كتب - عبد الله إلهامي:
أكدت أخصائية علم الأنسجة والخلايا بقسم المختبر في مجمع السلمانية الطبي د.راوية مبارك مطابقة الفحوصات المخبرية الجينية الجزيئية لسرطانات القولون والرئة بالمجمع لأحد المختبرات المعتمدة في بريطانيا، مشيرة إلى أن المرحلة التجريبية لهذه الفحوصات للمصابين بالطفرات الجينية من مرضى السرطان انطلقت في أبريل 2011 كبداية لاعتماد تلك الفحوصات المخبرية بشكل دقيق في نهاية العام المقبل، وتستدعي هذه المرحلة تجميع الفحوصات التجريبية وإعادة فحصها داخل مختبر السلمانية ومقارنتها بمختبرات خارجية. وأوضحت د.راوية مبارك، خلال ندوة أول أمس حول أهمية الفحص الجيني الجزيئي لسرطان القولون والرئة بالأخص وإمكانية قيام مختبر مجمع السلمانية بذلك بحضور اختصاصيين وأطباء في العلاج الإشعاعي والكيماوي، وعلم الأمراض وجراحين أمراض، ومتدربين بقسم علم الأمراض بالمجمع، أن المختبر يمتلك جهازاً متطوراً يسمى الـPCR، ويقوم بمضاعفة جزء معين من الـDNA المستخرج من المرض، للكشف عن الطفرات، وفي القريب سيتم توفير نوع آخر متطور من الجهاز السابق يسمى Real time PCR، وبه دقة وحساسية أكبر ويساعد في عمل فحوصات أكثر. وأشارت إلى أن هذه الفحوصات تعتبر خطوة سابقة من نوعها في المملكة بمساعدة المتخصصين في مختبر الجينات الجزيئية بالسلمانية، والبدء بالفعل في فحص جينات الأورام، بالذات جين KRAS بسرطان القولون، وجين EGFR بسرطان الرئة. ولفتت إلى أن الدراسات الحديثة أكدت أن الطفرة في بعض الجينات تمنع المصاب من الاستجابة للعلاج الكيماوي المعتاد، لذلك فإن المنظمات الصحية العالمية وضعت أطراً للتعامل مع تلك الحالات من خلال فحصها بشكل مبكر للتأكد من مدى استجابة المريض للعلاج سواء بالسلب أو الإيجاب.
وقالت د.راوية مبارك إن الفحوصات تساعد في إمكانية خلق علاجات معينة على حسب جينات السرطان الموجودة في جسد المريض، والتنبؤ بمدى فاعلية العلاجات الكيماوية والإشعاعية، إضافة إلى إيجاد حلول أخرى للمرضى الذين لا يستجيبون للكيماوي بسبب الطفرات الجينية.
وفي ذات السياق، أكدت رئيسة قسم المختبر بمجمع السلمانية الطبي د.رجاء اليوسف تزايد مرض السرطان في العالم بما فيه البحرين، كما إن أعلى معدلات السرطانات انتشاراً في العالم الثدي والقولون والرئة، وتندرج المملكة والشرق الأوسط ضمن تلك الإحصائيات، مشيرة إلى أن بعض أسباب ذلك يعود لأساليب الحياة المعيشية والبدانة والأمراض الجينية، والبعض الآخر غير معروف حتى الآن.
ولفتت إلى أن علاج السرطان يعتمد على تخصصات متعددة في المستشفى، ولا يمكن أن يكتمل بصورة شاملة وصحيحة بدون وجود مجموعة متخصصة لتشخيص المرض بصورة دقيقة، مضيفة أن العلاج الذي يتولاه أطباء الأورام سواء الكيماوي والإشعاعي أو العلاجات التلطيفية الأخرى يعتمد على تصنيف المرض بشكل دقيق، لذلك فإنه يتم العناية بمريض السرطان من قبل فريق متكامل، مكون من متخصصين في الأشعة لتشخيص الأورام، وجراحة الأورام، وعلم الأمراض التشخيصية، وأطباء المختبر للخدمات التشخيصية، بالإضافة للطاقم التمريضي المساند للمرضى. وأوضحت اليوسف أن الدعم والتطور في وزارة الصحة أوجد هذا الفريق المتكامل، وذلك من خلال وجود وحدة متكاملة للأورام، لديها كل الاحتياجات المطلوبة بأي مستشفى في العالم للعناية التامة بمرضى السرطان، مضيفة أن التوصيات العالمية لجمعية معالجة السرطان تستوجب الاجتماع الدوري بين ذلك الفريق، ويتم ذلك بمجمع السلمانية في يوم الاثنين من كل أسبوع، حيث يلتقي الأطباء من تخصصات مختلفة لمناقشة حالات المرضى بصورة مستمرة، وذلك بغض النظر عن الاجتماعات المستمرة التي تتم داخل كل قسم من تلك الأقسام الأربعة المذكورة سابقاً، للعناية بتشخيص هذا المرض.
ونوّهت إلى أن التشخيص المبكر أدى لاكتشاف أنواع جديدة من السرطانات لم تكن مدرجة في السابق، ويعود ذلك للتطور في الأجهزة التشخيصية وعلم الأمراض التشخيصي، ما ساعد في تشخيص حالات لم يكن بالإمكان تشخيصها من قبل، مثل المسح الشامل لسرطان الثدي، ودعوة النساء في سن معين للكشف المبكر، علاوة على أن دقة التشخيص والوعي الكافي أدى لتدارك الكثير من الحالات، إذ أظهرت بعض الدراسات بأن تشخيص المرض بصورة مبكرة يساهم في مساعدة الحالات المصابة على التعافي.