كشفت دراسة علمية أن الهواتف الذكية تحتوي على كميات من المواد الكيميائية السامة التي تنطوي على خطورة على البيئة وصحة المستخدم مثل البرومين والزئبق.
وشملت الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني «تيك هايف» المعني بأخبار التكنولوجيا إجراء اختبارات على 36 هاتفاً محمولاً مختلفاً تم إنتاجها على مدار السنوات الخمس الماضية حيث تم تفكيك كل هاتف وإخضاعه لاختبارات بحثاً عن 35 مادة كيميائية ثم إعطاءه درجة من واحد إلى خمسة حسب تركيز المواد الكيميائية السامة في مكوناته الداخلية.
وقال جيف جيرهارت مؤسس ومدير أبحاث الموقع الإلكتروني «هيلثي ستاف دوت أورج» الذي أجرى الدراسة بالتعاون مع موقع «أي فيكسيت دوت كوم» إن شركات التكنولوجيا «اتخذت بالفعل خطوات ملموسة نحو مواجهة هذه المشكلة عن طريق استخدام عدد أقل من الكيماويات السامة، وأعتقد أن هذا سوف يؤدي إلى منتجات أفضل وصحية بشكل أكبر».
وأضاف أن «التحدي الذي يواجه الصناعة هو كيفية تصميم منتجات تحتوي على مواد كيميائية أكثر أماناً تؤدي نفس الوظائف».
وفي الوقت الذي تشهد فيه صناعة الهواتف المحمولة تحسناً على طريق إنتاج أجهزة تحتوي على مواد أقل سمية، فإن الهواتف القديمة التي تشق طريقها الآن إلى صناديق القمامة تحتوي على كميات أعلى بكثير من الكيماويات الضارة، وبالتالي فإذا لم يتم التخلص منها بشكل صحيح، فإن هذه المواد الخطرة قد تنبعث في الهواء أو تتسرب إلى باطن الأرض لتلوث المياه الجوفية والمحاصيل الزراعية.
ويقول جيرهارت إنه بالإضافة إلى تأثيرها السيئ على البيئة، فإن هذه الكيماويات ترتبط أيضاً بالعديد من الأمراض الخطيرة حيث إن البرومين والكلورين والرصاص والزئبق على سبيل المثال، وكلها مواد تدخل في صناعة مكونات الهواتف، تؤدي إلى تكوين الديوكسين وهي مادة خطيرة تؤثر على الصحة الإنجابية والنمو ويمكن أن تدمر الجهاز المناعي للجسم وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وينصح لهذه الأسباب بعدم الاحتفاظ بالهواتف الذكية القديمة في المنزل أو إعطائها للأطفال كي يلعبوا بها، بل لابد من إخراجها من المنزل في أسرع وقت، وتسليمها إلى الجهات المسؤولة عن إعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية في حالة توافر هذه الجهات، حيث إن هذه الخطوة تساعد في منع تسرب المواد الضارة إلى البيئة وتقلل من الحاجة إلى تعدين كميات إضافية من هذه المواد من باطن الأرض لاستخدامها في صناعة الإلكترونيات.
وتقول وكالة حماية البيئة الأمريكية إن جهود إعادة التدوير تستعيد مواد خام بأكثر من مائة مليون دولار في الولايات المتحدة كل عام من الأجهزة الإلكترونية القديمة، مع ملاحظة أن عدد الهواتف المحمولة القديمة التي تخلص منها المواطنون الأمريكيون عام 2009 على سبيل المثال بلغ 129 مليون جهاز.