التطريز بالماكينة وبخط الرقعة، وترقيع الثوب بأكثر من لون عند الأكمام والرقبة، جرار سحاب بدلًا من الأزرة، وأزرار كبيرة لامعة تتحدى المألوف، مع شريطة على الكتف، كلها إضافات جديدة على الثوب الرجالي البحريني، لاقت رواجاً بين شباب اليوم، ولم يجدوا ضيراً في التجربة.
بالثوب التقليدي ومكملاته يمكن أن تكون آخر «كشخة» يزعم شباب اليوم، الكبك نوع «فرزاتشي»، الغترة «بروجيه»، المسباح من العقيق الخالص، والقلم «بايلوت»، والساعة جيوفاني أو رادو، والنظارة من ريبان أو بيرسول، وأزرار بـ»طقطق».. وتفرج.
ثوب بس آخر صرعة
موضة التطريز والنقش بالخط العربي بدأها السعوديون أولًا وتلقفها الخليجيون يقول سلطان عمر «فصلت ثوباً مطرزاً بالخط العربي في السعودية، كنت شاهدته على النت وأعجبني كثيراً».
في حين لا يرى علي محمد أي جديد بـ»التطريز» أو ما يسمى بـ»الشد»، ويقول إنه تقليد عرفه الثوب البحريني منذ القدم، وتضيف جدته آمنة علي «الشد أو التطريز كان يخاط للكبير والصغير منذ عشرات السنين، شباب اليوم يعتبرونه موضة» قبل أن تفرق بين الحالتين «النساء كانت تخيطه بيدها أما اليوم فدخلت الماكينة».
محمد صالح فصل ثوباً وطرزه بقصة سعودية «اخترت لوناً رصاصياً مائلاً للفضي وكلفني 42 ديناراً»، ولا يخفي محمد ما واجهه من انتقادات «أخواتي اعتبرن الخطوة جريئة جداً وغير مألوفة، بعد فترة اعتدن الموضوع وتغيرت وجهات النظر» قبل أن يعود محمد نفسه لتفصيل الثوب العادي المعروف «هو الأنسب لي شخصياً».
صاحب محل قصر الوجاهة للخياطة الرجالية محمد خلف يرى أن الثوب البحريني مازال يتحفظ تجاه الموضة «إلا باستثناءات قليلة وإضافات بسيطة جداً» ويقول «الإضافات يميل إليها شباب اليوم ولا تتعدى التفنن في شكل التطريز وحجمه ولونه»، فيما يشير الخياط محمد جمال إلى أن سعر الثوب المطرز يتراوح ما بين 40 و80 ديناراً حسب حجم التطريز ونوع القماش المستخدم.
ويقول صاحب المحل ذائع الصيت «إقبال الأطفال على التطريز في المناسبات كبير جداً مقارنة بالسنوات الماضية»، ويلفت إلى أن فكرة تطريز شعار البحرين على ثوب الأطفال طريقة مبتكرة تُجاري الموضة وتعزز حب الوطن «التميز في تفصيل الثوب له مستقبل في البحرين».
توليفة بحرينية غربية
يعتبر علي محمد الإكسسوارات جزءاً مكملاً للثوب لا غنى عنها «هنا وجدت الموضة الباب موارباً لدخول عالم الثوب التقليدي» ويضيف «الكبك ماركة مونتبلانك أو فرزاتشي أو لويس فيتون أو بلغاري، القلم بايلوت، المسباح من العقيق الخالص، الساعة جيوفاني أو رادو، الغترة البسام أو بروجيه، جميعها إضافات لكنها أساسية تزيد الشاب كشخة».
ويجد سلطان عمر الموضة في عالم الثوب الخليجي أكثر غرابة في المملكة العربية السعودية «هناك تشاهد آخر الابتكارات في صنع الثوب التقليدي، تشكيلات وألوان غريبة لا تخطر بالبال، والثوب مرقّع بأكثر من لون عند الرقبة والأكمام، الجرار سحاب بدل الأزرة، خطوط بارزة على الجوانب «، يقول عمر ضاحكاً «مللت تكرار الثوب العادي، بت لا أعرف إذا كنت لبسته بالأمس أم غيرته».
