في 16 ديسمبر، تبدو البحرين أكبر، يظهر العمق الحقيقي لتاريخها، ينمو الحب أشجاراً على أطراف طرقاتها. ليس مصادفة أن يكون لون علمها بلون الحب.في 16 ديسمبر تبدو البحرين أقوى. اللون يوحد شعبها، وكأنه استفاد من دروس التاريخ والأزمة. لا مجال لاختبار حلول «الغلبة»، «التوافق» كان كلمة السر دائماً، وما زال، وسيكون.البحرين اليوم، وهي تحتفل بالعيد الوطني المجيد والذكرى الثالثة عشرة لتولي جلالة الملك مقاليد الحكم، أكبر من الأوهام والظلام، وأشد رسوخاً من كل ما أريد لها وسط الموجات الإقليمية والدولية العاتية، ففي النهاية «لا يصح إلا الصحيح» كما يقول جلالة الملك. «الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويه»، وما تعرضت له البحرين يجعلها عصية على كل المشاريع التي تبغي سلخها من عروبتها وعمقها، حقائق التاريخ والجغرافيا والراهن تقول ذلك، والأهم أن شعبها قال كلمته وعبّر عنها بأفضل ما يكون التعبير، نظرة واحدة إلى شوارع المملكة وبيوتها هذه الأيام، كافية لتظهر ارتباط هذا الشعب بوطنه واستعداده للتضحية من أجله، هذه حقيقة واقعة لكل من يملك عينين مفتوحتين من دون نظارات مضللة.البحرين هذه المملكة الصغيرة الوادعة، استطاعت بقوة وحكمة أن تجتاز واحداً من أهم اختبارات المنطقة، لأن الرهان كان، ومنذ البداية، على الإنسان ووعيه وبصيرته ورغبته في العيش على هذه الأرض بعزة وكرامة وسلام. واليوم، وهي تنتظر كلمة ملكها فإنها تنظر إلى المستقبل مستفيدة من دروس الماضي لتجاوزه، عينها تحرس ضفافها ووحدة شعبها، والأهم أن عينها لن تنام بعد اليوم.يوسف البنخليل
970x90
970x90