رفح - (أ ف ب): وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس إلى قطاع غزة ليبدأ وسط تعزيزات أمنية مشددة زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لأربعة أيام يشارك خلالها في إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقة الحركة. وبعيد وصوله الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي قادما من مصر، اخذ مشعل لرؤية بقايا سيارة احمد الجعبري التي تم نقلها الى رفح خصيصا للمناسبة. وقال مشعل «اتمنى من الله ان يرزقني الشهادة على ارض فلسطين وعلى ارض غزة». وتأتي زيارة مشعل بعد أسبوعين من انتهاء عملية عسكرية إسرائيلية ضد القطاع بدأت في 14 نوفمبر الماضي باغتيال أحمد الجعبري، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس. ويرافق مشعل في هذه الزيارة نائبه موسى أبو مرزوق بالإضافة إلى عضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر. وبعد وصول الموكب إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، قام مشعل بتقبيل التراب قبل أن يعانق رئيس وزراء حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية. وكان في استقبال مشعل كبار قادة حماس ووزراء حكومة الحركة. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع إسماعيل هنية في رفح قال مشعل «هذه أول مرة أزور فيها فلسطين بعد 37 سنة»، وهي كذلك المرة الأولى التي يزور فيها قطاع غزة. ووصف مشعل الزيارة بأنها «ولادتي الثالثة» بعد ولادته الطبيعية عام 1956 وولادته الثانية بعد نجاته من محاولة اغتيال في عمان عام 1997 بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يشغل حالياً منصب رئيس الوزراء. وأضاف «أسأل الله أن تكون ولادتنا الرابعة يوم تحرير فلسطين، كل فلسطين». وتابع «غزة اليوم وغداً رام الله وبعدها القدس وبعدها حيفا ويافا إن شاء الله». ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق «هذا أعظم شعور بحياتي ولحظة تاريخية لا تنسى. أمنياتنا تحققت أن نقبل أرض فلسطين الطاهرة». ورحب القيادي في حركة حماس محمود الزهار بهذه الزيارة التي «لها دلالات كبيرة» مشيراً إلى أنه «مهما غاب الفلسطيني عن وطنه فسوف يعود بعد انتصار دائماً». وعلقت حماس عشرات الآلاف من رايات الحركة الخضراء وأعلام فلسطين في الشوارع العامة. ويتولى مئات من عناصر الأمن والشرطة في حكومة حماس ضمان أمن الزيارة وقد انتشروا على الطرقات التي سيسلكها موكب مشعل. وانتشر مئات من عناصر القسام الملثمين على شارع صلاح الدين الذي يربط بين رفح ومدينة غزة حاملين بنادق كلاشينكوف وحمل بعضهم قاذفات صواريخ من طراز ار بي جي. ويزور مشعل قرب منزل الشيخ ياسين وبرفقة هنية وعدد من القادة البارزين في حماس، منزل محمد الهمص مرافق القائد العسكري الكبير في حماس أحمد الجعبري والذي استشهد معه في غارة جوية إسرائيلية استهدفته في نوفمبر الماضي، ثم يتوجه لزيارة منزل الجعبري في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة قبل أن يقدم العزاء في شمال المدينة لعائلة الدلو في منزلها الذي دمر كلياً واستشهد 10 من أفراد العائلة في غارة جوية إسرائيلية خلال العملية العسكرية الأخيرة. وذكر مسؤولون في حماس أن مشعل سيلقي خطابا في مهرجان الحركة بذكرى تأسيسها والذي يقام اليوم في ساحة «الكتيبة» غرب مدينة غزة. من جهة أخرى، قال مصدر مسؤول في الجهاد الإسلامي أن الأمين العام للحركة رمضان شلح ألغى زيارة كان ينوي القيام بها إلى غزة بسبب تهديد اسرائيل بوقف التهدئة إذا تمت. من جانب آخر، قالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» إن الجيش الإسرائيلي ارتكب «خرقاً واضحاً لقوانين الحرب» عندما شن غارة جوية في 18 من نوفمبر الماضي على منزل في غزة واستشهد 12 فلسطينياً من بينهم 4 أطفال، و10 من عائلة واحدة، في إحدى أشد الضربات فتكاً في مذبحة «عمود السحاب» العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة التي استمرت 8 أيام.
970x90
970x90