شكَّل العام الجاري 2012 علامة مميزة في مسيرة الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن «أسري»، حيث بدأت الشركة الأشهر الأولى بمبيعات بلغت 40.080 مليون دولار وتم إصلاح 60 سفينة خلال الفترة من 1 يناير إلى 5 مايو 2012.
وبلغت مبيعات الشركة في العام الماضي 168.756 مليون دولار وهي أعلى من مبيعات عام 2010 البالغة 149 مليوناً و174 ألف دولار بنسبة %13، وبلغ عدد السـفن التي أصلحت في العام الماضـي 200 سفينة بالمقارنة مع 210 سفن لعام 2010 و168 سفينة في عام 2009.
من جهة أخرى، تمكَّنت الشركة من حصد عدة جوائز خلال العام الحالي، ما شكَّل إضافة بارزة لما حققته الشركة من جوائز خلال الأعوام الـ5 الأخيرة، وضعتها في مقدِّمة الشركات.
وواكب ذلك تميز الشركة في العديد من المجالات، ما جعلها محط الاهتمام والإشادة على المستويين الإقليمي والعالمي، وتمثَّل ذلك في حصولها على العديد من الجوائز التقديرية من كبرى المنظمات العالمية العاملة في حقل صناعة وإصلاح السفن.
أبرز الجوائز العالمية
ومن أبرز الجوائز التي حصدتها الشركة، جائزة السلامة ضمن جوائز «لويدز ليست» للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، وهي إحدى الجوائز التكويمية الرفيعة في صناعة الملاحة والنقل البحري، حيث تسلم الجائزة، رئيس مجلس إدارة «أسري»، الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة في حفل عشاء أقيم في الإمارات.
كما تم ترشيح الشركة أيضاً لجوائز مسفن السنة والابتكار والمسؤولية المجتمعية، حيث تقرر منح جائزة هذه السنة لـ»أسري» لمبادرتها في طرح دورة تدريبية في السلامة للعاملين لديها وللمقاولين من الباطن بعنوان: «جواز السلامة للعاملين في صناعة إصلاح السفن».
وقد اعتمد البرنامج على 35 عاماً من الخبرة لهذه الشركة وعلى أفضل الممارسات في سلسلة من الصناعات الثقيلة لوضع إرشادات فريدة من نوعها تساعد على رفع الوعي بأمور السلامة في مجالات معينة.
يذكر أن هذا الجهد الذي تبذله الشركة في التثقيف ومنح الشهادات من خلال جواز السلامة للعاملين في صناعة إصلاح السفن يساعد الصناعة الإقليمية، وخاصة الأحواض الجافة الجديدة في عمان وقطر على تطبيق أفضل الممارسات لعمليات إصلاح السفن بسلامة وأمان.
وتأتي هذه الجائزة الأخيرة لتشكل إضافة لمحفظة جوائز النجاح التي فازت بها «أسري» والتي تشمل جائزة المسؤولية المجتمعية من «سيتريد» في العام 2010 وجائزة «لويدز ليست».
كما حظيت الشركة بتقدير كبير لدورها ومبادراتها وبرامجها المتقدمة في المجالات البيئية والتدريبية، حيث فازت بجائزة المسؤولية الاجتماعية ضمن جوائز «سيتريد» للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية لسنة 2012، وهي من شهادات التكريم الفائقة في قطاع الملاحة.
وجاء ذلك الفوز بتحكيم لجنة مؤلفة من 12 حكماً تقديراً لـ»أسري» للرعاية الشاملة التي تقدمها للموظفين ومبادراتها التدريبية وبرامجها البيئية، خاصة وأن الشركة تلتزم ببرنامج مستمر للفعاليات الطبية والاجتماعية وتتضمن أكثر من 90 فعالية خلال السنة.
وتبلغ تكاليف المبادرات التدريبية أكثر من 7 ملايين دولار لتشجيع وتمكين القوة العاملة المحلية والتعليم المهني، بينما تبلغ تكاليف المبادرات البيئية أكثر من 3 ملايين دولار، بما في ذلك بناء شبكة صرف صحي على نطاق الحوض بأكمله.
وكانت «أسري»، تم ترشيحها لـ4 فئات من جوائز «لويدز» ليست للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية القادمة، التي تعد من جوائز التكريم العالية في صناعة بناء وتصليح السفن في المنطقة. وقد تم ترشيح «أسري» لجوائز حوض السنة والسلامة والابتكار والمسؤولية الاجتماعية، بعد أن ساهمت استراتيجية التنويع لديها في تعزيز مكانتها كمركز بحري رائد في العالم.
