بعد يوم من المذبحة التي وقعت في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون المدينة الصغيرة الهادئة في ولاية كونيتيكت شمال نيويورك، استفاقت الولايات المتحدة على صدمة وحزن وجدل حول قضية حمل السلاح.
منفذ المذبحة يدعى آدم لانزا، شاب في العشرين من العمر قتل أمه أولاً في المنزل، ثم توجّه إلى المدرسة حيث كانت أمّه تعمل، وكان هو تلميذاً منذ سنوات، وهناك قتل 20 تلميذاً لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات، بالإضافة إلى عدد من موظفي المدرسة.
وأشار عدد من أقرباء عائلته إلى أن لانزا كان يعاني من متلازمة التوحّد، وأنه كان من الصعب على أقربائه وعائلته التعامل معه بسهولة، ومنذ سنوات انفصل والداه، وغادر شقيقه إلى ولاية نيوجرسي.
وقتل 27 شخصا بينهم 20 طفلاً في مجزرة ارتكبها ذلك الشاب عندما اطلق النار داخل المدرسة الابتدائية، في حادث أحيا الجدل حول الأسلحة الفردية في الولايات المتحدة حيث دعا الرئيس باراك أوباما إلى اتخاذ اجراءات «فعلية» لتجنب مآس جديدة.
وقال الناطق باسم شرطة الولاية بول فانس أن حصيلة القتلى في مدرسة ساندي هوك الابتدائية بولاية كونيتيكت شمال نيويورك هي «20 طفلاً و6 بالغين والقاتل».
وعثر على امرأة قد تكون والدة مطلق النار، ميتة في شقة في نيويورك.
وندد أوباما بالجريمة «البغيضة» في كلمة مقتضبة بدا فيها شديد التأثر وغالب دموعه مراراً لإكمالها، مشيراً إلى أن الضحايا «بغالبيتهم أطفال، أطفال رائعون تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات».
ودعا إلى اتخاذ اجراءات «فعلية» لمنع وقوع حوادث مفجعة جديدة من هذا النوع، بعدما قال البيت الأبيض أولاً إن الوقت ليس مناسباً لخوض هذا الجدل.
وأمر أوباما بتنكيس الإعلام على كافة المباني الحكومية الأمريكية طيلة 4 أيام حداداً. وقال في كلمته وقد اغرورقت عيناه بالدمع إن «قلبنا محطم».
والأمريكيون منقسمون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالأسلحة النارية الفردية التي أدت في 2009 إلى مقتل 31 ألف شخص بينهم أكثر من 18 ألفاً انتحاراً.
ودعا رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى تعزيز القانون، الرئيس إلى «إرسال نص إلى الكونغرس».
ويؤكد معارضو إصلاح هذه القوانين أن حق امتلاك أسلحة مدرج في الدستور بموجب التعديل الثاني الذي تدافع عنه مجموعات الضغط المتخصصة بالسلاح بقوة.
وقال مؤسس «مؤسسة التعديل الثاني» ألان غوتليب إنه «متأكد من أن الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة المروعة كان يعرف أنه يستطيع الذهاب إلى ذلك المكان ولا يمكن لأي شخص أن يوقفه»، مشيراً إلى أن «المدارس أماكن يحظر حمل أسلحة فيها».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فان مطلق النار هو ابن مدرسة تعمل في المدرسة الابتدائية، ووصل إلى المدرسة مسلحاً بمسدسين الأول سيغ سوير والثاني غلوك.
وأضافت أنه ركز هجومه على اثنين من الصفوف الدراسية حيث قتل بدم بارد 20 طفلاً و6 بالغين.
وقالت الشرطة إن 18 طفلاً قتلوا على الفور في حين توفي الطفلان الآخران بعيد نقلهما الى المستشفى. ونجت من المجزرة جريحة واحدة. ومن بين البالغين الستة الذين أرداهم القاتل مديرة المدرسة والمعالجة النفسية فيها.
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية أن مرتكب المجزرة اسمه آدم لانزا وعمره 20 عاماً، وأن الشرطة استجوبت شقيقه راين البالغ من العمر 24 عاماً.
وعلى بعد أقل من كيلومترين عن المدرسة، حضر مئات الأشخاص قداساً في كنيسة كاثوليكية اكتظت بالحضور.
وقال أهالي تلاميذ وعاملون في المدرسة أن 100 رصاصة أطلقت.
وهذه المجزرة هي الحلقة الأخيرة في مسلسل طويل من الحوادث المماثلة التي ازدادت في الآونة الأخيرة.
ومجزرة نيوتاون هي إحدى أبشع المجازر في تاريخ المؤسسات التعليمية الأمريكية.
وتظاهر 50 شخصاً أمام البيت الأبيض للمطالبة بتشديد الضوابط المفروضة على اقتناء الأسلحة النارية.
وأثارت المجزرة ردود فعل غاضبة في العالم.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «استهداف أطفال عمل بغيض ويفوق التصور».
ووجهت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية التي لا تعلق عادة سوى على الحوادث التي تجري في دول أعضاء في الكومونولث، رسالة إلى أوباما تؤكد فيها تأثرها.
وفي لندن، اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه «صدم ويشعر بحزن عميق من هذا الحادث الرهيب الذي قتل وجرح فيه أبرياء».
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فأكد أن المجزرة «روعته». من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي في بيان «أود أن أعبر عن صدمتي بعد إطلاق النار المأسوي في مدرسة في كونيتيكت اليوم».
وفي موسكو، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تعازيه الصادقة» لأوباما بعد المجزرة، كما عبر عن «تعاطفه مع كل الشعب الأمريكي».
«وكالات»