كتب - هشام الشيخ:
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن «العمل على تحقيق الاتحاد بين دول مجلس التعاون، مستمر ويجري بتأنٍ (...) والحذر والحكمة مطلوبان»، وأنه «لا يمس سيادة الدول»، موضحاً أن «هناك مشاريع وحدوية في المنطقة لم يكتب لها الاستمرار وبعضها ليس له وجود حالياً، بينما مجلس التعاون لايزال موجوداً وحقق إنجازات، وبعضها لم يكتمل».
وأضاف الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال مشاركته في جلسة مجلس النواب العادية التاسعة من دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث التي عقدت صباح أمس، أن الاتحاد الخليجي يماثل تجارب كثيرة في العالم مثل الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنه لا يوجد شيء مخفي في ما يتعلق بهذا الشأن، وبيانات مجلس التعاون معلنة وواضحة».
وبين أن مملكة البحرين كانت أول المرحبين بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى التحول نحو الاتحاد، وهو دليل أن قادة البحرين ودول مجلس التعاون يستجيبون لمطالب شعوبهم. مشيراً إلى أن الأمر تطلب عملاً كبيراً مازال يجري بين دول مجلس التعاون من خلال هيئة الاتحاد التي تم تشكيلها من 3 ممثلين من كل دولة.
وأردف «المستقبل واضح وهو الوحدة، وكل ما يتم الاتفاق عليه سيصب في استكمال مسيرة المجلس ويتم البناء على ما تم تحقيقه».
وعن طبيعة العلاقة بين دول مجلس التعاون حالياً نفى الوزير وجود أي فرقة بين دول المجلس، قائلاً «شعوب وحكومات دول الخليج موحدة، وتدعم بعضها على هذا الأساس، مشيراً إلى أن «ذلك ظهر جلياً حين تعرضت الكويت للاحتلال البغيض وحين تعرضت البحرين لظروف استثنائية ووقفت جميع الدول معنا فليس هناك تشرذم، موقفنا واحد».
وأضاف «اليمن عمق حيوي وأكثر دولة بذل فيها مجلس التعاون جهداً لدعم استقرارها من خلال العمل المتواصل في مبادرة دول المجلس، وكذلك الحال بالنسبة للأردن الذي تدعمه دول الخليج (..) وفي ما يتعلق بمصر فهي بلد شقيق ومهم والعلاقات قائمة بينها وبين المملكة وقد لا يكون جهد جماعي مع دول المجلس في هذا الشأن».
وقال النائب عادل المعاودة مخاطباً قادة دول مجلس التعاون «هذا ليس مقام التأني، إنما خير البر عاجله.. ماذا ننتظر، الأخطار نعرفها ومحدقة، وممكن إنجاز اتحاد جزئي نبني عليه فيما بعد»، مضيفاً «يجب أن تتقوا الله في شعوبكم فأنتم كما تقولون موظفون عند شعوبكم، ويجب علينا أن نستوعب الدرس، هناك تغيرات جذرية لم تكن متوقعة، صحيح أن في الخليج علاقة الشعوب والقيادات قوية، لكن نطالبهم القيام بما أوجب الله على الحاكم، وهي حفظ الدين والعقيدة ثم حفظ حقوق الناس وفي مقدمتها حفظ الأمن، موضحاً أنه يصعب الحفاظ على الأمن ونحن متشرذمون وهناك أعداء متربصون ونحن نقدم رجل ونؤخر أخرى، والله تعالى يقول (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة).
وأضاف «كل دولة خليجية ضعيفة ولو كثرت الأرصدة، رحم الله الشيخ زايد لو كانت البحرين اتحدت مع الإمارات لما كنا في هذا الحال»، ولابد أن تراعى مصالح الشعوب لا مصالح الذوات والقبائل والأبناء.
وقال «ليأتين الدور على دول الخليج واحداً واحداً، وأقول لمن رأى أنه مستغنٍ عن الوحدة: يأتي الموت لكل حاكم ولا حرس ولا رجال أمن وأول ما يسأل عنه هؤلاء الملايين من الشعوب، مضيفاً «نحن نغرق في البترول واليمن والأردن ومصر تحتاج إلى الدعم، لقد قسمنا أعداؤنا ورضينا بهذا التقسيم».
وأضاف «اسمعوا كلام الشعوب، فهي متحدة وعائلة واحدة، في حين أن أوروبا 27 دولة مختلفة الأعراق واللغات، لماذا نرضى أن نكون ضعافاً، أخشى أن يكون سبب هذا التفرق الحرص على كرسي واحد، (...) هذه ليست عزبة هذا مصير شعوب».