أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب أن التحدي الأخطر الذي يواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو الضعف الإعلامي، مشيرة إلى أن الإعلام الخليجي لا يملك مقومات الإعلام الحديث والمعاصر لمواجهة مختلف أنواع التحديات الأمنية في المنطقة.
وشددت سميرة رجب، في مقابلة مع إذاعة صوت مجلس التعاون أمس، على ضرورة أن يكون الإعلام هو السلاح الأول وفي المقدمة، وللوصول إلى هذا السلاح الحقيقي يجب على أصحاب القرار أن يستوعبوا ماذا يعني الإعلام.
وقالت إن الإعلام لم يعمل اليوم بمفعوله القديم بأي شكل من الأشكال لأن الإعلام أصبح اليوم مفتوحاً ولايمكن لأحد أن يقف أمامه ويحدده أو يقفله، حيث أصبح الإعلام كالهواء في الفضاء يصل لكل إنسان فعلينا أن نفهم أن نصل بكل إنسان بالمستوى العقلي الحقيقي الذي يقنع العالم بما نملك، مشيرة إلى أن التحديات الأمنية تتحدث اليوم عن الإصلاح في المنطقة والإعلام لا يتحدث عما يوجد في المنطقة من إصلاح حقيقي ومدى الرفاه الموجود بالأسلوب الذي نعيشه.
وأضافت أن هناك خطاباً إعلامياً مفقوداً يتحدث مع العقل كما إن تنمية العقل عبر الإعلام أصبحت مفقودة وأصبحنا غير قادرين على مواجهة العالم بالخطاب القديم الذي مازال مسيطراً على العقلية الإعلامية في المنطقة.
وشددت على الإعلام الذي لاتقل أهميته عن ترسانة الجيوش حيث يجب أن يكون الإعلام موازياً لها قوة وإمكانية.
وعن دور الشباب في ظل وسائل الإعلام السريعة والمتعددة.. قالت الوزيرة إن الشباب جزء في المجتمع وبمستوى القصور الموجود في إعلام المنطقة يكون مستوى القصور لدى الشباب مؤكدة على أهمية وجود إعلام سليم يتبنى رؤية ومفهوماً رئيسين في رفع وعي الشباب وتوجيههم بشكل صحيح وبخطاب إعلامي سليم وليس بخطاب إعلامي تلقيني كما كان ولا يزال.
وأضافت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام «إن لم يكن ذلك فسيكون للشباب دور قاصر في فهم مصالحهم ومصالح دولهم».
وأشارت إلى أنه توجد اليوم وسائل اتصالات اجتماعية وهواتف نقالة الأمر الذي جعل التفاعل سريعاً وسهلاً أمام الجميع التواصل الفوري كوصول الخبر والمعلومة وانتشارها وتداولها بأسلوب سريع.
وحثت الإعلام الخليجي على أن يعي هذا الموضوع بشكل سليم ويعرف كيف يتم استغلال هذه الوسائل في توجيه الوعي في المنطقة بدءاً بالشباب لأن أي قصور في هذا الوعي تتحمل تبعاته الدول لأنها لم تستغل الأدوات التي تمتلكها استغلالاً سليماً في نشر الوعي أو في تشكيل رأي عام أو خطاب إعلامي سليم.
وعن دور الإعلام في تحقيق حلم الوحدة الخليجية .. أكدت سميرة رجب أن الشعب الخليجي شعب واحد والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون واحدة ومرتبطة ببعضها البعض مشددة على ضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي لدول المجلس واحداً والتعريف بالمنطقة ومواجهة تتم التحديات بشكل جماعى.
وأوضحت أنه بفهمنا الصحيح للإعلام نستطيع أن نشكل إعلاماً خليجياً قوياً في مواجهة كل هذه التحديات باسلوب سليم وفي ظل وجود أجهزة الإعلام في كل دولة تعطي الرأي وتشكل الخطاب السياسي الرئيس في ظل وجود الخطط الفردية في كل دولة.
وأكدت أن الإعلام سيشكل النواة الأولى للوحدة الخليجية، موضحة أن الوحدة الخليجية موجودة في منظومة مجلس التعاون واليوم نتحدث عن تطوير هذه الوحدة إلى وحدة اندماجية مع الإبقاء على سيادة كل دولة.
وقالت إن الوحدة لم تعد حلماً فهي باتت مطروحة اليوم فكلما توسعنا في دراسة الأمر سنتوجه إلى هذه الوحدة بشكل أكثر قوة مشيرة إلى الترابط الأسرى بين دول المجلس.