كتب - حذيفة يوسف: قال نواب إن الولايات المتحدة لا تريد للأمور أن تهدأ في البحرين بدليل تعاملها مع شخص يريد إعادة البحرين إلى القرون الوسطى، مؤكدين أن واشنطن، رغم معرفتها بهدف أتباع إيران إقامة ولاية الفقيه راعية حزب الله الذي تصفه بالإرهابي، مستمرة بدعم أتباع إيران لخلق الفوضى والقلاقل في البحرين. وكشف النواب أن سكرتيراً في السفارة الأمريكية سعى إلى التحشيد في مسيرة يوم الجمعة وعقد الكثير من الاجتماعات لأجل هذا، مشيرين إلى أن فتاوى عيسى قاسم وألفاظ الترهيب الديني التي استخدمها مثل “تكليف شرعي.. إثم من لا يشارك كإثم تارك الصلاة.. التجمع الرباني”، إلى جانب حشد الأطفال لم يتجاوز عدد المتظاهرين 60 ألفاً في حين تجاوزت حشود الفاتح 200 ألف. وأضافوا أن أمريكا أدركت فشل الوفاق ومخططات ولاية الفقيه في البحرين فسعت إلى إثارة القلاقل والفتن من جديد، مشيرين إلى أن أمريكا تطمح إلى وضع قاسم في البحرين كما وضعت خامنئي في إيران والسيستاني في العراق للتعامل مع شخص واحد تملي عليه مطالبها. وطالب النواب بإيجاد “دور بحريني خليجي للتعامل بواقعية مع الأجندات الأمريكية”، داعين إلى التعامل مع دول مثل روسيا والصين واليابان بدلاً عن أمريكا. فرق تسد من جانبه قال النائب خالد المالود: الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد للبحرين أن تستقر، مشيراً إلى أن البحرينيين يعلمون بالدور الأمريكي السيئ على البلد، مشدداً على أن أمريكا تدعم أتباع ولاية الفقيه بمبدأ فرق تسد ولحماية المصالح الإسرائيلية، حيث لا خلاف بين الكيان الصهيوني وبين طهران. وأضاف المالود أنه ومنذ انطلاقة أحداث 14 فبراير وحتى اليوم كان لأمريكا اليد الطولى في استمرار التأزيم وأعمال العنف والتخريب، وما حدث مؤخراً من خلال السكرتير في سفارتها في البحرين واجتماعاته السرية والعلنية مع الوفاق وما نتج عنها من ازدياد الفوضى والإرهاب في الشارع ومخالفة القوانين. وأشار إلى أن ادعاءات الولايات المتحدة بالديمقراطية قد انكشف زيفها، حيث تعلن بأن من يقود البلاد هم الشعوب، بينما هي تسعى من وراء الستار مع بعض الفئات لنشر الفوضى والخراب في الدول العربية ومنها البحرين، مبيناً أن المواطنين يعلمون بالدور الأمريكي الضالع في أحداث المملكة الأخيرة، وما نفذته لاستمرار أعمال التخريب والأزمة الحاصلة في البلد. وأعرب المالود عن استغرابه من انقلاب مبادئ المعارضة التي كانت تردد شعارات زعمائهم في إيران بأن أمريكا هي “الشيطان الأكبر”، والتي جاءت من خلال تصريحات قادة طهران والجيوش التابعة لولاية الفقيه، مبيناً أن الأمور قد انكشفت بعد ظهور التعاون الأمريكي - الإيراني، والذي اتضح جلياً من خلال دعم واشنطن لأتباع ولاية الفقيه في البحرين، ومحاولات التدخل في باقي الدول العربية وإعطاء طهران المساحة للتغلغل فيها. وأوضح المالود أن المعارضة أرادت لمسيرة المقشع الأخيرة في 9 مارس أن تحاول كسر عظم النظام، ولكن ما ظهر بأنه النفس الأخير لها، حيث تمت إثارة البعد العاطفي الديني لاستقطاب الطائفة الشيعية من خلال العاطفة وليس العقل أو السياسة أو المنطق، وجيشوا المواطنين دينياً، وخرجوا خوفاً من الوقوع في الإثم، مبيناً أن ذلك ديدن أتباع ولاية الفقيه في الشأن السياسي مستغلين الدين لتنفيذ أجندتهم والحصول على مكاسبهم السياسية، ولا يجدون حرجاً في ذلك، حتى لو وصل الأمر إلى تكفير من لا يخرج في تلك المسيرة. دور سيئ إلى ذلك قال النائب عبدالحكيم الشمري إن الولايات المتحدة الأمريكية المقسم الأول للدول العربية، مشيراً إلى أنها لعبت دوراً سيئاً في البحرين من خلال سفارتها، مبيناً أن شعب البحرين وباقي العرب فقدوا الثقة في أمريكا، مشدداً على أن الحضور القليل الملفت للنظر في مسيرة الوفاق الأخيرة دليل إفلاسها. وأشار الشمري إلى أن أمريكا قادت عملية تقسيم السودان، في الوقت الذي وعدت بإسقاط الديون ورفع الحظر الدولي عنه، وما حصل بعد تنفيذ الاستفتاء، هو أن تنكرت واشنطن لوعودها بإسقاط الديون وتحسين العلاقات، وذلك دليل أن أمريكا لا تحافظ إلا على مصالحها الشخصية فقط، وما سعيها لإدخال المنطقة في فوضى أسموها بالخلاقة إلا من أجل تحقيق سيطرة تامة على منابع النفط والتحكم باقتصاد العالم تحت سيطرتها. وأضاف أن إرهاصات ما يسمى