كتب - حسين التتان:
فاز بحريني بعدة إجازات مبررة وبفترات متباعدة والسبب «وفاة جدته أكثر من 3 مرات»، بينما الجدة ماتزال حية ترزق «أستطيع جلب شهادة وفاة لأي عجوز في الحيِّ لمسؤولي المباشر وأدعي أنه قريبي، وكان الله غفوراً رحيماً».
متقاعد يقول إنه لم يفوّت فرصة وفاة أي عجوز بالحي إلا واستغلها في طلب الإجازة، وموظفة أخرى تعرف غالبية أطباء المركز الصحي «لا يمر شهر دون طلبي إجازة صحية لمرض وهمي» وتضيف ضاحكة «ملفي امتلأ بإجازات صحية وهمية».
أحدهم يحفظ عن ظهر قلب قائمة بأسماء من يحق له الغياب حال وفاتهم ويقول «أحفظهم أكثر من جدول الضرب»، وآخر يلطخ يديه بكربون السيارة عمداً «يبعثني المسؤول بإجازة مبررة يوماً كاملاً لإصلاح السيارة».
أي وفاة مبرر للغياب
أحد المتقاعدين مؤخراً اعتاد الاحتيال على مسؤوله المباشر لتكرار الغياب ويقول «لا يمر أسبوع أو أسبوعان إلا وبجيبي إجازة مرضية».
ومن طرافة قصصه أنه كان يتغيب لوفاة أي عجوز بالحي، بداعي النسب وكل ما يحتاجه دليلاً لغياب مبرر، نسخة من شهادة الوفاة من أهل المتوفى و»كفى الله المؤمنين شر القتال».
موظفة أخرى تعرف غالبية أطباء المركز الصحي، ولا يمر شهر إلا وبحوزتها إجازة لمرض وهمي «أضغط على الأطباء بكل الوسائل لاستصدار إجازة مرضية، وفي النهاية أحصل عليها المسألة بسيطة».
تقول الموظفة دون أن تخفي ابتسامتها «مَلَفِّي الشخصي في العمل امتلأ عن بكرة أبيه بالإجازات المرضية، ولا يكاد يغلق إلا ليفتح من جديد».
أحدهم لطخ يديه بكاربون السيارة، وتوجه لمسؤوله يخبره أن سيارته معطّلة ومتوقفة بالشارع «يتعاطف معي المسؤول المسكين، ويقول لي تستطيع أن تعود للكراج».
مع انتهاء الدوام يتصل صاحبنا «المحتال» بمسؤوله يخبره أنه أنهى إصلاح سيارته، والمسؤول متعاطف معه «انتهى وقت الدوام ولا داعي لحضورك».
محتال 5 نجوم
يحفظ أحدهم عن ظهر قلب قائمة بأسماء من يحق له الغياب حال وفاتهم «أحفظهم أكثر من جدول الضرب»، سألناه «هل تفرح لموت أحدهم من أجل إجازة مشبوهة؟» يجيب «لا.. لكني أدمنت الغياب ولو مرة في الشهر».
مجموعة موظفات يتفقن ليلاً عبر الأجهزة الذكية للتسوق في اليوم التالي، يقررن الذهاب للطبيب لاستصدار إجازة مرضية، يلتقين عند العاشرة صباحاً في أحد المجمعات التجارية لأجل الإفطار والتسوق، تقول إحداهن «المسألة بسيطة ولا تحتاج كل هذا التعقيد».
وجهة النظر المغايرة
ليست المشكلة في طلب الإجازة، بل فيما يفعله الموظف حين يتغيب عن عمله بطريقة احتيالية غير مسؤولة، فكثيرون يتغيبون لأجل التملص من المسؤولية والعمل والدراسة أحياناً.
الإجازات الرسمية في البحرين كثيرة مقارنة بدول العالم، وتتجاوز أحياناً ـ26 يوماً في السنة، تتخللها أيام تعويض، عدا الإجازات الطارئة والمقرونة بحدث معين، إضافة للإجازات الأسبوعية والسنوية، والأخرى الخاصة بالمدارس والجامعات، والعطلة الصيفية وإجازة الربيع وأيام المذاكرة الامتحانية، فما مبررات الإجازات المرضية الوهمية وسواها؟.
يقول الطالب علي محمد حميد إنه رغم عشقه للإجازات الرسمية، إلا أنه لم يتحايل على القانون يوماً من الأيام، باعتباره مخالفاً للمروءة كما يقول وليس من الآداب الإسلامية والإنسانية في شيء.
الموظف هاني محسن يقول إن غياب ثقافة قداسة الوقت والعمل لدى بعض البحرينيين، جعلهم يحبون التراخي في العطاء والبذل، ولهذا فإنهم يفضلون النوم على العمل.
ويضيف «من المؤكد أن الإنسان يحتاج للراحة بين فترة وأخرى، لكن أن يحصل على إجازة مرضية وهمية أسبوعياً أو شهرياً، فهذه سلوكيات غير لائقة على الإطلاق».