الوطن – خاص:
أثارت تصريحات السفير الفرنسي المكلف بحقوق الإنسان فرانسوا زيمري حول البحرين استياء مغردين بحرينيين، وخاصة لجهة تبريره ودفاعه عما وصفوه بـ»تحريض نبيل رجب» و»جرائم الكادر الطبي»، مطالبين الجهات المعنية في الدولة بالرد عليه بشكل رسمي.
وكان زيمري، الذي يزور البحرين حالياً، قال في محاضرة عقدت الأربعاء الماضي إن «السجن لا يجب أن يكون مصير من يقوم بالتغريد على «تويتر» أو الأطباء الذين قاموا بواجبهم»، في إشارة إلى نبيل الرجب الذي حكم بالسجن 3 سنوات على خلفية دعوته لمظاهرات غير قانونية أفضت إلى أعمال شغب، وعدد من أطباء مجمع السلمانية الطبي الذين أدانهم القضاء بجرائم عدة ومنها احتلال المجمع خلال الأزمة التي شهدتها البحرين عام 2011. وأثارت تصريحات السفير الفرنسي زوبعة من الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، تنوعت بين محاججة المسؤول الفرنسي والرد على ما جاء في تصريحه، وبين مطالبة الجهات المعنية في الدولة بالرد عليه بشكل رسمي. وطالب أحد المغردين «وزارة حقوق الإنسان بالرد على تصريح السفير الفرنسي اللي يبرئ جزاري السلمانية!!»، وانضم إليه المغرد فواز صليبيخ، دعا المغرد «حي دار الخليفة» المسؤول الفرنسي إلى «الكف عن التدخل بأمور البحرين». وهي تغريدات حظيت بالكثير من إعادة النشر «ريتويت». إلا أن التغريدة الأبرز التي تداولها البحرينيون في معرض الرد على المسؤول الفرنسي كانت للمغرد خالد الخياط، وهي تغريدة طويلة تناقلها مئات المغردين، وتتضمن رسالة موجهة إلى وزارة الخارجية الفرنسية تفند تصريحات سفيرها لحقوق الإنسان، وتطالبها باحترام حقوق البحرينيين الذي تضرروا من ممارسات المحرضين عبر «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي والأطباء الذين اتهمهم بممارسة التمييز الطائفي والتسبب في وفيات.
وقال الخياط في تغريدته المعنونة «رسالة مواطن بحريني إلى الخارجية الفرنسية»: «أخاطبكم كمواطن بسيط يريد أن يرفع صوته ويطالب حقوقه.. ليس من الحكومات، هذه المرة على الأقل، بل من العقلاء في المنظمات الحقوقية! حيث ادعوهم لنظرة إلى غيرهم من البشر ممن ليسوا أعضاء في هذه المنظمات، أو غيرها.. فقط بشر.. بسطاء .. ممن ليس لهم صوت». وأكد أن «مجموعة كبيرة من شعب البحرين قد ساءهم» تصريح السفير الفرنسي فرانسوا_زيمري، مشيراً إلى أن «نبيل رجب وزمرة أطباء مستشفى السلمانية أزكمت روائح جرائمهم العنصرية والطائفية أنوف الجميع، وزيارة واحدة لمواقعهم أنفسهم تكشف لكم مدى كذبهم وزيفهم وهم يدعون السلمية». وشدد المغرد الخياط على أنه يتحدث «كمواطن بحريني آلمه هذا الكم الهائل من الحقد والتحيز الذي نتج عنه كم أكبر منه من الجرائم والتخريب والحرائق، وكل ذلك، أو أغلبه، بسبب تحريض نبيل رجب في تويتر.. وليس كما قال سفيركم تغريد في تويتر»، وتساءل فيما يخص «جرائم الأطباء، كم مواطن من الطائفة السنية والأجانب قد تضرروا إبان احتلال هذه الزمرة لمستشفى السلمانية؟ وكم ضحية سقطت من جراء جرائمهم؟ وكم طفلاً تضرر أو مات؟». وقال: «نعم.. احتلال بمعنى الكلمة وتواطؤ ضد الوطن والمقيمين فيه.. ومن أجل هذا تمت محاكمتهم وبسبب ثبوت الأدلة تم الحكم عليهم، وبسبب ثبوت الأدلة خسروا الاستئناف فتم سجنهم.. وليس كما قال سفيركم «لأنهم كانوا يؤدون واجبهم». ورفض الادعاء بحبس حكومة البحرين للمغردين، قائلاً: «مع كثرة وشدة انتقادي للحكومة ولوزرائها، ومنذ أمد طويل عندما كنت صحفياً، وإلى الآن، في تويتر..وبالإمكان زيارة حسابي، لم أتلق قط أي كلمة انتقاد من الحكومة»، وتساءل: «هل تعلمون لماذا؟ لأن التغريد لم يكن قط سبباً في اعتقال أي شخص في البحرين، وإنما التحريض». وطالب الخياط الخارجية الفرنسية بإبداء رأيها في تصريحات سفيرها لحقوق الإنسان. ولقيت هذه التغريدة الطويلة تفاعلاً كبيراً من المغردين الآخرين، وقالت المغردة ندى محمد معلقة عليها: شكراً لاختزالك مشاعرنا في هذه الجملة «بحريني آلمه هذا الكم الهائل من الحقد والتحيز الذي نتج عنه كم أكبر منه من الجرائم !». كما قال المغرد سايلنس 777: أتعرف ياخوي شنو الشي المميز فيك إنك إطلع وتفرغ بشكل دقيق جدا كل الكلمات والجمل والحروف اللي خاطرنا نقولها ونعبر عنها من زمان.
وعبرت فاطمة العلي عن رأيها في رسالة بالقول: «صدى رسالتك أخي الغالي هز وجدان الكثير دمت مخلصا لوطنك ودامت حروفك حقوقية ناصعة رغم اذن فرانسوا زيمغي».
وكــــان السفيـــــــر الفرنسي المكـلف بحقوق الإنسان بدأ زيارة إلى البحرين قبل أيام، التقى خلالها عدداً من المسؤولين البحرينيين.