توفي أوسكار نيميير المهندس المعماري البرازيلي الشهير الذي أحدث ثورة في مجال الهندسة المعمارية المعاصرة الأربعاء الماضي، في ريو دي جانيرو عن 104 أعوام.
وستتم مراسم دفنه اليوم الجمعة في قصر ريو دي جانيرو، على ما أعلن إدواردو باييس رئيس بلدية المدينة. وأوضح المستشفى في بيان أنه توفي إثر إصابته بالتهاب رئوي.
ونعت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف المهندس العالمي الراحل، معتبرة أنه كان أيضاً رجلاً «ثورياً (..) يحلم بمجتمع أكثر مساواة».
وكتبت على المدونة الرسمية للرئاسة على الإنترنت أن «البرازيل فقدت أحد رجالها العباقرة..إنه يوم حداد».
وكان أوسكار نيميير قد نقل إلى المستشفى في الثاني من نوفمبر جراء مضاعفات في كليتيه ونزيف معوي. وجاء في بيان صدر الأربعاء عن مستشفى ساماريتانو أن حالته تفاقمت بسبب إصابته أيضاً بالتهاب رئوي.
وأوسكار نيميير مولود في 15 ديسمبر 1907 في ريو في عائلة بورجوازية من أصول ألمانية وبرتغالية وعربية.
وشارك نيميير في غضون 70 سنة في أكثر من 600 عمل معماري في العالم لايزال حوالي 20 مشروعاً منها قيد التنفيذ في بلدان عدة.
وفي العام 1940، تعرف نيميير على جوسلينو كوبيتشك الذي أصبح في ما بعد رئيس البرازيل، الذي كلفه مع مهندس التخطيط الحضري لوسيو كوستا والمهندس روبرتو بورل ماركس بتصميم مدينة برازيليا عاصمة البلاد الجديدة التي دشنت في 21 أبريل 1960.
وحاز بفضل هذا الإنجاز على جوائز كثيرة أهمها جائزة بريتزكر التي توازي جائزة نوبل في مجال الهندسة المعمارية، التي حصل عليها في العام 1988.
وظل هذا المهندس وفيا لأفكاره الشيوعية حتى آخر عمره، في بلد يعاني الفروقات الطبقية.
وذكره الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في العام 1955 عندما قال «لم يعد هناك في العالم سوى شيوعيين اثنين، أوسكار وانا». وفي يوم عيد ميلاده الثاني بعد المائة، قال أوسكار إن الشيء الوحيد الذي قد يعزيه هو «أن يرى البرازيل تسير قدماً على طريق المساواة» بعد وصول الرئيس اليساري لولا دا سيلفا إلى الحكم (2003-2010). وفي العام 1928، تزوج نيميير بانيتا بيلدو ورزق منها ابنة واحدة. واستمر زواجه 76 عاماً حتى وفاة زوجته في العام 2004 الذي شهد أيضاً وفاة ابنته. وفي الثامنة والتسعين من العمر تزوج أوسكار نيميير مجدداً بفيرا لوسييا كابريرا التي كانت تبلغ من العمر حينها ستين عاماً.