قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن البحرين دأبت في السنوات الأخيرة على العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز وتطوير قدراتها الدفاعية الجماعية، بهدف الردع ومواجهة التهديدات الأمنية المحتملة، مؤكداً عزم المملكة المضي في تطوير التعاون الدفاعي مع «التعاون»، إضافة لتحسين قدراتها للمساهمة في الأمن الإقليمي.
وأضاف عاهل البلاد المفدى، خلال استقباله رؤساء الوفود المشاركة في منتدى حوار المنامة الثامن امس، أن البحرين تشارك بشكل فعال في الجهود الأمنية الإقليمية، وتسهم في معالجة التهديدات القائمة والمستقبلية، مثل الإرهاب والقرصنة وتهديد التجارة، وانتشار أسلحة الدمار الشامل.
وأشار جلالة الملك إلى أن منتدى حوار المنامة شهد على مدى السنوات الماضية تطوراً بحيث أصبح تجمعاً رئيساً رفيع المستوى لتبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية الإقليمية الراهنة، مؤكداً أن المنامة تستضيف هذا الحوار لإدراكها أهمية اللقاءات والمنتديات في معالجة المشهد الأمني المتسارع في منطقتنا.
وتابع جلالته أن «الشرق الأوسط بصفة عامة، والخليج العربي على وجه الخصوص ، يعجان بالتحديات الأمنية، ومع ذلك، وعلى مر السنين، وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء تمكنا من مجابهتها وتحقيق أهدافنا المرتبطة بالأمن والاستقرار والتنمية».
وأكد عاهل البلاد المفدى أن «التواصل مع الجميع» ركيزة أساسية لسياسة البحرين الخارجية والداخلية، سواء محلياً أو دولياً، «في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة والعمل معا على تحقيق أهدافنا المشتركة»، مشيراً إلى أن «نهج سياسة الباب المفتوح الراسخة في تاريخنا وثقافتنا المتميزة، ستظل الموجه لمسارنا وفكرنا لعقود قادمة».
ورحب جلالة الملك بالمشاركين في «حوار المنامة»، معرباً عن ثقته أن مناقشات المنتدى «ستسهم في جعل منطقة الخليج العربي أكثر أمناً وسلماً واستقراراً».
حضر اللقاء في قصر القضيبية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى.
وفي ما يلي نص الكلمة السامية لجلالة الملك المفدى:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب (السمو) والسعادة،
أيها الحضور الكرام،
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في مملكة البحرين في حوار المنامة في دورته الثامنة – لقد شهد هذا المنتدى على مدى السنوات الماضية تطوراً بحيث أصبح تجمعاً رئيسياً رفيع المستوى لتبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية الإقليمية الراهنة.
إننا دائماً ما نقدر كثيراً دور المعهد والدكتور تشيب مان في تيسير إقامة هذا الاجتماع كما نثمن وجود المسؤولين المعنيين بالشؤون الأمنية والشؤون الخارجية.
إن مملكة البحرين، باستضافتها لحوار المنامة، لتدرك تماماً أهمية مثل هذه اللقاءات والمنتديات في معالجة المشهد الأمني المتسارع في منطقتنا. وكما نعلم جميعاً، فإن الشرق الأوسط بصفة عامة، والخليج العربي على وجه الخصوص، يعجان بالتحديات الأمنية. ومع ذلك، وعلى مر السنين، وبالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء تمكنا من مجابهتها وتحقيق أهدافنا المرتبطة بالأمن والاستقرار والتنمية.
لقد أبدت مملكة البحرين، ومنذ نشأتها كمملكة مستقلة في عام 1783، استعداداً للقيام بدورها في ضمان أمن المنطقة عموماً والخليج العربي خصوصاً والمساهمة بشكل إيجابي وفعال في الحفاظ على الأمن الدولي والتنمية. وقد أثبتت ذلك منذ توقيعها على معاهدة السلام العامة مع بريطانيا العظمى في عام 1820 القائمة إلى وقتنا الحاضر.
في السنوات الأخيرة، عكفت البحرين على المشاركة الفعالة والجادة في الجهود الأمنية الإقليمية، كما تسهم إسهاماً شاملاً في معالجة كل التهديدات القائمة والمستقبلية مثل الإرهاب والقرصنة وتهديد التجارة ، وإمكانية انتشار أسلحة الدمار الشامل. وكما هو معتاد فقد تم ذلك بالتعاون مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي وخلافهم.
لقد سعينا في ذات الوقت، وبالعمل مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي على تعزيز وتطوير قدراتنا الدفاعية الجماعية - سواء كان ذلك بهدف الردع أو مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة. وسنستمر في تطوير تعاوننا الدفاعي، من خلال إقامة التدريبات المشتركة وتطوير وتحسين العمليات المشتركة. وبالإضافة لتحسين وتطوير البحرين لقدراتها للمساهمة في الأمن الإقليمي.
ومع استمرار البحرين في تعزيز قدراتها لضمان الأمن الإقليمي، يمثل حرصنا على التواصل مع الجميع، ركيزة أساسية لسياستنا الخارجية والداخلية، سواء محلياً أو دولياً، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة والعمل معاً على تحقيق أهدافنا المشتركة. إن نهج سياسة الباب المفتوح الراسخة في تاريخنا وثقافتنا المتميزة، ستظل الموجه لمسارنا وفكرنا لعقود قادمة.
ونحن إذ ندرك، وبشكل أساسي، الأهمية المركزية للحوار والتواصل والنقاش بغية إيجاد حل للقضايا وتعميق نوع الفهم الذي من شأنه أن يحد من أن تنشأ تلك القضايا أو تتفاقم.
وبهذه الروح والفهم ترحب بكم مملكة البحرين في حوار المنامة لعام 2012 وهي تأمل وكلها ثقة في أن مناقشتكم خلال الأيام القادمات، سوف لن تثري فهم كل الأطراف فحسب، بل ستسهم في جعل منطقة الخليج العربي أكثر أمناً وسلماً واستقرارا ً.
شكراً جزيلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.