ويقول علي إن مفهوم الثوب التقليدي تغير إلى ثوب عصري يلائم رجال الأعمال وكبار المسؤولين «احتياجات الشباب أصبحت ضرورة لمواكبة العصر، واستخدام أدوات الزينة في تصميم الثوب بات الشغل الشاغل لمحال الخياطة، لإرضاء ذوق شبابي يتلهف لكل جديد ويسعى لاقتنائه».
مالك «قصر الوجاهة» يشير إلى ألوان غريبة دخلت سوق الثوب التقليدي «لكنها مناسبة وجميلة وترضي أذواق الشباب» ويضيف «أشهرها المشمشي والوردي الفاتح..!».
ادفع وتميز
سلطان عمر ذهب مع صديقه إلى المملكة العربية السعودية لتفصيل ثوب العيد «كلفنا الثوب الواحد 90 ديناراً واخترت لونه بيج» ويقول إن ثوبه السعودي بطريقة خياطته ولونه «جذب أنظار كل من رآني وخاصة أصدقائي» ويضيف «كان التطريز عمودياً قرب أزرار الصدر، موضته غريبة وجميلة أتوقع أنها لم تصل البحرين».
علي محمد مغرم بتشكيلة الثوب نفسه «أصبح هناك أزرة بـ»طقطق» وخياطة الدبل» ويتابع «كان من قبل التطريز بخط واحد الآن أصبح دبل ولكل ثمنه».
ويقول علي إن الثوب كان يزرر عند العنق بزر واحد «الآن أصبح اثنين»، ويضيف « التغيير ضرورة لمواكبة الموضة، وتمييز الثوب عن الآخر أفضل بدل الثوب التقليدي الأبيض المتكرر بنسخة واحدة بخزانة الملابس، لكن يبقى الشكل الأساس للثوب كما هو».
للثوب التقليدي جمهوره
محمد صالح معتاد على لبس الثوب التقليدي «لأنه أريح» ويقول «تختلف الأشكال والطرق المتبع من الشباب في تصميم الثوب واختيار لونه وإكسسواراته من بلد خليجي لآخر، هناك القصة السعودية والإماراتية والكويتية».
الخياط محمد جمال يدرّج أقمشة الثوب إلى «القطن الطبيعي، اللينين، التترون، السلك» ويقول «جميعها أقمشة متوفرة في جميع المحال وبألوان تناسب جميع الأذواق، وللون الواحد عدة درجات».
ويضيف محمد «لدينا في المحل للون البيج مثلاً 12 درجة مختلفة، وألوان الموضة هذه الأيام معروفة، وتشهد ألوان مثل البني الغامق والرصاصي إقبالًا من الشباب، خاصة بالأعياد وفي فصل الشتاء».
جرأة في التصاميم
صاحب محل قصر الوجاهة يقول «الثوب الخليجي له طابعه الخاص لا نستطيع الخروج عنه، إلا أن الموضة بدأت في المملكة العربية السعودية وانتشرت بدول الخليج عامة».
«الشباب البحريني يحب التميز» على حد وصف مالك قصر الوجاهة ويواصل «دورنا أن نساعده في سعيه الحثيث للتميز والاختلاف، وبإضافات بسيطة نجريها على الثوب البحريني التقليدي نحصل على المطلوب، ولكن الشكل الأساس للثوب ثابت لا يتغير».
ويضيف أن هناك شباباً يحبون الجرأة في لبسهم «هم خاصة زبائن المحل، يطلبون تفصيل ثوب بشكل مميز جداً وفريد، ونحن نصممه ونخيطه، كالكتابة بخط الرقعة مثلاً».
يعتزم «قصر الوجاهة» إطلاق حملة تسويقية لمصمم سعودي وتنفيذ ابتكاراته في عالم الأثواب بالمحل «لكنها تحمل طابعاً بحرينياً مع بعض الإضافات، وحجم الأزرار أكبر من الطبيعي، ولونها مغاير للون الثوب» ويضيف «هو شكل جريء مع شريطة تزين الكتف».