عندما تشاهد عرض باليه للمرة الأولى في حياتك تنتابك أحاسيس متباينة هي أقرب للجنون، فبالأمس كانت البحرين على موعد مع حدث مختلف، رسمت خلاله فرقة الباليه الروسي لوحة جميلة محددها المسرح الوطني الكبير.
بلغة الجسد، مصحوبة بموسيقى تشايكوفسكي الساحرة، قدمت فرقتا «البولشوي» و»المارينسكي» أمسيتها البحرينية، وأعادت صياغة العالم بشفافية الحركة وجمال الضوء وروعة الموسيقى، لتحكي قصة الحضارة الإنسانية الواحدة الممتدة من بابل إلى روما ومن تايلوس إلى موسكو.
بعيداً عن تجاذبات السياسة وصراعاتها، أطلقت البحرين باكورة نشاطات مسرحها الوطني، في عام المنامة عاصمة الثقافة العربية، لترسل للعالم رسالة سلام ومحبة. في أولى الصياغات الثقافية لمسرح البحرين الوطني، كان للاختبار سحره الخاص، أبهة المكان والتقنيات العالية للوسائل السمعية والبصرية تجاوبت مع العرض المبهر، وعزفت فرقة الباليه الروسي مع جمهور ملأ مقاعد المسرح عن آخرها سمفونية رائعة استحضرت كل العظماء من تشايكوفسكي إلى رامبو وموزارت وفيفالدي وبتهوفن. وبهذه المناسبة قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة «منذ شهر المسرح نوفمبر الماضي وحتى الآن حيث شهر الوطن، نعيش ذاكرة جميلة، نحقق حلمنا فيها اليوم، ونفتتح خشبة واحدة للعالم، تتعاقب عليها أجمل روائع الشعوب وما ينسلّ من حضاراتها وصناعاتها الثقافية». هنا من أرض المنامة قدمت الفرقة الروسية عرضها، وأوقدت شمعة في ظلام العرب الطويل، هنا بأرض المنامة حيث تعاشق الحلم والواقع لأول مرة.