الشيخ زياد السعدون

قد يغفل كثير من الناس هذه الحقيقة، فمن يحرمها فقد حرم خيراً كثيراً، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أوصني يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تغضب، فأعادها 3 مرات ورسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: لا تغضب، فالغضب كم أضاع من دول قامت ثم زالت وكم من أنفس بسبب الغضب أزهقت، وكم من أسر تشتت، وكم من أموال بددت، وكم من آمال تحطمت، فالذين يغضبون ولا يملكون أنفسهم عند الغضب هم أكثر الناس عرضة للجلطات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والأمراض النفسية كما تؤكد الأبحاث الطبية بل إن من يبتلون بالعصبية هم أقصر أعماراً ممن يستطيعون التحكم بأعصابهم.
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، كم سنكون سعداء لو تعاملنا بهدوء مع أخطاء أبنائنا وزوجاتنا، بعض الناس لو وقع من ابنه الصغير كأس ماء وانكسر فإن الدنيا تقوم ولا تقعد ويسمع صراخه سابع جار، تعالوا وانظروا ماذا فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم أن كسرت عائشة رضي الله عنها جفنة الطعام أمام ضيوف رسول الله عليه الصلاة والسلام، راح يدافع عنها وينهى الصحابة أن يظنوا بها سوءاً، فقام إلى الجفنة يجمع الطعام والتفت إليهم يقول «قد غارت أمكم» يدافع عنها أنها ما فعلت ذلك عن سوء خلق ولكنها غيرة، فكم ضبط الأعصاب مفيد لنا ولمن حولنا.
ويروى أن زين العابدين رضي الله عنه كان يتوضأ وجارية تصب عليه الوضوء فسقط الإبريق فشج رأسه فهم ليضربها فقالت: (والكاظمين الغيظ)، فأمسك ولم يضربها، قالت: (والعافين عن الناس)، قال: «عفوت عنك»، قالت: (والله يحب المحسنين)، قال: «اذهبي أنت حرة».