كتب - حسين التتان:
تُصر فاطمة على وضع نظارتها الشمسية طوال اليوم ولا تخلعها حتى في ساعات الليل بحكم العادة فقط، صديقتها تلبس النظارة ليلاً أيضاً حين الذهاب للسينما ليس من باب العادة، بل تحاشياً لأهلها ومعارفها لانتمائها لأسرة محافظة جداً. ويرى محمد سالم ذا العشرين ربيعاً في لبس النظارة ليلاً «موضة»، وفنانة بحرينية فضلت عدم الكشف عن اسمها تضعها ليل نهار تجنباً للمعجبين وطالبي التواقيع، وتقول «مع ذلك يميزني البعض وأقع في الإحراج».
وتقلل أخصائية العيون نورة الكبسي من الأثر السلبي لوضع النظارات الشمسية ليلاً أو في الأماكن المسقوفة والمغلقة «الخطر في استخدام نظارات مقلّدة في الأماكن المعرضة للسطوع الشمسي».
ويعود لبس النظارة الشمسية في الأماكن المغلقة بعقارب الساعة إلى الوراء، وتحديداً إلى القرن الخامس عشر، حين كان يلبسها القضاة الصينيون في المحكمة لإخفاء تعابير وجوههم أثناء إطلاق الأحكام.
موضة أم عادة؟
تقول فاطمة إنها تضع نظارتها الشمسية ليلاً من باب العادة، فيما تحاول صديقتها المقربة إخفاء ملامحها ليلاً خلف النظارة حين ارتياد السينما والمجمعات التجارية، تحاشياً لمتابعة أهلها ومعارفها، لأن أهلها من الأسر المحافظة جداً.
محمد سالم شاب عشريني يقول «ألبس نظارتي الشمسية ليلاً من باب الموضة» ويضيف «هذا الأمر أصبح منتشراً بين الشباب والشابات في البحرين، ولهذا السلوك متعة خاصة». فنانة بحرينية لم تفصح عن اسمها تلبس النظارة الشمسية وقت خروجها من المنزل وبالأماكن العامة خاصة وأثناء السياقة حتى لو كان الوقت ليلاً «خشية أن يعرفني جمهوري ويطلبون مني التواقيع أو تجاذب أطراف الحديث، ما يسبب لي الإحراج أحياناً، وألبس نظارة شمسية كبيرة ليل نهار لإخفاء ملامحي»، وتضيف «مع ذلك يميزني البعض».
جاسم عاشور يلبس النظارة الشمسية ليلاً، لكن ليس في كل الأوقات «أضعها فقط حين تناسب لباساً معيناً، ولا أهتم بكون النظارة أصلية أم مقلّدة».
سيدة بحرينية أصرّت على لبس النظارة الشمسية ليلاً مدة أسبوع كامل بعد أن أجرت عملية «ليزك» لعينيها «تجنباً لمضاعفات يحتمل حدوثها» على حد قولها.
خطر النظارات المقلّدة
أخصائية العيون د.نورة الكبيسي تقول إن لبس النظارة الشمسية ليلاً أو في الأماكن المغلقة لا يترك أثراً سلبياً على العين، وتشرح الأمر من الناحية العلمية والصحية «حدقة العين تتوسع تلقائياً عند دخول الليل، لاستيعاب مزيد من الضوء والرؤية بطريقة أكثر سلاسة». وتتابع «نهاراً يحدث العكس، تنكمش الحدقة للتقليل من نسبة الضوء، ويحدث هذا عندما نلبس النظارة الشمسية ليلاً، فإنها تقلل من نسبة وصول الضوء للعين، وفي حال تعود الإنسان عليها، فإن العين حينها تعتاد على كمية الضوء البسيطة، وربما تقلل من فرصة أن يرى الإنسان بشكل أقوى لو اعتاد لبسها ليلاً»، وتضيف «مع ذلك فإن ذلك لا يشكل خطراً حقيقياً على العين». الخطير الحقيقي تراه الكبيسي في النظارات الشمسية المقلّدة رخيصة الثمن «تمتص أكبر قدر من الأشعة فوق البنفسجية وتشكل خطراً على العين».
وتنصح أولياء الأمور بعدم شراء نظارات رديئة لأطفالهم، واختيار أفضل الأنواع وأجودها حتى لو كانت غالية نسبياً وتقول «العين جوهرة يجب الحفاظ عليها».