محزن أن يصبح موضوع الخيانة الزوجية ظاهرة عالمية من بعض الأزواج، وأن الخيانة لا تصبح على شخص واحد فقط مثلاً للرجل ولا للمرأة دون الرجل خصوصاً الطرفان موافقان وبرضاهم، ولا يمكن أن نقول إن الرجال هم أكثر خيانة أو العكس صحيح ولذلك بسبب بسيط أن لأي خيانة في الدنيا يكون بطلها رجل وامرأة معاً أو أحدهما.
الخيانة الزوجية هي ليست محصورة فقط في الزنا بل هناك أكثر من ذلك، ولكن من يتقي الله من الجنسين فلا تصدر منه الخيانة، وإن الخيانة قد تكون مكالمة وغيرها سوى كانت من الرجل أم المرأة.
وقد تبدأ الخيانة الزوجية بسبب الترابط السلبي بين الزوجين أو قد يكون هناك تأثير من الخارج.
ومن الأسباب المهمة في الخيانة الزوجية أنها قد يكون ناتجة من التفكك الأسري، وغياب أحد الزوجين، أو الانتقال من مجتمع إلى آخر، كالهجرة، أو عدم التكافؤ بين الزوجين، كاختلاف العمر والمستوى التعليمي، أو الفقر والدخل المعيشي، أو انعدام الثقة بين الزوجين، كما إن انعدام الوازع الديني له تأثير على ذلك.
هناك بعض التفاصيل التي تشرح الخيانة الزوجية أنها قد تكون بسبب سوء تربية الوالدين لأبنائهم وعدم غرسهم للدين الإسلامي منذ الصغر وتكون النشأة الاجتماعية سيئة للأبناء والبنات، وأن وسائل الإعلام المرئية لها دور كبير بسبب عرض المسلسلات الرومانسية والحب والغرام وكذلك الخيانة الزوجية في كل صورها وأشكالها بحيث تجعلها عادية وطبيعية. كما إن للفراغ العاطفي أثر كبير في كل من الزوجين متى افتقد أحدهما هذا الفراغ يبحث عنه في الخارج لدى الناس الآخرين، وكذلك أيضاً وللأسف هناك أناس تتبع مبدأ كل ممنوع مرغوب لذى يرغبون بالحصول على ما في أيدي الغير وهم الناس الذين يجعلون من نداء غرائزهم الشهوانية ورغباتهم النفسية الجامحة هدفاً.
وهناك بعض الأسباب والدوافع المؤقتة للخيانة فمنها النزوة، ورفقاء السوء، والمعاملة السيئة من جانب أحد الزوجين، والانتقام بسبب الخيانة من أحد الجانبين، والقضايا المرتبطة بالشرف.
وبعض الحكايات التي نتج عن بعضها دوافع عارضة للخيانة لدى الرجال، فإنه عند قدوم أول طفل تنشغل وتهتم المرأة برعاية الطفل ويقل الاهتمام بالزوج، بذلك قد يعود الرجل إلى رفاق السوء إن كان على صحبة سابقة معهم راجعاً إلى حياته الأولى بعدم تحمل المسؤولية، أو في حالة إذا أصبحت الزوجة لا تحترم الزوج ولا تقدر مشاعرة العاطفية أو الفكرية أو الجنسية، أو إذا كانت الزوجة لا تحترم زوجها وتجعله موضع سخرية أو النقد، أو عندما لا تصغي الزوجة لمتاعب زوجها من مشاكل وضغوط نفسية ناتجة عن العمل أو المجتمع الذي يعيش فيه.
إن هذا الطرح قد يكون غريباً بعض الشيء، ولكن قد يؤدي إلى نصائح سليمة تساعد على اكتشاف الخيانة الزوجية وننصح بتقديم النصح في حال كشف الخيانة لأنه عند الاكتشاف قد يتخذ الأشخاص قرارات غير سليمة بسبب الصدمة والدهشة وردة الفعل المفاجئة. لذلك يجب التركيز على التفكير الصائب وعدم الشعور بالغضب باتجاه الآخر وعدم التصرف بالانتقام، لأن هذا تصرف طائش وقد يؤدي إلى مسار خاطئ في المستقبل، أما في حال الهدوء والاستماع إلى نداء العقل بغض النظر عن البقاء أو الانفصال، وعند استعادة التوازن يجب المراقبة بعين الخبير. كما إن ترك المنزل قد يؤدي إلى فقد الرقابة ولا يعرف ما الذي يفعل به إذا كان بعيداً. إذا كان الزوجان في نفس المكان فإنه من الممكن أن تصلح الأمور، كما إنه من الواجب عدم إخبار الآخرين بالخيانة ويجب التقرب إلى الشخص ومحاولة إلى تعديل الأمور بينهما، حتى يعود كل شيء إلى الأفضل.

أمينة قمبر