وما كان ذلك يتحقق لو لا الدعم والكبير الذي يقدمه عملاء وزبائن الشركة حيث تمكنت الشركة من تحقيق أفضل النتائج والذي انعكس على قناعات المنظمات المختلفة مما مكنها بالفوز بالعديد من الجوائز.
حفل تكريم الزبائن
وتقديراً لدعم العملاء والزبائن، أقامت الشركة حفلها السنوي لتكريم أفضل الزبائن والوكلاء بهدف التشجيع والمحافظة على علاقات طويلة الأجل مع الشركة وتقديراً لولاء الزبائن المواظبين على تلقي خدمات الشركة، تقام هذه المناسبة في مواقع مميزة حول العالم.
وقد أقيم حفل هذا العام في الفندق التاريخي «دي باري» بموناكو الذي أضفى روعة ومنظراً خلاباً لمأدبة العشاء ومراسم الاحتفال. كما ساهمت كلمات رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في إبراز أهمية هذه الجوائز.
وتؤكد الشركة أن كل الإنجازات التي حققتها «أسري» ستكون مستحيلة بدون ولاء زبائنها وثقة وكلائها، الذين يشاركونها في التزاماتها.
وتأكيداً على الدور الريادي للشركة والتعاون الكبير مع مختلف المنظمات الدولية العاملة في هذا الحقل فقد قدمت الشركة دعما للمنظمة البحرية العالمية في حماية الحركة البحرية العالمية ومكافحة القرصنة في مختلف محيطات وإبحار العالم، مؤكداً دعم الشركة للمنظمة في هذا النشاط المهمة الهادفة لحماية الحركة التجارية والاقتصادية العالمية.
من جهة أخرى حرصت «أسري» على تحسين جودة جودة ومستوى خدماتها المختلفة والتي تتواكب ومستلزمات ومتطلبات عملاء وزبائن الشركة فقد تمكن من الحصول على شهادة الآيزو 270001 مـــــن شركــــــة (DET NORSKE VERITAS (DNV» بعد استكمال التدقيق الداخلي والخارجي والذي استمر لأكثر من شهرين.
وبحصول الشركة على هذه الشهادة فإنها تؤكد استمرارها بالحصول على شهادات الجودة في مختلف قطاعات العمل لديها والتي تؤكد على حرصها على تطوير أنشطتها وتحسين جودة الإنتاجية والذي يعني حصولها على شهادة الجودة وفقاً للمعايير الدولية الصادرة عن المنظمة العالمية للمعايير، مؤكداً اهتمام الشركة بأن تنجز أعمالها وفقاً لرغبات وتطلعات الملاك وعملاء الشركة من الأسواق العالمية والعربية .
العمليات الخارجية
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، كريس بوتر «خلال السنوات الـ3 الماضية، قمنا بإنشاء قسم للعمليات الخارجية وقد اثبت نجاحه وكان قراراً صائباً قمنا باتخاذه آنذاك في ظل ضعف الإقبال على سوق إصلاح السفن بسبب الكساد الاقتصادي»، حيث ساهم قسم العمليات الخارجية في العام الماضي وحده بنسبة 40% من مبيعاتنا، كما حققت الشركة قاعدة قوية من الزبائن طيلة السنوات الماضية.
من جهة أخرى كشف الرئيس التنفيذي عن أن الشركة أنشأت قسماً للاستشارات من أجل تطوير والاحتفاظ بقدراتنا الهندسية في مجالات التصميم التي كنا فيما مضى نستعين فيها بمصادر أخرى خارج الشركة ولكن نظراً لاتساع مساحة حوض شركتنا لإصلاح السفن يتوجب علينا الاحتفاظ بمثل هذه القدرات الهندسية. وسيتولى قسم الاستشارات في الشركة القيام بهذا العمل.
وأضاف أن الشركة وفي إطار سياسة تنويع مصادر الدخل وتحسين الإيرادات دخلت في قطاعات أخرى ذات علاقة بهذه الصناعة والتي تتماشى وإمكانية «أسري» من الدخول في شراكات تعزز من قدرات الشركة وتوجد روافد جديدة لإيراداتها.
وفي هذا السياق وقعت الشركة اتفاقية شراكة مع شركة توليد الطاقة البريطانية حيث أطلق عليها اسم «Asry -centrex»بواقع 50% لكل طرف لإنتاج تصميم لتطبيق مفهوم متعدد مداخلة الطاقة والذي يشكل أساسا لتوليد الطاقة من محطات توليد الكهرباء العائمة.
