تناول الكاتب كمال الذيب في مقالته « المفارقة» التحولات الفكرية أو الأيديولوجية في سياق التطور أو التحول الذي قد يصيب الأفراد والجماعات الحزبية، لافتة إلى أن ذلك يجعلنا لا نكاد نجد تفسيراً منطقياً وعقلانياً إلا ضمن منظور النفاق والانتهازية السياسية، لا أكثر ولا أقل. هذه المفارقة في جانبها المتعلق بالطائفية في مواجهة الهوية العربية تطرح ثلاث إشكاليات، الأولى تراجع في الفكرة العروبية لدى النخب والجماهير على حد سواء، والثانية الهروب الجماعي نحو الطائفية، خصوصاً بعد انهيار الدولة العراقية وبناء دولة طائفية على أنقاضها، الثالثة تتمثل في الهروب إلى الطائفية وبالتالي فإنه يعتبر في الحقيقة نموذجاً معاداً للديمقراطية.
سامي
أخي العزيز المشكلة ليست في التحولات التي ميزت المواقف في أوساط المعارضة، والتي أظهرت الاصطفاف الطائفي في أسوأ صورة، بل المشكلة الأخطر أن بعض المعارضة المستعجلة للوصول إلى السلطة ولا تمتلك مقومات تحقيق ذلك، ولأنها غير معنية بالمحافظة على استقلال البلاد واستقلال قرارها الوطني، وهي في عجلة من أمرها فإنها لا ترى مانعاً من استدعاء العامل الخارجي على نحو فج ومكشوف مثلما رأينا في صرخات الاستنجاد المزيفة وفي الحملات الإعلامية المفبركة وفي الجولات المكوكية على الدول والعواصم الخارجية في حين أن الحل موجود في الداخل. وأن دستور وقانون البلاد وتسامح السلطة وانفتاحها وتجربة البحرين الديمقراطية تسمح بالتقدم نحو مزيد من الحرية والديمقراطية دون الحاجة إلى هذه الزوبعة.
سعيد
الأستاذ كمال.. المفارقة الثانية التي يمكن طرحها في سياق مقالكم أنه وإذا كان الجدل مع السلطة السياسية التي اختارت الديمقراطية نهجاً والمشاركة الشعبية في السلطة طريقاً، قد أصبح ممكناً بعد التحول الديمقراطي وضمان الحريات، ومنها حرية التعبير، فإن أمر الجدل مع المعارضة والمعارضين من مفردات المسألة الديمقراطية أو من الممارسات على الأرض، ليس من السهل تحقيقه دون التعرض للاتهام حيث تحولت المعارضة عندنا إلى' مقدس' خاصة تلك المعارضة التي تحتمي بأنواع المرجعيات التي تصنف بالمقدسة.. ولذلك فإن أي نقاش معها حول هويتها أو لتقييم سلوكها أو برامجها ومواقفها لا يواجه إلا بالرفض والتشكيك.
ossama
الواقع يقول إنها لا مفارقة ولا شيء الواقع يقول هذه هي طبائعهم وهذا هو ما يؤمنون به وما تطبعوا به من زمان: يقولون ما لا يفعلون ويفعلون عكس ما يقولون، إننا نعرفهم على حقيقتهم ولذلك لا نصدقهم أبداً لا فيما يقولون ولا فيما يفعلون ولله الأمر من قبل ومن بعد فهو الذي نجانا من تآمرهم.