عواصم - (وكالات): كشفت مصادر أمريكية مطلعة أن الجيش الأمريكي عمد إلى تحديث مخططات لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن المصادر توضيحها أن الجيش الأمريكي قام خلال الأيام الماضية بتحديث مخططات عسكرية تتعلق بتوجيه ضربة لسوريا، بعد تزايد التقارير الأمنية التي تشير إلى قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتزويد بعض القنابل المستخدمة في القصف الجوي بغاز السارين السام.
كما نقلت عن مسؤول أمريكي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته أن القنابل موجودة في موقعين قريبين من قاعدتين جويتين في سوريا، لكنه أضاف أن تلك القنابل مازالت في مكانها وفق المعلومات المتوفرة لدى الجانب الأمريكي.
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية مؤكداً أن بلاده لم تستبعد يوماً التدخل العسكري في سوريا.
وقال هيغ على هامش منتدى في المنامة حول الأمن الإقليمي «نحن قلقون للغاية حيال مخزونات السلاح الكيميائي والبيولوجي والمعلومات التي تقول إن النظام قد يستخدمها».
وحذر من «فرضيات خطرة» مثل استخدام النظام هذا النوع من الأسلحة أو «احتمال سقوطها في أيدي آخرين». وأضاف «قمنا إلى جانب الولايات المتحدة بتوجيه رسالة قوية إلى النظام» تحذره من استخدام هذه الأسلحة.
وتابع هيغ «وضعنا خططاً للطوارئ» في حال تم استخدام هذه الأسلحة، إلا أنه رفض الخوض في تفاصيلها.
كما عبر وزير خارجية بريطانيا عن الأمل في أن تحظى المعارضة السورية باعتراف دولي واسع خلال مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في مراكش في 12 ديسمبر الحالي.
وضاعفت الأسرة الدولية في الأيام الأخيرة تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من اللجوء إلى هذه الأسلحة إثر تأكيد مسؤولين أمريكيين تزويد الجيش قنابل بغاز السارين تلقيها طائرات.
في المقابل، حذرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة من استخدام «المجموعات الإرهابية» السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري، مؤكدة في الوقت نفسه أن دمشق لن تلجأ من جهتها «في أي ظرف» إلى استخدام السلاح الكيميائي «إن وجد لديها».
من ناحية أخرى، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الموافقة على طلب المعارضة السورية تعيين ممثل لها لدى دول المجلس الست.
وأوضح بيان للأمانة العامة أن الزياني أبلغ الأمين العام «للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مصطفى الصباغ على هامش حوار المنامة «موافقة» المجلس الوزاري لدول الخليج على «طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون».
كما أكد الزياني «استمرار وقوف دول المجلس ومساندتها التامة للشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته المشروعة» فضلاً عن «بحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية وجهود الائتلاف على المستويين الداخلي والخارجي».
وفي شأن متصل، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم إلى العراق تجاوز 63 ألفاً يعيش معظمهم في إقليم كردستان الشمالي.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أنها تقوم بتعزيز قواتها لمراقبة فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في الجولان المحتل بسبب خطر النزاع المتصاعد في سوريا. ميدانياً، قالت مصادر المعارضة السورية إن جماعات المعارضة انتخبت العميد سليم إدريس وهو ضابط سابق انشق عن جيش بشار الأسد لرئاسة القيادة العسكرية الموحدة الجديدة التي يغلب عليها الإسلاميون.
وانتخب 30 عضواً عسكرياً ومدنياً في القيادة المشتركة إدريس بعد محادثات حضرها مسؤولون أمنيون عرب وغربيون في مدينة إنطاليا التركية.
في الوقت ذاته، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، فيما شهدت مناطق أخرى قصفاً مدفعياً تزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة في عدد من هذه المناطق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وأحصى المرصد في بيانات متلاحقة مقتل 26 شخصاً في ريف دمشق بينهم 7، طفلة و6 رجال، في قصف على بلدة مسرابا. كما طال القصف بلدات القيسا والمعضمية والنشابية ودوما وداريا والشيفونية ومديرا.
وأوقعت أعمال العنف أمس 43 قتيلاً، وأحصى المرصد سقوط أكثر من 42 ألف قتيل في سوريا خلال أكثر من 20 شهراً من النزاع.