كتب - أنس الأغبش، زينب العكري:
أكد محافظ مصرف البحرين المركزي، رشيد المعراج أن نجاح متطلبات معايير «بازل 3»، يعتمد على تحقيق المزيد من الاندماجات والاستحواذات المصرفية، متوقعاً اندماج اثنتين من البنوك خلال الفترة المقبلة. وأضاف المعراج في كلمة، خلال المؤتمر العالمي الـ19 للمصارف الإسلامية الذي انطلق أمس، برعاية صاحب السمو الملكي أمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، أن معايير «بازل3»، ستسهم بشكل فاعل في تخفيف مخاطر الأزمة المالية العالمية.
وقال: من ناحية أخرى، نشر مصرف البحرين المركزي أوراق تفصيلية حول سياسات وممارسات صرف المكافآت ومستوى الأجور، مضيفاً: يجب أن تعد البنوك الإسلامية لهذه التغييرات المستقبلية.
وأشار إلى تحدي تشريعات «بازل 3» للمؤسسات المتوسطة والصغيرة، مؤكداً أن هناك خطوات يجب اتخاذها لتحقيق التطور الملموس أهمها بناء مجموعة من المؤسسات الإسلامية التي يتم رسملتها بشكل جيد، والتي لها حجم الميزانية العمومية التي تضعها ضمن المراكز الـ10 الأولى في مجالها عالمياً.
وأضاف «هناك العديد من الخيارات التي يمكن تنفيذها لتحقيق هذا الهدف منها عمليات الاستحواذ والاندماجات، عوضاً عن جلب وتدريب الأفراد من ذوي الخبرة».
وواصل «ثمة تحد آخر هو أن نموذج العمل يجب أن يتغير، موضحاً الحاجة الضرورية لإظهار التنوع في محفظة الأصول عوضاً عن الاعتماد على العقارات فقط دون غيرها، داعياً إلى زيادة نطاق المنتجات المتاحة وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية بأسعار تنافسية، والقيام بتسويقها.
وأضاف المعراج «عمد المصرف المركزي إلى التعاون مع الجهات المختصة لتشجيع وتسهيل عمليات الاندماج.. ففي العام الجاري قام أحد المصارف الإسلامية بنجاح الاستحواذ على بنك تقليدي».
وقال «ستقوم 3 مصارف وهي كابيفست وإيلاف وبيت المال بالاندماج خلال الأسابيع القليلة المقبلة لتصبح واحدة .. بعد فترة وجيزة نتوقع اندماج اثنتين من البنوك الأخرى».
وأضاف المعراج «نعمل باستمرار بهدوء وفعالية وراء الكواليس لإقناع كافة الجهات، وتوجيه الجهات المرخص لها للنمو والتطور.. هذه ليست سوى بداية ما نعتبره عنصراً أساسياً في تحويل التمويل الإسلامي».
وأكد محافظ مصرف البحرين المركزي، أن «المركزي» يعمل بشكل وثيق مع عدد كبير من الجهات المعنية بالصناعة بهدف تطوير وتوسيع نطاق المنتجات والخدمات التي يمكن توفيرها.
وبيَّن المعراج، أن الصناعة المالية الإسلامية حققت تطوراً ملموساً خلال الأعوام الأخيرة، في حين لعبت الأزمة المالية العالمية دوراً مهماً في تعزيز هذا التطور رغبتها في تعزيز ثقة العملاء». وشدَّد على أهمية التطرق إلى المعايير المتطورة والجديدة والتحديات الحالية والناشئة التي تواجه التمويل الإسلامي، والتحسينات الضرورية لتعزيز الأسس اللازمة لضمان الصناعة المالية الإسلامية.
إلى ذلك، توقع الرئيس التنفيذي والمدير العام للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، خالد عبودي أن تصل الأصول المالية الإسلامية إلى 1.6 تريليون دولار خلال العام الجاري. وقال عبودي: «اكتسب ظهور التمويل الإسلامي كبديل للنظام المالي التقليدي زخماً في العقد الماضي، بسبب التحرير المالي السريع، وتعزيز الوساطة في السوق وتزايد الوعي المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وأضاف خلال فترة الأزمة المالية الأخيرة، ظلت الصناعة المصرفية الإسلامية سليمة نسبياً من الآثار السلبية لهذه الظاهرة، وأظهرت بنية بديلة من شأنها أن تساعد تقليل شدة الأزمات وهذا المستقبل.
يذكر أن هناك نحو 90% من جميع الأنشطة المصرفية الإسلامية العالمية تتم في 6 دول فقط، وهذا يرجع أساسا إلى أن الغالبية العظمى من البنوك الإسلامية لم يكن لديها تصنيف. ويشارك في اعمال مؤتمر أكثر من 1227 شخصية من قادة الصناعة من 52 دولة يمثلون أكثر من 260 منظمة دولية وإقليمية، حيث ناقش أكثر من 90 من المتحدثين الدوليين وقادة الفكر والصناعة القضايا الهامة التي تواجهها صناعة التمويل الإسلامي العالمية خلال الفترة الاخيرة.