كتب – هشام الشيخ:
قال المستشار في وزارة الدفاع المصرية المحلل الاستراتيجي اللواء أركان حرب حمدي بخيت، إن منطقة الخليج والمنطقة العربية عموماً مستهدفة من قبل قوى عالمية لها مصالح فيها، موضحاً أنه كلما كانت المنطقة غير مستقرة بما تحتويه من ثروات في الموارد والموقع الاستراتيجي والتأثير في مصالح قوى كبرى، فإن ذلك يعزز تحقيق مصالح تلك القوى العالمية.
وأضاف في تصريح لـ»الوطن»، على هامش مشاركته في فعاليات حوار المنامة الذي اختتم أعماله أمس أن «استهداف المنطقة ليس وليد يوم وليلة، إنما تراكم سنين طويلة، وسرعت الثورات في مصر وتونس خطوات أخرى للاستراتيجيات العالمية نحو المنطقة منها محاولة تجزئة فكرة المواطنة وبالتالي سهولة الانفراد بفصيل دون آخر والتأسيس لمصالح تلك القوى مع ذلك الفصيل».
وأوضح أن حوار المنامة من المنتديات القوية جداً التي أديرت خلال الخمس سنوات الأخيرة، ومشاركة الوفد المصري في المؤتمر، يأتي انطلاقاً من الاهتمام بمجريات الأحداث في المنطقة كجزء منها يؤثر ويتأثر بما يجري فيها، مؤكداً أن الخريطة الاستراتيجية للمنطقة لا تتجزأ، وأي تحرك للاستراتيجية العالمية في منطقة الخليج يؤثر في شمال أفريقيا، الأمر الذي يفرض على مصر أن تستمع إلى ما تشهده من أحداث».
وعلى صعيد العلاقات الخليجية الإيرانية قال بخيت إن «قوى دولية تبالغ في تخويف منطقة الخليج من إيران، مع الإقرار بوجود مخاطر لكنها مبالغ فيها، موضحاً أن الدول المتجاورة من الصعب أن تستخدم أسلحة التدمير الشامل ضد بعضها، لما لها من تأثيرات بالغة مثلما حصل بين العراق وإيران، إضافة إلى أن إسرائيل طوال تاريخها وامتلاكها وتهديدها بالسلاح النووي، لكنها لا تستطيع استخدامه ضد أي دولة جارة لأنها سوف تضار منه».
وأشار إلى ما وصفه بالقاعدة الذهبية ظهرت في تصريحات المسؤولين، وهي أن «المنطقة التي تحل مشاكلها بنفسها تصبح الحلول فيها أكثر فاعلية ونجاحاً، مثل دور مجلس التعاون الخليجي في مشكلة اليمن، مضيفاً أن المناطق التي تلجأ إلى حلول بأيدي أجنبية وتدخل خارجي لا يكتب لها النجاح، وهذا يشمل ليبيا وبعض التدخلات في الشأن المصري حالياً وفي السودان، والتدخلات المرتقبة في الشأن السوري».
وأردف «إذا تركت دول المنطقة لشؤونها وأعلينا قيم الوفاق الوطني والإرادة الوطنية داخل الأمة فإن ذلك يمثل حلاً أكثر استمراراً». وعن الدور المأمول من مصر تجاه العلاقات بين دول المنطقة، أوضح المستشار أنه «من الممكن أن تحمل مصر مستقبلاً واعداً في لعب دور مهم جداً في قيادة العلاقات بين دول المنطقة خصوصاً بين دول الخليج وإيران بحيث تكون عنصراً فاعلاً للتأسيس لمصالح مشتركة على المدى الطويل، وبالتالي تمنع الخطر».
وشدد على أن «القدرة على لعب هذا الدور في علاقات المنطقة يحكمه المناخ الداخلي في مصر ويصبح أكثر فاعلية عندما تستقر وتصبح دولة مؤسسات وتحقق التحول الديمقراطي الحقيقي، ما يجعلها نموذجاً يفرض على الآخرين الاستماع إليها».