قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن تجربة المنامة في هذا العام من خلال عاصمة الثقافة العربية كانت غنية بمنجزات ثقافية وفكرية استثمرت الموارد الموجودة واستعادت العديد من الأمكنة، وتسعى المنامة للمثل في عامها المقبل الذي يشهد حدث «المنامة.. عاصمة السياحة العربية 2013».
وأكدت الوزيرة أن المنطقة التاريخية التي تختص بها المنطقة، تكشف حضارات إنسانية لم تتوقف عن صياغة سلوكيات وتيارات فكرية فريدة مشتقة من بيئتها وطبيعتها وتكوينها المكاني والمدني، مشيرة إلى تمكن مملكة البحرين من أن تعبر بهذه الصياغات الإنسانية إلى مشاريع ومنجزات عمرانية وفكرية بدأت بمباشرة أدوار ثقافية وفكرية وتفاعلية مع الجمهور، حيث إن مثل هذه المعالجات الذكية من شأنها استيعاب المخزون المكاني وتوثيق مراحل مختلفة، ونقل المعاينات البصرية إلى مستويات إدراكية وتفاعلية أعمق.
وقدمت الوزيرة خلال مشاركتها أمس الأول في المؤتمر والمعرض الدولي الثالث «الحفاظ على التراث العمراني – الحاضر والمستقبل بإمارة دبي، عرضاً مكثفاً حول «الحفاظ على التراث العمراني في مملكة البحرين»، تناول الاستراتيجيات الثقافية والأداة العمرانية في تأصيل فكرة المكان والسلوك الإنساني الحضاري الذي ينعكس في شواهد مكانية وعمرانية، مشيرةً إلى الأداة الثقافية وفكرة المكان هي ما تبقي هذا التاريخ وتلك الحضارات قيد الذاكرة.
وتابعت الوزيرة أن هذا التراث الغني يملك ركائز ثقافية ومقومات حضارية مازال بإمكاننا اكتشاف المزيد منها، وعلينا كمثقفين أن نقوم بالاشتغال على هذه القواعد الفكرية وتمريرها للأجيال اللاحقة في مشاريع ثقافية تجعل من هذا المنجز مجرد بداية لما هو أبعد.
واستعرض المؤتمر العديد من الأجندة التي تتوجه إلى طرح استراتيجيات الحفاظ العمراني في الدول الخليجية والعربية، وأثرها على تأهيل وتطوير المراكز التاريخية للمدن. كما تضمن العديد من الدراسات التي تشرح معايير وأساليب الحفاظ العمراني للمدن القديمة من خلال جلسات حوارية وورش متصلة، اشتغلت على البعد التطبيقي في الحفاظ العمراني بالتطرق إلى مجموعة من المحاور، أهمها: تصنيف الزخارف التقليدية في دبي، إعادة استخدام المباني التاريخية في العرض المتحفي، منهجيات التعامل مع الفراغات العامة في المناطق التاريخية، إلى جانب أهمية الحفاظ على التراث العمراني والمعماري الإسلامي في البيئات غير الإسلامية.
من جهة أخرى اتخذت جلسات «إدارة التراث العمراني في المناطق التاريخية» محاور مهمة طرحت استراتيجيات جديدة ومعتمدة للحفاظ على الموروث الثقافي تقدمت بها لجنة التراث الإسلامي بالإيسيكو، كما ناقشت الطرق المستدامة لحفظ مراكز المدن وتوثيق تأريخها عبر نماذج متعددة، اتصلت بالمناظر الثقافية في المغرب وسبل إنجاح التسيير التراثي، انتهاءً إلى دور التراث العمراني الإسلامي في الحفاظ على الكيان الاجتماعي بقلب المدينة العربية.
يشار إلى افتتاح معرض دولي لأهم ما توصلت إليه الشركات العاملة في مجال الحفاظ على التراث العمراني، إضافة إلى تواجد الجهات الحكومية والرسمية العاملة في ترميم المباني التاريخية وتأهيلها وإدارتها.