كتبت ـ شيخة العسم:
«الرنجينة» طبق حلوى فارسي بنكهة بحرينية، يحبه الكبار قبل الصغار، ومكوناته تختلف وتتعدد من طابخة لأخرى، مذاقه طيب صيفاً ويتحول شتاءً إلى «بثيثة» لا تعوّض بأطباق الدنيا، وهي قبل كل شيء تسهّل طلق الحامل، إذ لا ولادة متعسرة مع طبق «الرنجينة».
تحلق الأطفال حول أمهم بانتظار أن يصيبوا حصتهم من طبق الرنجينة اللذيذ، بينما انهمكت هي بإعداد الطبق والعرق يتصبب من جبهتها، وأخيراً انتهت من رص المقادير في الصينية وتركتها لتبرد، دون أن تغفل عن الصبية المتوثبين للانقضاض على الطبق والتهامه عن آخره.
تأخذ الأم ما تبقى من المقادير لصنع «المعفوسة»، المقاربة بالطعم لوجبة «الخبيص» كما يقول علي أحمد 62 سنة ويضيف «أتذكر مواقف صنع الرنجينة عندما كنت صغيراً وأمي تعد الطبق».
ويقول إن أصل الطبق فارسي وكذا الاسم، ومعنى رنجينة «ملون»، ويواصل أحمد «البحرينيون يحتالون في صنع الرنجينة للحصول على وجبة كاملة، خاصة في أزمنة لم تكن فيها الوجبات الكاملة بمتناول اليد كما هي اليوم».
لا فصل لـ «الرنجينة»
يتكون طبق الرنجينة من الرطب الأصفر كمادة رئيسة، وتشير الدراسات العلمية إلى أن الرطب يحوي هرموناً يُدعى «البيتوسين» يقوي العضلات الرحمية وينظم الانضباطات العضلية، وهذا الهرمون يؤدي عملاً وعكسه في آن واحد تبعاً لحاجة الجسم، ويزيد نسبة الطلق عند الولادة، إذا كان الطلق بارداً.
أم علي تواظب على إعداد «الرنجينة» لهذا السبب بالذات «حلوى الرنجينة تعد صيفاً في موسم الرطب، ومن الضروري أن يكون طرياً».
أم علي ورثت طريقة صناعة طبق الرنجينة من والدتها وجدتها «أعددنه للمرأة الحامل التي تلد قريباً باعتباره مفيد جداً، وهو طبق مازلت أعده في جميع المواسم وليس صيفاً فقط، فوجود الثلاجة تحفظ الرطب مثلجاً واستخدامه شتاءً في صنع الرنجينة».
البثيثة لفصل الشتاء
شريفة حسن تعلمت إعداد الطبق من والدتها «مازلت أعده لأطفالي وهم يحبونه كثيراً ويقدمونه على ما سواه من أطباق، والوجبة صحية ومفيدة ولذيذة في آنٍ واحد».
تفضّل شريفة إعداد «الرنجينة» صيفاً لأن مكونها الأساس «الرطب» يكون طرياً وصحياً «أعوضها شتاءً بطبق «البثيثة» القريب جداً من «الرنجينة»، والفرق أن البثيثة تُصنع من التمر ويكون ناشفاً، بينما «الرنجينة « طبق سائل ومرصوص».
تشتري شريفة أحياناً طبق «الرنجينة» من محال صنع الحلويات لأنها متوفرة بكثرة «لكنها ليست بنفس المذاق الطيب الذي أعده بنفسي في المنزل».
المقادير وطريقة الإعداد
أم رمضان طباخة تعتاش من مهنة إعداد الأطباق الشعبية «الرنجينة طبق فارسي وليس بحرينياً، مفيد جداً للمرأة الحامل والأطفال وضعاف البنية».
وتزعم أم رمضان أن الجيل الجديد لا يعرف «الرنجينة» كثيراً ويعوّضها بالأطباق المستوردة من الخارج «الطبق أثير لدى كبار السن ويحبونه كثيراً، ويشتد الإقبال عليه صيفاً، دون أن يتوقف الطلب في باقي الفصول».
وتجمل أم رمضان مكونات طبق «الرنجينة» وطريقة إعداده «كوب رطب منزوع النوى، كوب ونصف دقيق أسمر، زبدة، فستق مطحون للتزيين، ماء ورد، هيل مطحون، ملعقة صغيرة قرفة، قليل من الزعفران».
وتشرح طريقة الإعداد «ننزع النوى عن الرطب ونقلبه على نار هادئة مع ملعقتي زبدة حتى يلين الرطب، ونضيف ملعقة هيل وأخرى قرفة وقليل من الزعفران و3 ملاعق من ماء الورد ونقلب الخليط جيداً، ونرفعه من على النار حتى يبرد».
وتضيف أم رمضان «نقلّب الطحين على نار هادئة حتى يسمر لونه ويصبح بنياً، بعدها نخلط الطحين مع الزبدة حتى يتماسك تماماً، ونفرش نصف مقدار الطحين في قعر صينية ونضع عليه الرطب منزوع النوى، ونسوي السطح ونضع باقي الطحين، ونترك الصينية في الثلاجة حتى يتماسك المزيج من ثم نرش الفستق والهيل، ونقطع الرنجينة إلى مكعبات صغيرة».