زياد السعدون

كثيرة هي الأبواب المغلقة في حياتنا، ونحن بحاجة لفتح تلك الأبواب، وليس إلى كسرها، فكم من باب كسر كان بالإمكان فتحه، ولا أعني الأبواب الحقيقية لكنها أبواب الحياة، فكم من زوج كسر باب حياته الزوجية، وكان يستطيع أن يصلح حياته وأسرته دون كسر الباب، وضياع الأسرة، وكم من شخص ترك عمله لأدنى مشكلة، دون أن يفكر في حلها، وهكذا في كل شؤون الحياة.
ولكي نعمل بهذا فيما يواجهنا من مشكلات الحياة ومنغصاتها، ليتصور كل واحدٍ منا أن في بيته حجرة مغلقة ويريد الدخول إليها، فقبل أن يكسر الباب عليه: أولاً، أن يفكر في المفتاح لأن أسهل طريقة لفتح الباب المغلق هي المفتاح. ثانياً، إذا لم يجد المفتاح عليه أن يبحث عنه في الأماكن التي يمكن أن يضع المفتاح فيها ولا يبحث في فرن الغاز أو الثلاجة مثلاً.
ثالثاً، إذا لم يجد فإنه يوسع دائرة البحث ويسأل أهل البيت، ورابعاً، يأتي بالنجار ليفتح الباب بطريقة تحافظ على الباب من التلف لأنه صاحب اختصاص، وخامساً، فإن قال النجار لا يمكن فتح الباب إلا بكسره لأن وسائل الأمان في هذا القفل عالية جداً.
إخواني أخواتي: متى وصلنا لكسر الباب؟ هل وصلناه من أول لحظة وجدنا الباب مقفلاً أم مررنا بخمس خطوات، ثم من الذي أشار بالكسر أليس صاحب الاختصاص، فليتنا نطبق هذا في كل ما يواجهنا من مشاكل الحياة، من خلال معرفة مفاتيح الأشخاص ثم البحث والتفكير بالحلول المناسبة، ثم نوسع دائرة البحث لعل الأخطاء فينا، ونحن لا ندري، فإذا عجزنا نعرضها على أصحاب الاختصاص والمعرفة، وبهذا حتى لو انتهى الأمر بالكسر فلا يكون معه ندم بعد بذل كل تلك الأسباب.