القاهرة - (وكالات): بدأ المصريون في الخارج التصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد والذي يفترض أن يبدأ غداً السبت في مصر في حين لايزال الانقسام على أشده بين معارضي الرئيس محمد مرسي وأنصاره مع دعوة الفريقين لمسيرات وتجمعات اليوم وسط أجواء مشحونة.
وأعربت المعارضة المصرية عن «مخاوفها العميقة» إزاء ظروف الاستفتاء على مشروع الدستور وأعلنت أنها لن تعترف بنتيجة الاستفتاء إذا لم تتوفر «شروط النزاهة التامة».
ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إلى التصويت بلا على مشروع الدستور الذي ترفضه.
وقالت جبهة الإنقاذ الوطني إنها «تعرب عن مخاوفها العميقة من غياب الشروط اللازمة لضمان نزاهة عملية الاستفتاء».
وذكرت «على رأسها إتمام عملية الاستفتاء على الدستور في يوم واحد فقط، وضمان الإشراف القضائي الكامل على عملية التصويت، والسماح للمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بمراقبة عملية الاستفتاء».
وأعلن البيان أن «جبهة الإنقاذ لن تعترف بنتيجة أي استفتاء لا تتوفر فيه شروط النزاهة التامة».
ورأت الجبهة أن «إجراء الاستفتاء على مرحلتين يمتد بينهما أسبوع كامل مخالف لنصوص القانون» مشيرة إلى أنه تم الطعن بقرار الاستفتاء على مرحلتين أمام القضاء الإداري.
وفي حين بدأ الناخبون في الخارج تصويتهم الذي يستمر أربعة أيام، يجري التصويت في الداخل على مرحلتين يومي 15 و22 ديسمبر الحالي. ويشمل الاستفتاء في المرحلة الأولى 10 محافظات هي القاهرة والإسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية وأسيوط وسوهاج وأسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء.
أما المرحلة الثانية فستجرى في 17 محافظة هي الجيزة والقليوبية والمنوفية والبحيرة وكفر الشيخ ودمياط والإسماعيلية وبورسعيد والسويس ومطروح والبحر الأحمر والوادي الجديد وبني سويف والفيوم والمنيا والأقصر وقنا.
وأعلن التيار الشعبي بزعامة حمدين صباحي على موقعه على فيسبوك، أنه سينظم في القاهرة «مسيرتين بسيارات مزودة بمكبرات للصوت للتوعية بمخاطر الموافقة على مشروع الدستور المطروح للاستفتاء»، تنطلقان من ميدان التحرير ومحيط القصر الرئاسي لتجوبا أحياء القاهرة المختلفة.
في المقابل دعا ائتلاف القوى الإسلامية المكون أساساً من جماعة الإخوان المسلمين، في بيان، إلى التجمع أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر «للتأكيد على الشرعية» محذراً من «محاولات الانقلاب على الشرعية والانحراف بمسيرة الثورة المصرية».
وحذر طارق الزمر رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، في مؤتمر بمناسبة بداية الاستفتاء في الخارج، من أن «الرئيس محمد مرسي إذا سقط بالطريقة التي تريد المعارضة إسقاطه بها فسوف يدافع الإسلاميون عن الشرعية بجميع الطرق السلمية والقانونية، ولن يبقى أي رئيس جديد في الحكم أكثر من أسبوع». وتعليقاً على التصويت خارج مصر، قال حزب الدستور بزعامة محمد البرادعي في بيان أنه «تم رصد بعض المخالفات في عدد من السفارات من بينها وجود منشورات تدعو للتصويت بـ «نعم» ويتم توزيعها وقد طبع عليها شعار السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية».
ويجتهد الإسلاميون في حشد الناخبين للتصويت بنعم من أجل «الاستقرار وكي تدور العجلة» الاقتصادية في حين تستمر مختلف قوى المعارضة وبينها الحزب الإسلامي لعبد المنعم أبو الفتوح، في دعوة الناخبين للتصويت ضد مشروع «دستور يقسم مصر».
وكان وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي دعا الرئيس مرسي والمعارضة والكثير من الفعاليات المجتمعية الأخرى إلى «لقاء شركاء الوطن» أمس الأول إلى لم شمل العائلة المصرية و»طمأنة المواطن المصري القلق»، بسبب التوتر وأجواء الانقسام. لكن تم تأجيل اللقاء في آخر لحظة إلى أجل غير مسمى.
وأشارت بعض الصحف المصرية إلى «ضغوط من الرئاسة» أفشلت اللقاء.
في الأثناء أكد الرئيس مرسي لدى استقباله السيسي «أهمية أن يشعر كل مصري بالحرية الكاملة والأمان أثناء التصويت على الاستفتاء وتقدير كل المصريين للدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة في هذا الواجب الوطني المهم».