دعا الخبير العالمي في مجال مرض فقر الدم المنجلي «السكلر» البروفيسور جراهام سرجنت وزارة الصحة الى توفير خط ساخن للتواصل مع مرضى السكلر وإعطاء استشارات طبية دون اللجوء للمستشفى، مشدداً على أهمية تواجد فريق متخصص مع أخصائي خدمة اجتماعية ونفسية في هذا المجال.
كما دعا البروفيسور إلى إدخال المرضى الذين يأخذون المسكنات بشكل يومي في برنامج سحب الأدوية المسكنة وتأهيلهم للدخول في المجتمع كمنتجين بحالتهم الطبيعية.
وشدد سيرجنت على ضرورة توعية المرضى في مملكة البحرين بالاستخدام السليم للأدوية والحرص على عدم إدمان إيا منها، مشيراً إلى أن جامايكا البلد الذي فيه يخشى المصابون من الإدمان على أدوية مثل المورفين والبثادين المخدرة يطلبون علاجهم بأدوية أخرى وكل ذلك نتاج إلمامهم بالتأثيرات السلبية لهذه الأدوية على صحتهم.
جاء ذلك خلال اجتماع الخبير أمس بوزير الصحة صادق الشهابي وعدد من الأطباء بمجمع السلمانية الطبي، ضمن زيارة يقوم الخبير للبحرين بهدف مراجعة الخطط العلاجية المتبعة لمرضى السكلر، وتقييم الخدمات المقدمة لهم والخطة المستقبلية لتطويرها.
وبين سرجنت أنه لا يوجد تفسير للمرضى الذين لا يأخذون العلاج المسكن ولا تصيبهم آية آلام، سوى أن هذا المريض يتعايش مع المرض ويدون الملاحظات المتعلقة بمرضه ومتابعتها، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحصل عليه هذا المريض، مطالباً بدراسة هذا الوضع للوصول إلى نتيجة علمية في البحرين.
وأضاف الخبير العالمي أن في جمايكا كل مريض يسجل ملخص لمرضه والأمور التي تسبب النوبات والمضاعفات لتفاديها، وقد لوحظ من خلال الدراسات أن طبيعة مرض السكلر في العالم تقل نسبة الألم والتعرض للنوبات بعد سن 25 عاماً، ومعدل العمر الطبيعي لمرضى السكلر في جمايكا يبلغ 55 سنة. وأشار إلى أنه من خلال الدراسات ثبت نجاح علاج هايدروكسي يوريا بنسبة 98% في بريطانيا، لكن في جمايكا لم يستخدم هذا العلاج نظرا لكلفة العقار العالية وكذلك كلفة متابعة العلاج، بينما وزارة الصحة في مملكة البحرين تستخدم هذا العقار لمرضى السكلر منذ سنين. وأرف أن في جمايكا مركز خاص لمرضى السكلر متكامل يضم جميع التخصصات المطلوبة، يعتمد في العلاج أولاً على الوقاية والتوعية وتثقيف المريض والمتابعة المستمرة من خلال الدعم النفسي المكثف. حيث يتم الاعتماد الكلي على الحبوب المسكنة أكثر من الاعتماد على الحقن المسكنة، وهو ذات النظام المتبع في بريطانيا.
وبشأن الوفيات، أشار الخبير العالمي إلى أن للتعرف على سبب الوفاة لابد من إجراء تشريح لجثة المتوفي مع ضرورة وجود تشريع أو قانون لموافقة أهل المتوفى لتشريح الجثة ومعرفة سبب الوفاة وبالتالي زيادة طرق الوقاية وتقليل أسباب الوفاة، لافتاً إلى أن أهم أسباب الوفيات لدى مرضى السكلر هي الجلطات الرئوية التي تحدث لمريض السكلر لعمر عامين فما فوق. وبين سيرجنت أن نوبات الألم التي يصاب بها مريض السكلر لا يمكن أن تؤدي إلى وفاته إلا إذا رفقها مضاعفات.