كتبت ـ عايدة البلوشي:
«زوجتي موظفة ولا تشم رائحة المطبخ عدا يومي الجمعة والسبت» يقول أحمد حسن، ويضيف «مطاعم الوجبات السريعة لديها الحل لمشكلة الزوجة الموظفة».
تصل الموظفة حنان علي منزلها بتمام الثالثة ظهراً ولا تجد متسعاً من الوقت لإعداد الطعام «نلجأ غالباً للمطاعم من باب التغيير»، فيما يجد محمد سعد في عزوف المرأة الموظفة عن المطبخ نوعاً من الكسل «الموظفة لا وقت لديها للطبخ ما بال غير الموظفات؟».
وترى لطيفة محمد في تنوع قائمة الوجبات بالمطاعم سبباً في الإقبال عليها وسرقة النساء من المطبخ «النتيجة زيادة في مصروفات الأسرة، وراحة بال لربة المنزل».
المطبخ خارج الحسابات
تعمل زوجة أحمد حسن 31 سنة في قطاع التعليم، تقضي يومها في المدرسة وتعود بتمام الثانية والنصف «نعتمد على المطاعم طوال أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت على اعتبار أنها أيام إجازة».
لا يفضل أحمد تناول الوجبات السريعة «قبل الزواج كنت أفضل الطعام من يدي والدتي، اليوم أفتقد لذة الأكلات المنزلية».
ويضيف «بيت الوالد في الرفاع وأسكن مع زوجتي بالمحرق وموقع عملنا في المنامة، ونجد صعوبة في الذهاب إلى بيت الوالدة لتناول طعام الغداء».
وتشاركه الرأي حنان علي الموظفة بالقطاع الحكومي «السبب في اعتماد المرأة على المطاعم السريعة انشغالها بالعمل، ولا تستطيع إعداد الطعام، فالدوام الرسمي ينتهي الثانية والربع ظهراً، وتصل المنزل مع الزحام المروري تمام الثالثة، فكيف لها إعداد الطعام؟».
والسبب الثاني لخيار الوجبات السريعة تقول حنان «من باب التغيير والتنوع».
لا شيء سوى الكسل
«البحريني توجه لمطاعم الوجبات السريعة لكسل الزوجة ولا مبرر آخر سواه» يرى الموظف محمد سعد ويضيف «الرجل اليوم يتمنى أن يأكل من الأطعمة المعدة بالمنزل ولكن هيهات».
يفتقد محمد لذة الأطعمة المنزلية ويرقب الماضي بحنين «من النادر أن نجد فتاة تجيد اليوم إعداد الأرز واللحم والمجبوس»، ويصف الجيل الحالي بـ»جيل يعاني من مرض الكسل إن صح التعبير».
ويوجه محمد أصابع الاتهام إلى الفتاة في عدم إجادتها فنون الطبخ واعتمادها على المطاعم السريعة، ولا يجد في عمل المرأة مبرراً لعدم إجادتها طرائق إعداد وجبة منزلية، ويسأل «ماذا عن المرأة غير العاملة؟».
ويضيف «حقيقة الأمر أن هناك نساء كثر لا يرغبن بدخول المطبخ وهن ربات منزل ويفضلن المطاعم، ما حجتها؟ لا يجب أن نجعل عمل المرأة سبباً في انصرافها عن المطبخ وتتحمل جزءاً كبيراً من المشكلة».
مصروفات إضافية
وترى لطيفة محمد في الوجبات السريعة سبباً لسرقة النساء من المطبخ «نجد كثيراً من النساء لا يرغبن دخول المطبخ، لأن المطاعم توفر كل ما تحتاجه الأسرة من وجبات وطرائق إعداد مبتكرة ومتنوعة، وتضيف «المطاعم تؤثر على ميزانية الأسرة بشكل كبير خاصة للأسر محدودة الدخل».
إبراهيم سلمان رب لأسرة من 6 أفراد يقول «الوجبات الغذائية السريعة دخلت في حياتنا بشكل كبير جداً، وأصبحنا نعتمد عليها بصورة مبالغة» ويتابع «الأطفال خاصة يفضلون تناول الوجبات السريعة عن المحضّرة بالمنزل، دون الالتفات إلى الأضرار الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية».
دخل إبراهيم لا يتجاوز 660 ديناراً «إذا أردنا تناول الوجبات السريعة بواقع 3 مرات أسبوعياً والوجبة الواحدة كأقل تقدير ديناران، المجموع 36 ديناراً في الأسبوع و144 ديناراً شهرياً، كيف يمكن تأمين باقي الاحتياجات؟».
يؤمن إبراهيم بالأضرار الناجمة عن الاستمرار في تناول الوجبات السريعة «إلا أن الأسرة لا تفضل سوى الوجبات السريعة».