كتب - وليد صبري:
لا يخفي الحاج أبوأنس 58 عاماً ولعه الشديد بتناول اللحوم المشوية، خاصة المشوية على الفحم، ولا يظن أن باستطاعته التوقف عن تناولها، مع علمه بالأخطار الصحية والمضاعفات الناجمة عن الإفراط في تناول المشاوي، وتسببها برفع نسبة الكولسترول بالدم.
ويقول أبوأنس إنه لا يضع في اعتباره الفائدة الغذائية من تناول اللحوم المشوية، فهو حريص على ممارسة عادة الشواء على الفحم مرة كل أسبوع على الأقل، بصحبة الأهل والأصدقاء «يستغرق إعدادها من 3 إلى 4 ساعات، ويمكن تقليص المدة لنصف ساعة بطلب الوجبة من أحد المطاعم».
ورغم أن أبوأنس ربما يعاني من التهابات في المعدة أو يشعر بتلقصات معوية بعد تناوله وجبة الشواء الدسمة يضيف «لا آبه لذلك وأفضلها على الأطعمة المسلوقة وأنواع الحساء».
ولده أنس يخالفه الرأي «ربما أتوقف عن الإفراط في تناول اللحم المشوي، إذا ما تأكدت أضراره الصحية ومضاعفاته، خاصة الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين والسرطان».
تناول المشويات بشروط
ولا يجادل الأطباء في ضرورة الغذاء للحفاظ على حيوية جسم الإنسان، وسلامة عقله وبدنه، إذ تتوقف عليه حيويته ونشاطه وقدرته وإبداعه، ومدى استمتاعه بالحياة ونفعه وعطائه لمجتمعه وللمحيطين به، ويقولون إن العلاقة مباشرة بين الغذاء السليم وبين النشاط البدني والنفسي والسلامة من الأمراض.
ويقول استشاري الأمراض الباطنية د.محمد خليفة «طريقة إعداد الطعام غالباً ما تكون في صورة شواء أو قلي، وبالنسبة للشواء يفضل استخدام الشواية الكهربائية وتجنب الشــــواء على الفحم» ويضيف «الأخير يسبب عسراً بالهضم ويزيد من حدة الغازات الناتجة عن امتصاص الغذاء المشوي على الفحم بسبب انبعاث كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وانتقالها إلى الجهاز الهضمي، والأطعمة المشوية قد تؤدي للإصابة بالديدان والطفيليات».
ويرى د.خليفة ضرورة عدم استعمال الدهون المجمدة سواء أكانت نباتية أو طبيعية «السمن النباتي أو الزبدة»، نظراً لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون المشبعة بالكوليسترول والدهون الثلاثية التي تسبب ارتفاعاً بنسبة الكوليسترول الضار بالدم وانخفاض الكوليسترول النافع «النتيجة الإصابة بتصلب الشرايين، خاصة لمن يعانون من أمراض السكري والضغط».
وينصح «يجب أن يُقلى الطعام بالزيت، خاصة المستخرج من نبات عباد الشمس أو الذرة، وأن نضع في الاعتبار نزع جلد الطيور أو السمك عقب قليها مباشرة».
ويتابع «طريقة الشواء الصحيحة ملائمة للمرضى والأصحاء لأنها تجنبهم تسرب كمية الدهون للدم باعتبارها تسيل خلال الشواء، والشواء يقلل من نسبة السعرات الحرارية للحوم» ويواصل «اللحوم المشوية من أفضل الأكلات لمرضى التخسيس والمصابين بالسكري، ومتاعب الجهاز الهضمي، شرط الشواء على الشواية الكهربائية وتجنب الفحم».
وإذا ما كان هناك اضطرار من استخدام الفحم في الشواء «يجب أن تكون اللحوم أو الدواجن المراد شيها بعيدة بمسافة ملائمة عن الفحم».