شبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأمريكية عن “مسؤولين أمريكيين” أن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيميائية المولدة لغاز السارين وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من طائرات.في غضون ذلك، تلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في دبلن نظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لبحث الوضع في هذا البلد الذي استمرت فيه عمليات القصف والاشتباكات خصوصاً في محيط دمشق. وقال مسؤول أمريكي إن كلينتون التي تنهي جولتها الـ 38 في أوروبا منذ 2009 بمحطة في أيرلندا “قبلت دعوة من موفد الأمم المتحدة الإبراهيمي لعقد لقاء ثلاثي حول سوريا معه ومع وزير الخارجية الروسي لافروف”. ويأتي هذا اللقاء فيما تثير تطورات النزاع السوري قلقاً متزايداً لدى المجموعة الدولية التي تخشى خصوصاً استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية ضد المعارضة المسلحة. وقبل هذا الاجتماع الثلاثي، بحثت كلينتون ولافروف خلال لقاء ثنائي في دور الإبراهيمي، بحسب ما ذكر المسؤول الأمريكي. ومن بغداد وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحذيراً إلى النظام السوري من أن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع سيؤدي إلى ملاحقته قضائياً. وفي برلين، وافقت الحكومة الألمانية على إرسال بطاريتي صواريخ باتريوت إلى تركيا وتتوقع نشر ما يصل إلى 400 جندي ألماني لحماية هذه الدولة من تهديدات سورية محتملة. من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن التحذيرات الدولية للنظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية “هذه مواقف مسرحية وقد عبرنا خلال الثمانية أشهر الأخيرة عن موقفنا في هذا السياق، وقلنا إنه لو كان هناك أسلحة كيماوية فلن تستخدم ضد شعبنا السوري ولا يمكن أن نقوم بعمل غير مسؤول في البلاد”. يأتي ذلك بينما تتعرض مناطق في محيط دمشق للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في مناطق عدة في ريف دمشق، بحسب ما أفاد المرصد. وتعرضت مناطق عدة من ريف العاصمة منها زملكا وبيبلا وعقربا وبيت سحم والحجيرة والبويضة ودوما وحرستا وعربين وجسرين وجديدة عرطوز، للقصف من القوات النظامية. وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيطها، لا سيما بعدما وصلت العمليات العسكرية إلى محيط مطار دمشق الدولي. وأدت أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة إلى مقتل العشرات. من جهتها، نقلت شبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأمريكية عن “مسؤولين أمريكيين” أن الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيميائية المولدة لغاز السارين وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من طائرات. وفي حال تأكدت هذه المعلومات فهي تسجل خطوة إضافية على طريق احتمال لجوء نظام الأسد إلى أسلحة كيميائية. وقال المسؤولون لشبكة إن بي سي طالبين عدم ذكر أسمائهم إن القنابل المشحونة بهذه المواد الكيميائية المولدة لغاز السارين يمكن إلقاؤها من عشرات المقاتلات.من جانبه، قال الوزير البريطاني لشؤون أوروبا ديفيد ليدينغتون إن بلاده ستضغط على شركائها الأوروبيين ألأسبوع المقبل لتعديل حظر الأسلحة المفروض على سوريا بحيث يتم السماح بتزويد المعارضين الذين يقاتلون ضد النظام السوري بالأسلحة. وقتل أكثر من 42 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين جراء النزاع السوري المستمر منذ 20 شهراً، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وقال المرصد إن 29 ألفاً و455 مدنياً قتلوا منذ منتصف مارس 2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والتي تحولت نزاعاً عنفياً مع لجوء السلطات إلى قمعها بالقوة. كما قتل عشرة آلاف و551 عنصراً من القوات النظامية و1426 منشقاً.