كتب - حسن الستري:
أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى أمس، حكمها في قضية قتل الزوج البحريني في مدينة عيسى على يد ثلاثة متهمين بمساعدة زوجته، إذ قضت بالسجن المؤبد للزوجة وأحد المتهمين، والسجن 15 عاماً للمتهمين الباقين.
وردت المحكمة على دفع المحامين بانتفاء نية القتل لدى المتهمين وطلبهم تعديل التهمة من القتل العمد إلى الضرب المفضي إلى الموت، بأن الثابت من الشهود وتقرير الصفة التشريحية للمجني عليه، والتحريات الجنائية وما قرره المتهمون أمام التحقيقات، توافر نية القتل مع ظرف سبق الإصرار والترصد.
وحول دفع المحامين بانتفاء السببية بين الضرب ووفاة المجني عليه، بدليل إفاقته وتحركه بالشقة، بأن تقرير الصفة التشريحية للمجني عليه ذكر أن سبب الوفاة هو إصابته بالرأس.
وكما فندت المحكمة دفع المحامين بشيوع الاتهام بين المتهمين إلى حد لا يعرف مسبب الجريمة، بأنه يعد فاعلاً للجريمة من يرتكبها أو من يشترك في ارتكابها وفق خطة معدة لتوزيع خطة الجناة، كما إن شاهدة الإثبات ذكرت في شهادتها المؤيدة باعترافات المتهمين أن المتهم الأول ضرب المجني عليه على رأسه بواسطة «بيج بوكس»، وضربه المتهم الثاني بالمفك، كما ضربه المتهم الثالث بيده ورجله، أما المتهمة الرابعة، فقد قامت برجله، وتجمع عليه المتهمون موسعين له بالضرب.
وأوضحت المحكمة أنها قضت على المتهم الثاني والثالث بالسجن 15 عاماً، لانعدام ظرف سبق الإصرار بالنسبة لهما، بخلاف المتهم الأول والمتهمة الرابعة، اللذين قضت المحكمة بمعاقبتهما بالسجن المؤبد، ذلك أن المتهم الأول هو من حفز المتهم الثاني والثالث على الاشتراك بالجريمة، فاشتركا بها دون إعمال الفكر بعواقبها.
وقالت صديقة الزوجة -المتهمة- بأن الأخيرة طلبت منها الحضور لاصطحابها بعد تعرضها للضرب علي يد زوجها المقتول، وعندما وصلت الشقة شاهدت المتهمين يضربون المجني عليه، موضحة بأنه تم تهديديها عن طريق الهاتف من قبل معارف المتهمين لتغيير شهادتها، فيما أشار ضابط التحقيقات في الدعوى إلى أنه تلقى بلاغاً من غرفة العمليات عن وجود قتيل في إحدى شقق مدينة عيسى، وأنه ذهب لمسرح الجريمة لجمع الأدلة، وتم إجراء التحريات التي توصلت للمتهمين.
وكانت خلافات زوجية نشبت بين المتهمة وزوجها دعت المتهمة للاستعانة بباقي المتهمين في القضية الذين توجهوا إلى منزل المجني عليه، وما أن فتح الباب لهم حتى انهالوا عليه ضرباً، مستخدمين أدوات حديدية أعدوها مسبقاً لهذا الغرض، ولم يتركوه حتى خرّ مغشياً عليه، ووافته المنية جراء تلك الإصابات، وأسندت النيابة العامة للمتهمين أنهم قتلوا المجني عليه مع سبق الإصرار بأن اتحدت إرادتهم وتوافقت على قتله، وعقدوا العزم وبيتوا النية على ذلك، وأعدوا لتنفيذ مقصدهم أداتين قاتلتين بحسب الاستعمال - المتهم الأول «مقبض حديدي»، المتهم الثاني «مفك» وما أن انفردوا به حتى انهالوا عليه ضرباً بواسطة أيديهم وأرجلهم، واستخدم رأسه قاصدين قتله، وأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، التي أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.
كما وجهت إلى المتهمة تهمة أخرى بأنها حازت وأحرزت بقصد التعاطي مادة مخدرة في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وأمرت بضبط وإحضار المتهم الهارب وحبسه على ذمة القضية.