أعلن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عن تخصيص وقف باسم صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لرعاية الطلبة المحتاجين للدراسة الجامعية والعليا، مشيرا إلى أنه يعد أول وقف موحد في البحرين يخدم جميع المواطنين دون التفريق بين الأديان والمذاهب والثقافات.
وقال عاهل البلاد المفدى ، في كلمة سامية بمناسبة العيد الوطني المجيد وذكرى تقلد جلالته مقاليد الحكم، إنه سيتم انتداب «نخبة من الرجال والسيدات الأفاضل من أصحاب الخبرة في الأعمال الخيرية والأوقاف للإشراف على الوقف وتنمية موارده لخدمة الطلبة».
ودعا جلالة الملك «الجميع إلى المضي قدماً والاجتهاد في طريق الإنجاز ومواصلة البناء في مختلف المجالات تحقيقاً لرفاهية المواطنين»، مؤكدا «استمرارية التواصل وطرح مختلف الرؤى بشفافية والحرص على التوافق الوطني، دون أي تدخل خارجي»، مؤكدا أن «البحرين ستبقى بلد القانون والمؤسسات والحريات والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات».
وأشار جلالته إلى أن «العيد الوطني المجيد هو عيد لما تحقق في بلادنا من نهضة سياسية ودستورية واقتصادية وتنموية منذ تأسيس البحرين كدولة مستقلة عربية مسلمة ، حتى عهدنا الحاضر»، مضيفا أنه «اخترنا هذا اليوم لتكريم المواطنين المخلصين ممن أفنوا حياتهم في سلك التربية والتعليم، وحضرنا لتكريمهم في هذه الجامعة (البحرين)».
وقال عاهل البلاد أن «البحرين تمّيزت بريادتها العلمية وقطعت شوطاً كبيراً في التعليم الأساسي للجميع , وتوفير أفضل الخدمات التربوية والتعليمية لجميع أفراد المجتمع».
وفيما يلي نص الكلمة السامية لجلالة الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحتفل اليوم بالعيد الوطني المجيد لمملكة البحرين الغالية بمرور واحد وأربعين عاماً على نيل العضوية الكاملة بهيئة الأمم المتحدة، وعيد جلوسنا الثالث عشر، مستذكرين ما آل إلينا من آبائنا وأجدادنا من إرث جليل، فقد بنوا وطناً آمناً مطمئناً قائماً على المحبة والتسامح والاعتدال، وستبقى البحرين بلد القانون والمؤسسات والحريات والتسامح بين مختلف الأديان والثقافات ... وأن عيدنا الوطني المجيد هو عيد لما تحقق في بلادنا من نهضة سياسية ودستورية واقتصادية وتنموية منذ تأسيس البحرين كدولة مستقلة في عهد جدنا الفاتح رحمه الله عام 1783م أي قبل أكثر من قرنين من الزمان كدولة عربية مسلمة، حتى عهدنا الحاضر .
وكما جرت العادة، اخترنا هذا اليوم المجيد لتكريم المواطنين المخلصين ممن أفنوا حياتهم في سلك التربية والتعليم، وحضرنا لتكريمهم في هذه الجامعة، حيث تمّيزت البحرين بريادتها العلمية وقطعت شوطاً كبيراً في التعليم الأساسي للجميع، وتوفير أفضل الخدمات التربوية والتعليمية لجميع أفراد المجتمع . شاكرين ومقدرين الروح الوطنية الطيبة التي تميز بها المتطوعون في هذه المهنة الشريفة، وأن قيامهم بدورهم التطوعي التربوي الوطني لن ينسى وقد سُجل لهم هذا الموقف في لوحة الشرف لمهنة التعليم النبيلة، كما نكرم اليوم المواطنين الآخرين الذين قدموا لوطنهم كل الولاء والإخلاص .
وبهذه المناسبة فإننا نعلن عن تخصيصنا لوقف باسم المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الوالد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه لرعاية الطلبة المحتاجين للدراسة الجامعية والدراسات العليا من أجل ضمان مستقبلهم بالعلم والمعرفة، وهو أول وقف موحد في مملكة البحرين يخدم جميع المواطنين دون التفريق بين الأديان والمذاهب والثقافات، وسوف ننتدب نخبة من الرجال والسيدات الأفاضل من أصحاب الخبرة في الأعمال الخيرية والأوقاف للإشراف على هذا الوقف وتنمية موارده وتوجيهه لخدمة طلبة العلم .
ختاماً .. وفي هذا اليوم الوطني العزيز، ندعو الجميع ، إلى المضي قدماً والاجتهاد في طريق الإنجاز ومواصلة البناء في مختلف المجالات تحقيقاً لرفاهية المواطنين الكرام، وإنه ليسعدنا ما نراه من تواصل بين مؤسسات مجتمعنا المدني بما يعود بالخيرعلى الجميع، فاستمرارية التواصل وطرح مختلف الرؤى بشفافية والحرص على التوافق الوطني كان ولا زال ميزة بحرينية خالصة، دون أي تدخل خارجي، مشيدين برجالنا في قواتنا المسلحة وقوى الأمن والحرس الوطني الذين هم على استعداد دائم لتوفير المناخ الملائم للتنمية والتطوير، بتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة جميع التحديات بما يعود بالخير والنفع على الجميع .
نسأل الله تعالى، أن يوفقنا وإياكم، لخدمة ديننا ووطننا، وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن يحفظ مملكتنا الغالية، إنه سميع مجيب الدعاء .
تهانينا للجميع، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعدها تفضل جلالة العاهل المفدى بتوزيع الأوسمة على المكرمين.