أصوات الانفجارات وأزيز الرصاص أمر شبه اعتيادي في قطاع غزة، لكن في مركز لعب البينت بول «كرات الطلاء»، الوحيد في القطاع الفقير، تستخدم الأسلحة للمرح ولقضاء وقت ممتع.
ويقع المركز الذي افتتح يوليو الماضي، جنوب مدينة غزة، وسط مدينة للملاهي وسيعيد فتح أبوابه السبت بعدما أغلق خلال العملية العسكرية الإسرائيلية «عمود السحاب» ضد قطاع غزة.
وأدت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة من نوفمبر حتى وقف إطلاق النار في 21 نوفمبر 2012 إلى مقتل 176 فلسطينياً غالبيتهم من المدنيين.
ويقول مدير المركز عطاالله أبوعودة، إن: «الغرب، يمارس البينت بول في العادة في الغابة، ويقوم اللاعبون باستخدام نسخ عن أسلحة الحرب والملابس العسكرية».
ويقوم المشاركون في لعبة البينت بول بالعادة بإخراج منافسيهم من الملعب عن طريق إطلاق كرات من الطلاء وكبسولات جيلاتين كروية يتم إطلاقها من بندقية ضغط.
وهنا في غزة، يختبئ اللاعبون وراء الإطارات ليطلقوا على منافسيهم الكرات وتفصل شبكة أمان ساحة البينت بول عن غيرها من ألعاب الملاهي.
ويقول أبو عودة «يأتي العديد من الشبان هنا ليصبحوا مقاتلين لساعة أو ساعتين».
ويقول الشاب الغزاوي محمد وهو يرتدي زيه الملون «رأيت على الإنترنت شباناً يرتدون زياً للعب ويلعبون في مناطق تم تحويلها لمناطق حرب».
ويوضح أبو عودة «لو بدأت بتوزيع الزي الرسمي للعبة فسيبدو الميدان «للعبة» كأنه مركز للتدريب العسكري وستقوم الطائرات العسكرية الإسرائيلية بتحويله إلى رماد».
وبدلاً من الزي الموحد، يرتدي اللاعبون ألواناً مختلفة منها الأزرق أو الأخضر الفاقع، إضافة إلى خوذات ونظارات للوقاية.
وفي منطقة تحولت إلى مستودع للأسلحة، يقوم مدرب بشرح كيفية عمل الأسلحة لخمسة شبان وهو يقول «زر الأمان يمنعكم من إطلاق النار على سبيل الخطأ، ولا تحملوا سلاحكم بشكل أفقي قبل أن تبدأ اللعبة». ويرفض أبو عودة الإفصاح عن مصدر «أسلحته» المستخدمة في الميدان ولكنه يشير «لم تأت من إسرائيل بالتأكيد. تخيلوا من أين أتت؟» مما لا يترك مجالاً للشك بأنها أتت عبر أحد أنفاق التهريب المنتشرة بكثرة وتربط قطاع غزة بمصر. وفجأة، يطغى صوت رصاص قريب على اللعبة ولكن الحكم يضحك قائلاً «هذا لا شيء، انهم يطلقون النار فرحاً، لربما هناك زفاف».