تشكل صواريخ أرض جو من نوع «باتريوت» التي ستنشر قريباً على الحدود التركية السورية، منظومة متطورة هدفها تأمين الحماية من التهديدات الجوية خاصة الصواريخ التي يمكن تزويد بعض منها بأسلحة كيميائية. ويشتهر الباتريوت الذي يستخدمه عدد كبير من جيوش العالم بسرعة تحركه الفائقة. فهو يستطيع في غضون عشرات الثواني أن يصيب هدفه ويدمره، من خلال الاصطدام به أو إطلاق عبوة عليه. وقد بدأت شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية العمل على هذا البرنامج في الستينات، في خضم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
ومن المقرر أن تنشر الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، في الأسابيع المقبلة، على الأراضي التركية 6 بطاريات بالإجمال تضم كل واحدة منها بضعة صواريخ.
ويمكن أن تضم هذه البطاريات صواريخ من نوع باك 3، الجيل الأخير من الصواريخ التي تثبت مجموعات تضم كل منها 16 صاروخاً على قاذفات متحركة «شاحنات»، وصواريخ باك 2 التي يمكن أن تضم المجموعة الواحدة 4 صواريخ. وتدمر باك 3 التي يمكن أن تبلغ سرعتها 5 آلاف كلم في الساعة، أهدافها عبر صدم الرأس مع كامل طاقتها الحركية، طبقاً للتكنولوجيا المسماة «ضربة على الهدف»، في فترة تناهز الدقيقة. وهي تتوجه نحو «نقطة إصابة» محسوبة قبل إطلاقها من جهاز كمبيوتر مثبت على الأرض. ويمكن إعادة احتساب المسار خلال الطيران وإعادة توجيه الصاروخ عبر الراديو.
أما صواريخ باك 2 فمزودة بعبوة «تنفجر على مقربة مباشرة من هدفها»، كما يقول الحلف الأطلسي.
ويدافع هذان النوعان من صواريخ باتريوت التي يبلغ طولها 5.20 متر وزنتها 320 كلغ، عن مناطق يبلغ قطرها 15 إلى 20 كلم. وتغطي رادارات هذه الصواريخ مسافة 150 كلم وستوضع في مواقع موازية للحدود مع سوريا من دون أن تكون ملاصقة لها.
وأشار الحلف الأطلسي إلى أن نشر الصواريخ «دفاعي محض» لأن الهدف منها هو تعزيز القدرات الدفاعية لتركيا التي تمتلك أسلحة فعالة زودتها الولايات المتحدة بجزء منها.
وأولى صواريخ باتريوت نشرتها القوات الأمريكية في الثمانينات. وقد استخدمت خلال حرب الخليج الأولى للتصدي لصواريخ سكود العراقية.
«فرانس برس»