عبدالرحمن صالح الدوسري
ونحن نحتفل بالعام السابع لميلاد جريدة الوطن، لابد لنا أن نشكر كل المحبين ممن تواصلوا معنا في الفترات السابقة من عمر الجريدة «الأم» والملفى «الابن»، لأنهم كانوا صورة نقية كنا نبحث عن متابعتها خلال السير على درب النجاح، أو لنقل إنه درب التواصل مع محبي «الوطن».
كانت رسائلهم بمثابة جائزة كبرى يبحث عنها كل العاملين في شتى المجالات، وتحديداً في سباقات الفورمولا1، كانت اتصالاتهم صبيحة كل يوم جمعة رسائل اعتدنا أن نتبادلها مع المحبين، مطرزة بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث كريمة مختومة بـ»جمعة مباركة».
«ملفى الأياويد» كان المراد منه أن يكون مجلساً يجمع رجالات الفريج فقيرهم قبل غنيهم، ليتبادلوا طرح قضاياهم على استكانة شاي و»فنيال قهوة» و»تمرتين»، بهذه البساطة كان آباؤنا الأولون ومن قبلهم الأجداد يجتمعون بعد صلاة العصر، وقبل أن تقرر الشمس الغوص في البحر معلنة الغروب وحلول الظلام.
«ملفى الأياويد» واحد من أبناء «الوطن»، عمدت إدارة التحرير أن يكون جسراً ينقلنا لأيام جميلة رغم شح الموارد، لكن ما كان يميزها «الفزعة» وهي للأسف مسحت من ذاكرة زمن نعاني منه اليوم، فلا الجار جار تأمنه على بيتك وعيالك وتقول له «طلبتك» ولايتردد ويقول «تم»، ولا الناس إذا مررت بهم وألقيت التحية يجيبونك لا بأحسن منها ولا بمثلها، وحتى ثقافة المحبة والتعاون أمّحت من قاموس البشر، وتجد ذلك في الشارع والفرجان وحتى عند الخباز، تنشب معركة لأن الخباز بالخطأ قدم زبوناً على آخر جاء قبله، أو امرأة عجوز عورت قلبه، ذلك مايعكس نفسيات البشر بعد أن دمرتها الصراعات والانشقاقات والأكاذيب.
أود من كل قلبي أن أشد على يدي الإخوة محبي «الملفى» على مدهم جسور المحبة والتنوع في موضوعاته، على حساب جهدهم ووقتهم الخاص، وأنا أتحدث عن هذه الاحتفالية الجميلة، أود أن أهدي بعض الورود للأخ الصديق رئيس التحرير يوسف البنخليل الذي دائماً ماينقل لي رسائل شكر تصله بخصوص الملحق والأخوة علي الشرقاوي وعبدالله الذوادي وإبراهيم مطر وعبدالرحمن أمين، وخالد أبو أحمد ومن يزودني بالصور القديمة الصديق محمد الأنصاري من موقعه الجميل والأستاذ إسحاق خنجي من ألبوماته الكثيرة، ولا أنسى صديقي الكابتن سلمان أحمد «المدريدي» الذي دائماً مايفتح قلبه لـ«ملفى الأياويد» ويسهر الليل وأحياناً يُلغي إجازته الأسبوعية لإنجاز صفحات «الملفى» في الوقت المحدد بلمساته الجميلة وخلطاته السحرية هو وجميع الأخوة في التنفيذ والإخراج والديسك والتصحيح والصف، لهم كل المحبة والتقدير، وأتمنى أن نكوّن جسراً لاينقطع للتواصل مع القراء والنبش في ذاكرة الزمن الجميل.
أنقل تحياتي لجميع العاملين في «الوطن» وأهنأهم بمرور هذه السنوات السبع وأن تعاد عليهم بالنجاح الدائم والعلاقات الطيبة، وأن تكون المحبة دائماً هي ما تجمعهم، وعسى أن تدوم المحبة بين أهل البحرين وتسكن السعادة فرجان ودواعيس وبيوت كل الوطن.
الرشفة الأخيرة
تزامنت احتفالاتنا بالعيد السابع لـ»الوطن» فإن الفرحة اتسعت لتشمل كل فرجان الوطن وبيوته، عُلقت الأعلام في كل سكة وابتسم الجميع وتلونت دروبهم بالأبيض والأحمر بمقدم العيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، وينتظر أهل البحرين الطيبون أن يدخل عليهم العام الجديد بأخبار سعيدة توحد دروبهم وتؤلف بين قلوبهم، وأن تبقى البحرين دمعة فرح في العين لاتجف.