عواصم - (وكالات): تدور مفاوضات لإخراج المقاتلين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق وتحييده عن النزاع السوري، بعدما شهد غارات جوية واشتباكات بين معارضين وموالين للنظام. وقال مصدر فلسطيني إن «تنظيمات فلسطينية محايدة دخلت في مفاوضات بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية لإبعاد النزاع عن المخيم»، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات «لم تصل حتى الساعة إلى نتيجة».
وتهدف هذه المحادثات إلى إخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام، على أن يعهد بأمن المخيم إلى شخصيات فلسطينية «محايدة».
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام أن «الجيش السوري واصل استقدام التعزيزات إلى مشارف مخيم اليرموك استعداداً لدخوله، فيما قامت عناصره بإغلاق الطرق المؤدية إليه حفاظاً على أرواح المواطنين».
وكان الطيران الحربي السوري شن غارات جوية على المخيم الذي يضم نحو 150 ألف فلسطيني، مع تحقيق المقاتلين المعارضين تقدما في إحيائه، مع سعيهم إلى طرد مسلحين فلسطينيين موالين للنظام، تنتمي غالبيتهم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة».
وغادر عدد كبير من سكان المخيم إلى لبنان المجاور، حيث أبلغ مصدر في الأمن العام اللبناني أن قرابة 2200 فلسطيني عبروا الحدود السورية اللبنانية.
وفر نحو 100 ألف فلسطيني من المخيم على أثر المواجهات الأخيرة كما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الاونروا». وأطلقت الأمم المتحدة نداء للحصول 1.5 مليار دولار لمساعدة نحو مليون لاجئ سوري وكذلك 4 ملايين سوري آخرين تضرروا من جراء النزاع من دون أن يغادروا البلاد.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن «النزاع يتزايد وحشية وعشوائية وخلف خسائر كبيرة».
من جهته، دعا المفتي العام لسوريا أحمد بدر الدين حسون معارضي نظام الرئيس بشار الأسد إلى السعي لتغيير النظام بالحوار وليس بالقوة.
وقال إن «الذين يدعون أنهم معارضة خارجية سيجبرون في النهاية على الجلوس إلى طاولة الحوار»، داعياً هؤلاء «للمبادرة إلى ذلك قبل أن يجبروا عليه»، وكل من يحملون السلاح إلى «التوقف عن ممارساتهم لأن تغيير النظام لا يكون بالقوة بل بالحوار». وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع دعا في حديث مع صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من سوريا وإيران إلى «تسوية تاريخية» لأن أياً من طرفي النزاع غير قادر على حسم النزاع عسكرياً.