كتب - حسين التتان:
جابر علي الحلواجي، اسم صامد في سوق المنامة، وما يزال يقاوم أشكال المدنية الحديثة وإهمال التاجر البحريني.
شاب من عائلة بحرينية عريقة، تصنع أنواع الحلوى المحلية على الإطلاق، يكافح اليوم لتظل حلوى جده الكبير، العلامة التجارية الأفضل بالمملكة.
يربط علي الحلواجي تاريخ صناعة الحلوى بالبحرين بعائلته «صناعة الحلوى البحرينية بدأت مع جدي والد أمي، المرحوم الحاج خليل الحلواجي».

صناعة الحلوى في البحرين قديمة جداً «بدأها جدي إبّان الحرب العالمية الثانية، وكانت هناك عوائل كثيرة بالمنامة تعمل بصناعة الحلوى، مثل عوائل جعفر الحلواجي وضيف والقباط وقناطي».
مع مرور الزمن أخذ المهنة جده الآخر والد أبيه الحاج عبدالحسين الحلواجي «أتقنها واحترفها، وورثها لأبنائه وأحفاده».
يقول جابر إن الأشخاص العاملين بالمهنة حالياً هم قلة من أفراد العائلة يُعدّون على الأصابع «تحديداً لا يتجاوزون 5 أشخاص، نحن الوحيدون اليوم الذين نعمل في صناعة الحلوى بالبحرين، إلى جانب عائلة شويطر».
مكثنا في دكان الحلواجي برهة من الزمن، لم نجد سوى كبار السن والرجال والنساء، ممن يقدمون خصيصاً لشراء الحلوى البحرينية، فالحلويات الحديثة أثرت بصورة مباشرة على سوق الحلوى المحلية.
يضيف الحلواجي «نحن الوحيدون اليوم في البحرين نصنع الحلوى بأيدينا، ولا نستعين في عملية صنعها بالأجانب والآسيويين، ولهذا ظل الطابع المحلي ميزتنا عن باقي صنّاع الحلوى اليوم، ممن يعتمدون على العمالة الآسيوية بنسبة 100%».
طرائق التحضير
طريقة تحضير الحلوى البحرينية وخصائصها يجملها جابر «الحلوى البحرينية تتكون من الماء والسكر والنشاء وجوهر الليمون والدهن، إضافة للمكسرات والزعفران والهيل وماء الورد، في حال أراد الزبون أن تضاف إليها هذه النكهات الشعبية ذات الرائحة المميزة».
ويتابع «يستغرق صنع الحلوى بوزن 50 كغ حوالي نصف ساعة إلى 45 دقيقة، ويكون العمل طيلة وجود الحلوى في القدر بطريقة مباشرة، أي أننا لا نبرح مكان الطباخ أبداً».
ويستخدم أدوات لخلط المواد داخل القدر «عبارة عن مضراب خشبي نحركه بأيدينا، أو نستخدم مضراباً آلياً، لكن الضرب باليد أفضل من الضرب الآلي، لأنه يعطي الحلوى طعماً خاصاً مميزاً، والضرب اليدوي يخلق مزاجاً خاصاً لطابخ الحلوى».
للحلوى البحرينية أنواع ومذاقات «في الحقيقة لدينا 3 أنواع من الحلوى، الأول يسمى الحلوى الملكي، وهو من أجود الأنواع، ويصنع من دهن البقر، وتكون مكسراته عادة من الجوز، ولونه لون الزعفران، وطعمه لذيذ للغاية، وسعر الكيلو الواحد 3 دنانير، والنوع الثاني نطلق عليه حلوى أبو دينارين، والثالث الحلوى العادي ونسميه أبو دينار ونصف، وهناك حلوى العلوك أو الحريصة، كما يطلق عليه في بعض مناطق البحرين»، وإضافة للحلوى البحرينية هناك أنواع أخرى يصنعها الحلواجي، مثل الخنفروش والعسلية والرهش والمتاي والزلابية.
يشعر الحلواجي بالأسى والحزن بسبب أن صناعة الحلوى تعدّ من الصناعات الوطنية والتراثية، لكنه يأسف أن الحكومة لا تدعم هذه الصناعة، حتى في مواسم ثقافية تسعى خلالها الجهات المعنية لإبراز التراث البحريني «كأن هذه الصناعة لاتهم الجهات المسؤولة، إضافة إلى عدم اهتمام أصحاب المهنة بصناعتهم لعدم جدواها المادية».
ويقول «عدم اهتمام الحكومة بهذه الصناعة، وتجنب الإشارة إليها في المحافل التراثية كصناعة تحتاج دعماً، فإنها ستزول لا محالة».