كتبت ـ شيخة العسم:
لا تتردد فاطمة في وصف حماتها بـ»ضابط تحقيقات»، وبالمقابل لا تجد أم رمضان ضيراً في اتهام فاطمة بالتقصير وشعورها بـ»الصدمة» من تصرفاتها وخروجها المتكرر من المنزل، وتقول «الزمن تغيّر، واحترام الكنّة لحماتها ماضٍ ولى».
عائشة حمد تسلّمت دفة قيادة المنزل منذ اليوم الأول لزواج ابنها، وتحكي تجربتها مع كنتها بمزيج من التعالي والفخر «كانت تريد أن تتغدى بي قبل أن أتعشى بها» وتضيف «على هامان يافرعون».
تغير حال المرأتين بعد أشهر وتقول عائشة «كسبت كنتي بالمعاملة الحسنة وباتت جزءاً من العائلة»، وتردد «هي تحبني وتعاملني كأمها وكلمتي عندها لا تصير اثنين، وابني مرتاح جداً وينام قرير العين».
ندى محمد تسرد مشكلتها مع السكن العائلي المشترك «زوجي يدفع لأبيه 50 ديناراً نظير عيشنا في منزله»، وتضيف ضاحكة «شقيق زوجي يدفع 100 دينار، والسبب أن زوجته موظفة»، وتتابع «أحمد الله على العطالة فهي نعمة».
حزمة هذه المشاكل تنشأ عن تأخر وزارة الإسكان في تلبية الخدمة لمستحقيها، وتكدس الطلبات على قوائم الوزارة، ما يراكم مشكلات اجتماعية من نوع آخر.
دجاجتان بحلبة صراع
تصف فاطمة أم زوجها بـ»ضابط التحقيقات»، والسبب «تتجسس على حديثي مع زوجي بالغرفة، الخادمة قالت إنها تفعل هذا عندما يرتفع صوتنا داخل الغرفة»، أم رمضان بالمقابل تجدد ما يبرر أفعالها «كنتي دائمة الخروج من المنزل، والمصيبة أنها لا تخبرني أين تذهب»، وتضيف «كنت كنة من قبل، ومن باب احترام أهل البيت أن تخبر الكنة حماتها بأنها خارجة».
«الزعل» وعدم الرضا مستمر بين فاطمة وعمتها، وتقول فاطمة «مواقف عديدة في اليوم الواحد تنتهي بزعل بداعٍ وبغير داع»، وتضيف «أحاول دائماً إرضاءها كرمي لزوجي».
لسان «الحماة» لا يفوت حلقها على حد وصف فاطمة ولا تمل ترديد سؤال «من وين ياية ووين رايحة»، وتواصل شرح معاناتها المستمرة «أم زوجي طاعنة بالسن، وربما يفسر هذا سؤالها اللجوج عن أسباب خروجي من المنزل»، فيما ترى أم رمضان الأمور بمنظور مختلف «جنات هالأيام ماعندهم سنع» بهذه الجملة تصف تقصير الكنّة بخدمتها وخدمة زوجها.
الصدمة لا تبارح مخيلة أم رمضان من تصرفات زوجة ابنها وتقول «اخترتها بنفسي لتكون زوجته وأم أبنائه، وصدمتي كانت كبيرة فهي مهملة وكسولة في تربية الأولاد».
حلم فاطمة تأطر في بيت مستقل بعيداً عن «دكتاتورية» أم رمضان، وتجد حلمها بعيد المنال وشبه مستحيل «زوجي هو الابن الأصغر والوحيد ولديه ثلاث شقيقات متزوجات، ودرجت العادة أن يبقى الابن الوحيد بمنزل أمه يؤنس وحدتها».
المعاملة بالحُسنى
تشعر عائشة حمد أن الدراما التلفزيونية تحدد علاقتها بكنتها وتقول «كنتي متأثرة جداً بالمسلسلات وتحاول تطبيقها بالحياة العملية» وتوصلت لنتيجة أن زوجة ابنها «كانت تريد أن تتغدى بي قبل أن أتعشى بها».
وتضيف «لمست ذلك في الأشهر الأولى لزواجهما» وسعت عائشة جاهدة لكسب ود كنتها بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة، وتقدم نصيحة لكل الكنات «يجب ألا نهاجم الآخرين لمجرد الظن أنهم سيئون».
وصفة عائشة مع زوجة ابنها آتت ثمارها، وتوصلتا لحل استعصى على كثيرات «الحمدلله هي الآن تحبني وتعاملني كأم، وتحب سماع نصيحتي، وابني مرتاح جداً».