وأوضح أن هذا المشروع سينقل الشركة إلى عصر جديد من الاستثمار باعتباره مشروعا يدخل ضمن الخيارات الإستراتيجية للشركة في تنويع مصادر دخلها وزيادة العوائد والأرباح على الدول المساهمة فيها .
وقد اتخذ هذا المشروع من موقع شركة «أسري» البحرين مركزاً لإنتاج المنصات المولدة للطاقة الكهربائية، ما يعني رفع مساهمة الشركة في الناتج القومي للمملكة.
تدريب البحرينيين
ومن الإنجازات الكبيرة التي حققتها الشركة إطلاق مشروع تدريب وتوظيف 50 بحرينياً من خريجي المدارس الصناعية والمعاهد التدريبية بالشركة تمهيداً لإحلالهم محل الأجانب في الوظائف الكهربائية والفنية في مختلف الورش بالشركة والذي تنفذه بالتعاون مع تمكين والمعهد الوطني للتدريب الصناعي،والبالغ كلفته نحو 3.8 مليون دولار على مدى 3 أعوام.
وأكد أن مجلس الإدارة برئاسة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة حريص على تنفيذ هذا البرنامج من خلال تقديم الدعم اللازم لإنجاحه وجذب البحرينيين للعمل في هذه الشركة التي تأسس لتكون البحرين مركزاً للصناعات البحرية من خلال توفير القوى العاملة الوطنية المؤهلة في هذا المجال .
وقال إن الشركة حريصة على توفير فرص العمل في مختلف قطاعات العمل بالشركة وبالأخص المهن الميكانيكية والكهربائية وتركيب صفائح الحديد المستعملة في بناء وإصلاح السفن حيث هناك مجالات كبيرة لاستقطاب المزيد من خريجي الثانوية والمعاهد الصناعية،مضيفاً بأن الشركة ملتزمة بتوظيف المتدربين بعد إنهائهم للبرنامج التدريبي الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات.
على صعيد آخر، قال الرئيس التنفيذي لـ «أسري» إن الاهتمام بالبيئة يأتي على سلم أولويات الشركة باعتبار أن المحافظة على البيئة تشكل دعامة رئيسية للتنمية المستدامة في المملكة، مشيراً إلى أن الشركة من الشركات الاقتصادية المهمة في البحرين التي يتوجب عليها أن تسهم بشكل كبير مع الشركات الصناعية الأخرى في مجال المحافظة على البيئة.
وقال»تتميز الشركة بتراثها العريق فيما يتعلق بالتزامها تجاه البيئة، حيث يعود ذلك إلى قبل أكثر من 35 عاماً أي منذ تنفيذ أعمال الدفان الأولية لموقع الحوض الجاف، واستمرت الشركة بالاهتمام والحفاظ على البيئة وحمايتها طوال تلك السنوات، إلا أن العام 2011 شهد المزيد من التقدم، وخاصة في مجال إعادة تدوير النفايات ويتضح ذلك من خلال العديد من المشاريع والمبادرات التي تؤكد على مدى التزام الشركة بحماية البيئة».
وتابع: «بدأت الشركة بتنفيذ العديد من المشاريع بكلفة تجاوزت 3 ملايين دولار حيث خصص مبلغ 2.3 مليون دولار لإنشاء محطة عصرية لمعالجة مياه الصرف الصحي وإيجاد وسيلة صديقة للبيئة في مجال التخلص من النفايات الصناعية، والمحطة بتقنيتها الحديثة عبر استخدام نظام معالجة عضوي لمياه الصرف الصحي باستعمال الخيزران مما يجعلها المحطة الأولى من نوعها وسوف تدخـل الخدمـة قريبـاً.
ومن المشاريع الأخرى قال إن الشركة قامت بتركيب «مرشحات» على محطات معالجة رمال العصف لمنع خروج الغبار إلى الخارج وتبلغ كلفة المشروع نحو 150 ألف دولار، بالإضافة إلى مشروع التقليل من استهلاك الرمال المستخدمة في العصف وإزالة الأصباغ .
وأكد أن مصنع معالجة الرواسب النفطية ومصنع معالجة مياه الصرف الصحي يشكلان مسؤولية اجتماعية مشتركة تجعل «أسري» في مصاف الأحواض الجافة الأخرى في المنطقة من حيث الحرص والاهتمام بالمحافظة على البيئة على مستوى العالم.