بالربيع العربي بدأت ثمارها المُرّة في ليبيا حيث نبرة التقسيم ظهرت بقوة أسوة بما حصل في العراق حيث قسم ليصبح العراقي يتنقل عبر أجزاء بلده من خلال تأشيرات سفر. وأكد الشمري أن دعم السفارة الأمريكية للوفاق له خلفيات عديدة حيث سلمت الولايات المتحدة العراق لإيران سابقاً، وتحالفت مع طهران ضد أفغانستان، وتعاونا في إحكام السيطرة على لبنان من خلال حزب الله، والآن تتغاضى واشنطن عن حليف طهران في سوريا بشار الأسد على الرغم من جرائمه، مبيناً أن ذلك تسبب في فقدان الثقة بين الشعوب العربية خصوصاً شعب البحرين والولايات المتحدة الأمريكية. وشدد على أن العدد المشارك في مسيرة الوفاق الأخيرة يدل على انحسار شعبية الأصوات المنادية بالتأزيم وإيمان المواطنين بجميع فئاتهم وطوائفهم بأن البحرين لا تحتمل هذه المزايدات التي لا تتناسب مع معطيات التنمية وما حققته المملكة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي. وأوضح الشمري أن هناك قيادات سياسية ودينية تتطلع إلى موطئ قدم، فإذا ما التقت مصالحها مع الآخرين أوجدت تعاوناً مثمراً، وهو ما يحصل بين طهران وواشنطن في إعادة رسم خارطة المنطقة بما يخدم أهدافهما، حيث إيران دولة تمتلك طموحاً للسيطرة على المنطقة والولايات المتحدة تطمح إلى حليف جديد يحقق لها السيطرة على منابع النفط وتدمير أي قوى عربية. فشلت قبل بدايتها من جانبه أكد النائب محمد العمادي فشل مسيرة الوفاق قبل بدايتها، مبيناً أن أمريكا متورطة في أحداث البحرين مع ولاية الفقيه، مشدداً على أن ما تسمى بمراكز البحث والتنمية الأمريكية هي لخلق الفوضى وتقسيم المجتمع، مؤكداً أهمية قيام المملكة بتحالفات وصداقات مع كافة الدول لتجنب أي خيانات من أمريكا أو غيرها. وأضاف العمادي أن المسيرة فشلت، حيث تمت الدعوة لها من خلال استغلال الدين ومشاعر المواطنين المرحبة برجال الدين وما لهم من سيطرة على الطائفة الشيعية الكريمة والقدسية الكبيرة التي يتمتعون بها، مبيناً أنه وبعد كل ذلك التحشيد كان من المفترض خروجها بأعداد قد تصل إلى 250 ألفاً إلا أنها لم تتعد 70 ألفاً كون المواطنين وعوا إلى ما ترمي إليه مثل تلك المسيرات. وأكد أن على الجمعيات التي اعتبرت نفسها ذنباً لأتباع ولاية الفقيه تحديد موقفها من الدعوات الدينية التي أطلقتها مرجعية الوفاق للتحشيد لهذه المسيرة، طارحاً تساؤله للجمعيات التي تدعي بأنها ليبرالية دستورية: هل مازالت مع الوفاق على الرغم من كونها جمعية دينية أم تخلت عنها؟. وشدد العمادي على أن الجميع علم بالدور الأمريكي السيئ منذ بداية الأزمة حيث انسحاب الأسطول الخامس من سواحل البحرين، مشيراً إلى أن النواب حذروا سابقاً مما تقوم به كون لا أمان لها وتسير خلف مصالحها المتمثلة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، ويحتاجون للدفع بها بكل السبل لضمان استمرار هيمنتهم على الشعوب ومقدراتها، وحماية جنودهم في مختلف المناطق مستغلين التوزعات المذهبية والطائفية، ولا تهم صداقات أو معاهدات أو غيرها. وحذر من أن المعاهد الأمريكية وغيرها مما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني هي تكملة لخطة تعمل على جميع المستويات الاقتصادية والعسكرية بالإضافة إلى الدعم المادي للدول لتشكل لوبياً صهيونياً أمريكياً يتم من خلاله تدريب ضعاف النفوس في عدة دول لإنشاء شبكات لتفتيت الشعوب من الداخل. وأكد العمادي أن دعم الولايات المتحدة، الموجه للوفاق من خلال سفارتها، وما كشفته وثائق ويكليس، يبين وجود طبخة يقودها أمريكي ماهر لتكون الجمعية حصانهم الرابح، ولكن بفضل الله أفشل مخططاتهم وأوقع حصانهم الذي راهنوا عليه. وبين أن السفير الأمريكي الجديد وما عليه من علامات استفهام كبيرة خصوصاً بعد دوره السيئ في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول يحتم علينا الوقوف وقفة جادة تجاهه. وطالب العمادي الدول الخليجية والبحرين أن تتعلم من التجربة اليابانية لتوطيد العلاقات مع جميع الدول وإيجاد استراتيجية ذكية للتعامل مع الأزمات بواقعية تامة، مبيناً أن عليهم إيجاد علاقات مناسبة مع دول عديدة في مختلف القارات بلا استثناء خصوصاً الدول الصديقة سواء الكبيرة أو الصغيرة كي لا تتأثر بأي انقلابات من أي جهة من الجهات كما حصل مع الولايات المتحدة الأمريكية.