الزوج مقيّد اليدين
ما يقع بين الحماة وكنتها يعكر هدوء المنزل، وينعكس بارتداداته السلبية على الزوج خاصة، فلا هو قادر على مسايرة والدته على طول الخط، ولا بإمكانه كبح جماح زوجة هائجة مظلومة وتدعيها أحياناً مع «حماة لا ترحم».
الأزواج في مشاكل وصراعات «الحماة» و»الكنّة» يقفون موقف العاجز بأغلب الأحيان، ويقول حسن يوسف 32 سنة «مشاكل أواجهها بين زوجتي وأهلي والسبب عدم استقراري في منزلي الخاص» ويتساءل «إلى متى أداري خاطر أمي على حساب زوجتي؟ أعرف أن أمي مخطئة، وتختلق المشاكل لمجرد أن زوجتي لا تساعدها بأعمال المنزل، ليس عمداً بل لأنها معلّمة بروضة ولدينا ثلاثة أطفال، ولا تجد متسعاً من الوقت للمساعدة بالواجبات المنزلية».
ويحمّل يوسف المسؤولية كاملة لوزارة الإسكان لتأخرها بإنجاز المشاريع الإسكانية، ويضيف «أفكر جدياً بقبول الشقة السكنية لأريح رأسي»، ويتابع «زوجتي غير مرتاحة، لوجود شقيقين يتقاسمان معنا غرف بالبيت، ولا تستطيع أخذ راحتها بالخروج واللبس والتزين».
الدفع مقابل السكن
« ندفع مبلغ 50 ديناراً لوالد زوجي والمبلغ يزيد مع أي مكرمة نحصل عليها « ندى محمد وهي تضحك على منطق والد زوجها وتضيف « ما أقوله حقيقة , فوالد زوجي يرغم زوجي وأخيه على دفع المبلغ وزيادته مع أي زيادة نحصل عليها , والأمر غير المتوقع بتاتاً أن شقيق زوجي يدفع مائة دينار لوالد زوجي لأن زوجته تعمل, فحمدت الله أني ربة منزل «وتضيف محمد « فقد وفر والد زوجي سكن لأبنائه عبارة عن غرفتين وحمام لكل ابن والآن يقوم بأخذ إيجار عليهم «, أما بالنسبة لعلاقة ندى بأهل زوجها فتقول « أنا منعزلة كثيراً وأتجنب الجلوس معهم حتى لا أقع في مشاكل مع أهل زوجي, وزوجي يوافقني الرأي».
السكن بمنزل العائلة ليس بالمجان
«وصلنا لدرجة الضرب من يُصدق ذلك» تحكي هناء قصتها مع أهل زوجها مكتفية بذكر اسمها الأول وتقول «كنت أسكن مع أهل زوجي، حماتي لطيفة ودمها خفيف وتحبني، والمشكلة مع ابنتها الكبرى المطلقة».
وتتابع هناء سرد فصول روايتها «شقيقة زوجي المطلقة لم تحبني يوماً، تجنبتها كثيراً لكنها كانت تفرض نفسها وتتدخل في خصوصياتي»، وتضيف «في أحد الأيام ضربت ابني الصغير بسبب تلويثه أرضية المنزل بالكافي، نهيتها عن ضربه، إلا أنها صرخت علي وتشاددنا بالكلام ووصلنا لدرجة الضرب بالأيدي، قبل تدخل شقيقاتها بفض الاشتباك».
لم تُطق هناء بعدها صبراً ولم تنم منذ ذلك اليوم في بيت زوجها «اضطر زوجي لاستئجار منزل خاص بنا، وتكلّف مصاريف وأعباء مالية لا يطيقها»، وتقول «لا أتحدث مع شقيقة زوجي وعلاقتنا انقطعت، وأتواصل مع أم زوجي عبر الهاتف».
مسؤولية «الإسكان»
السكن الخاص استقرار يبحث عنه كل زوج وزوجة، ويصل إجمالي عدد الطلبات الإسكانية حسب آخر إحصاء للوزارة إلى 54420 طلباً، فيما تكتفي «الإسكان» بتقديم حلول لحظية لمواطن يحلم بـ»بيت العمر» وهو عبارة عن بدل السكن 100 دينار.
بيت العائلة مشروع تسعى وزارة الإسكان لتطبيقه ووضعه حيز التنفيذ، عبر تطبيق نظام العمارة العائلية، بحيث يكون سكان العمارة الواحدة من الأقارب أو الأصدقاء، والهدف إضافة مزيد من الخصوصية والراحة والأمان النفسي للمستخدمين، ومازال المواطن يأمل في الاستقرار ومزايا خدمات إسكانية تعد بها «الإسكان» وملّ انتظارها.